"إنّ يسوع المسيح هو هو أمس واليوم والى مدى الدهر. تعالوا إليّ يا جميع المتعبين
والمثقلين وأنا أريحكم. أليست كلمتي كالنار يقول الربّ وكالمطرقة التي تحطم الصخر.
ولتكن هذه الكلمات التي أنا آمرك بها اليوم في قلبِكَ".
يحثّنا الرب منذ الأزل على العمل والإيمان من اجل خلاص النفس والعمل لنيل حياة
أبدية مع رب السلام والمحبّة يسوع المسيح.
كثيرون منّا يقصدون بيت الربّ ويسمعون الكلام الإلهيّ ومع كلّ هذا لا يُصلحون
سيرتهم، ولماذا؟! لأننا لا نهتمّ بخلاص النفس والفتور بالإيمان وبتعاليم رب المجد
وذلك وكل هذا لعدم الاكتراث بخلاص النفس.
لربما نقول أنّنا نصلّي صباحا ومساء ولكن هل عقلنا يصلّي مع شفاهنا؟! والعقل منتبه
لما يلفظه اللسان؟! وكثيرا ما يلفظ لساننا كلام الصّلاة وعقلنا شارد وارد في أمور
دنيوية بعيدة كل البعد عن معنى كلام الربّ. نحن نحضر إلى الكنيسة - أجل جسديّا -
وعقلنا نرسله لأمور دنيوية وعوضا عن مناجاتنا الله أحيانا نشوّش النظام في بيت الله
دون حياء وخوف وبالطبع ليس بهذه الأمور تعميم البتة.
قال
الرب: "كررها على بنيك وكلّمهم بها إذا جلستَ في بيتِكَ وإذا مشيت في الطريق وإذا
نمت وإذا قمت" لا نقول أن نكرر دوما كلام الربّ ولو استطعنا ذلك تكون قمّة الروعة
والنشوة حبذا لو كرّسنا وقتا يوميا على الأقل للاهتمام بأمر خلاص النفس والروح.
وقال صاحب المزامير: "اطّلع الله من السماء على بني البشر لينظر هل يوجد فيهم ملتمس
لله" ولقد ابتعدنا عن كلام الرب وابتعدنا عن خلاصنا لذا صارت قلوبنا قاسية وغير
قابلة للاستنارة بكلام الربّ. وكلام الرب هو نور سماوي كقول النبي اشعياء: "نفسي
اشتاقتك في الليل وروحي في داخلي ابتكر إليك لأنه حين تكون أحكامك في الأرض يتعلّم
البر، سكان المسكونة" وكلام الرب {لوقا البشير}: "فاحترسوا لأنفسكم أن لا تثقُل
قلوبكم في الخلاعة والسكر والهموم المعاشيّة فيقبِل عليكم بغتة ذلك اليوم" (21:
34) ومز (118: 10-13): "بكل قلبي التمستك. لا تُضلّلني عن وصاياك. في قلبي صُنت
أقوالك لكي لا اخطأ إليك. مبارك أنت يا ربّ. علّمني رسومك. بشفتيَّ حدّثتُ بأحكام
فمِكَ كلّها".
ويضيف لوقا البشير (21: 36): "فاسهروا وصلّوا في كل حين لكي تستأهلوا أن تنجوا من
جميع هذه المنتظر أن تكون وان تقفوا بين يدي ابن البشر" وأيضًا: "ولتكن احقاؤكم
مشدودة وسرجكم موقدة" (لو12: 35).
ومن
لم يسمع ويعمل بكلام الرب فيقول اشعياء النبي: "إن شئتم وسمعتم فإنكم تأكلون طيّبات
الأرض وان أبيتم وتمردتم فالسّيف ياكلكم لان فم الربّ قد تكلّم" (19: 1-20).
يحاول الرب بكلامه هذا أن يدخُل لأعماق قلوبنا ليثير حرارة الإيمان والحب الإلهي
لخلاصنا ونحن غرقى بقلوب قاسية ومتوغّلة في الأهواء البشرية ولسعة رحمة الرب
ولمحبته الأبوية لم يرتد ولم يغضب بل يتخذ طريقة أخرى ليستدعي الإنسان إلى التوبة
والخلاص.
أحيانا يصيبنا ما أصاب صموئيل النبي (1 مل3: 3-5): "وكان مصباح الله لم ينطفئ بعد
وصموئيل راقد في هيكل الرب حيث تابوت الله. فدعا الرب صموئيل فقال لبيك: وركض إلى
عالي وقال لبيك انك دعوتني. فقال له لم ادعك ارجع فنم فرجع فنام". والرب دوما
ينادينا ولكن نحن لا نسمع ولا نستجيب وحكمة الرب تعمل (لا 26: 19-20): "فأحطم تشامخ
عزّكم واجعل سماءكم كالحديد وأرضكم كالنحاس. وتُفرغ قواكم عبثًا ولا تخرج أرضكم
إتاءها وشجر الأرض لا يُخرج ثمره".
ونحن نجهل صوت الله ومحبّة الرب لا توصف ويقول رب المجد: "الله طريقه كاملٌ وقول
الرب نقيّ. هو مجنّ لجميع المعتصمين به" (مز18: 31).
يسمع المريض جسديا غالبا تعليمات الطبيب ويعمل بحسب إرشاداته في اغلب الأحيان وأما
الخاطئ الذي لا يسمع أمر وطلب الروح القدس فأي رجاء خلاص له؟! وان لم يسمع الخاطئ
فيغضب الرب وان مات يحرم من الحياة الأبدية والملكوت.
والإنسان: "ففكر في نفسه قائلا ماذا اصنع فانه ليس لي موضع اخزن فيه غلالي ثم قال
اصنع هذا اهدم اهرائي وابني اكبر منها واخزن هناك جميع أرزاقي وخيراتي وأقول لنفسي
يا نفس إن لك خيرات كثيرة فاستريحي وكلي واشربي وتنعمي" (لو12: 17-19) والرب: "فقال
له الله يا جاهل في هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذا الذي أعددته لمن يكون فهكذا من
يدّخر لنفسه وهو غير غنيّ بما لله" (لو12: 20-21).
فنحن معشر أبناء المخلِّص نعمل: "لأنه ليس لنا ههنا مدينة باقية لكنّا نطلب الآية". |