أليك أتيتَ منذُ البدءِ للبحث عن أعماقِ ذاتي. فوجدتَ فيها
بأنني إنسانةٌ مخلوقةٌ من الترابٍ على صورةِ ربِّ
القواتِ... فأنا منذ البدء في حضن ألأب وبه تحقق كل
وجودي...
ولكن في مراحل حياتي أسافرُ في الفكرِ مع أهلي وإخوتي وخلاني...
حتى أمشي في متسعِ السهولِ والأوديةِ
والبراري... وأختبئ في الكهوفِ والجبالِ وفي طي
الحجارِ...
وصوتُ حبيبي يناديني لا تخافي من كلماتِ
حواري
يناديني والصوتُ قريبٌ يخرج من عمقِ
فؤادي بنبضاتٍ يُسمع صوتها من تنهداتِ
صدري
لغةٌ لا يعرفها أحد إلا من كانَ هو صديقي...
وكلماتٌ لا يفهمها إنسانٌ إلا من كانَ هو
حبيبي...
والحربةُ طعنت قلبي وبدأ الجرحُ يدمي وها
هي أوجاعي. أنوحُ شوقاً في ظلالِ هذا الوادي ولا من
مغيثِ. أقف على تلال أطلالي وأفتحُ عيني، وبصيرةَ
كياني،
وأقرأ بالحروف ِأوراق سجلاتِ تاريخي
القديمِ.. وإذ بيدي تمتدُ وتمسحُ دموعي..
تاركةً للعالم ِكلًّ أمنياتي وآمالي
وأحلامي، ومشيئتكَ في حياتي ينبوعٌ يروي أرضَ
أغلالي.
وإذا بصوتٍ قريبٍ من حبيبٍ يناديني...
فرفعتُ عيني فوجدته جالساً على صخرةٍ فوقَ
الهضابِ، وبدأتُ أفكر ما هذا الذي يحدث الآن في
أيامي...
وإذ بحروفٍ تجتمع لتؤلف نشيداً إلى من كانَ
حبيبي
خُطَتْ بريشةٍ تنغمسُ بالدمِ وهو سائلٌ من
جراحي،
حتى يصرخَ قلبي متألماً من
آلامي كأنها تعرفُ أنَّ حبي لا يُكتَبُ إلا
بالآلامِ... تذكرني بعيونِ العاشقين وهم في الصِّلاِة...
صمتٌ، تأملٌ، تنفسٌ دون أي حراكِ...
وحديثٌ وحوارٌ وسؤالٌ دونَ أي
كلامِ..وتراني أسألُ نفسي لماذا أهبُ لكَ
ذاتي؟
وهذا كله ليتَ يكونُ لـهُ من صيغةِ جوابِ
فأنا عاشقة... عشقَ يوحنا على صدرِ الحبيبِ
ومجنونة... جنونَ بطرسِ على قمة جبلِ
الإجلالِ
وغارقة...
غرق التلاميذ في أعماقِ بحرِ
الجليلِ
وعارفة...
بكَ معرفةَ تلميذا عماوسَ في كسرِ
القربانِ
وهذا كلهُ حتى أناشدَ بكلماتي
حبيبي يسوعي...
نوري وخلاصي إلى ألأبدي... |