قال لي ربي: "اجلسي يا بنتي حتى تعلمي كيف يقع الأمر".
فأجبته: يا أبتي، ثقل علي صليبي، رغم حبك الكبير
ولكن يا أبنتي ... أنما إلى لحظة يكون ضيقكِ لأن الصليب يحملكِ
إليّ...
حملت صليبك يا أبتي .. ولكن علمني طًرقك...
ليكن رفيقكِ أبني الحبيب...
المخلص الوحيد...
شكراً لك يا أبتي... شكرا... لذلك الشخص الفريد القريب مني
باستمرار، والذي بوسعي أن أرى طلعة وجهه المشرقة من خلال الليل الحالك والريح
العاتية والأمواج المزبدة. فطالما حملني بصليبه في صعوبات حياتي، وأمكنني السير على
المياه في ظله، وأنا أسمع لصوته الحاني الرقيق «أنا هو... لا تخافي».
ذلك الشخص الذي أراه
ليس فقط يكلمني بلطف شديد، ولكنه أيضاً ينتهر بشدة الرياح والبحر حتى يصير هدوء
عظيم في مشهد الاضطراب. ذاك الذي يملأ قلبي المهزوز الضعيف بسلام الله، بل وإله
السلام نفسه كان رفيقي على طول الطريق.
ولكن يا أبتي، ثقل علي صليبي، رغم حبك الكبير
ولكن يا أبنتي... أنما إلى لحظة يكون ضيقكِ لأن الصليب يحملكِ
إليّ...
حملت صليبك يا أبتي...
ولكن علمني حقك...
حقي كان في وجه أبني الذي كان مُفسداً على الأرض يوماً... من
أجل خلاص البشرية... والذي به انُهزم الظلال كله وعبرت آخر سحابة تكدر حياتك إلى
غير رجعة، وآخر شك، وآخر فكر من عدم الثقة والإيمان، وآخر فتور روحي، وآخر سقوط
وآخر خطوات متعثرة، وآخر ظلام خفي من العالم... هذه كلها طويت ولفها النسيان في
جمال أبني العجيب. حقي أظُهر في مجد أبني العجيب... الذي تأملته في سجود، وسبحتي
أمامه بالحان النصر وأفراح الخلود لأن بوجهه المرفوع على الصليب عرفيتي الراحة
والحق وحبي العظيم.
ولكن يا أبتي، ثقل علي صليبي، رغم حبك الكبير
ولكن يا أبنتي... أنما إلى لحظة يكون ضيقكِ لأن الصليب يحملكِ
إليّ...
حملت صليبك يا أبتي...
ولكن علمني أن أجد حياتي...
كان لكي ربان ماهر يقود سفينة حياتك! ومخلص! وسيد أبُحر معكِ في
رحلة الحياة إلى الأمام صوب الشاطئ الآخر، أخرجك من طريق الغربة، أبعدكِ تماماً عن
كل ما لا يوافق قداسته، لتعيشين في جو البهجة الأبدية، تحيى له ومعه يوماً فيوماً -
ذاك الذي هو رفيق رحلتك صوب الوطن المجيد...
فاحملي صليبكِ يا ابنتي...
أنما إلى لحظة يكون ضيقكِ...
شكراً لك يا أبتي... لأن بصليب أبنك وجدت طرقك، وعرفت حقك،
وخُلصت حياتي. سأحمل صليبي بفرحٍ.
آمين |