سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

توبيخ لذاته واعتراف

القديس مار أفرام السرياني

 

 

   

 

يا إخوتي تأملوا معي وليكن لكم تحنن ورأفات، فإنه ما قال الكتاب الإلهي باطلاً: "أن الأخ الذي يعينه أخوه يكون كمدينة حصينة شاهقة لأنه يقدر كاقتدار المملكة المتوطدة".

ويقول أيضاً: "ليعترف بعضكم لبعض بالخطايا، وليصلي بعضكم لبعض لتشفوا".

اقبلوا أيها المختارون من اللـه وسيلة ممن عاهد أن يرضي اللـه فكذب علي خالقه، لكي ما بطلبتكم أنجوا من الخطايا المطيفة بي فأصير معافي وأنْهض من سرير الخطية المفسدة فإني منذ طفولتي صرت إناءً طالحاً ومرفوضاً والآن إذ أسمع بالدينونة أتَهاون.

بما أن لي خطايا وجرائم تفوق العظم وأعظ آخرين أن يبتعدوا من الأشياء التي لا تنفع وتلك الأشياء تكمل مني مضاعفة.

ويلي في أي يأس قد وقعت، ويلي في أي خزي قد حصلت، ويلي لأن باطني ليس كظاهري.

فلهذا إن لم تشرق علي رأفات اللـه سريعاً فليس لي من أعمالي ولا رجاء واحد للخلاص.

لأنني أتكلم على الطهارة وأتفكر في الفجور، أنشئ أقوالاً على عدم التألم وفي موجود الهذيذ في الآلام النجسة ليلاً ونَهاراً فأي اعتذار لي.

ويلي أي فحص قد أستعد لي بالحقيقة أن زي الديانة الحسنة موضوع علي وليس في قوتِها.

بأي وجه أتقدم إلي الرب الإله العارف مكتومات قلبي وأنا مديون بمثل هذه المساوئ؛ وأجزع أن أقوم في الصلاة لئلا تنحدر علي من السماء نار فتبيدني، لأنه إن كان الذين قَدموا في البرية ناراً غريبة خرجت من الرب ناراً فأحرقتهم فماذا انتظر أنا، ومثل مقدار هذه الذنوب موضوع علي؟

فماذا هل أقطع رجائي من خلاصي؟ حاشا. لأن هذا هو الذي يحرص عليه المضاد.

انه إذا أنحضر أحد إلي اليأس حينئذ يقبض عليه هو، فأنا لا أيأس من نفسي لأنني أثق برأفات اللـه وبتوسلاتكم، فلا تفتروا إذا من التضرع إلي المتعطف لكي يعتق قلبي من عبودية الآلام المحتقرة.

فقد عمي قلبي واستحال فكري المتدين حسناً وأظلم ذهني فرجعت وصرت مثل الكلب العائد إلى قيئه فليس ذهني نقياً، ولا دموع لي في صلاتي، إن تنهدت نشف ماء وجهي، من الخزي أقرع صدري فهو خزانة الآلام.

لك المجد أيها المحتمل، لك المجد أيها المتمهل، لك المجد أيها المتأني على البشر، لك المجد أيها المتعطف على الناس، لك المجد أيها الصالح، لك السبح أيها الحكيم وحدك، لك المجد أيها المحسن على النفوس والأبدان.

لك المجد أيها المشرق شمسه على الأشرار والأبرار، والممطر على الصديقين والظُلام، لك المجد أيها المغذي كافة الأمم وكل الطبيعة البشرية مثل إنسان، لك المجد أيها المغذي طيور السماء والوحوش والدواب والبرايا المائية مثل عصفورٍ حقير.

لأن كافة البرايا تنتظر لتعطيها قوتَها في أوانه لأن عظيمة قدرتك ورأفاتك مسبوغة على سائر أعمالك.

فلهذا يارب أطلب ألا تطرحني مع القائلين يارب يارب ولا يعملون مشيئتك، بشفاعة كافة الذين أرضوك لأنك أنت تعرف الآلام المكتومة في وأنت خبير عالم بجراحات نفسي أشفيني يارب فأبرأ.

جاهدوا يا إخوة معي بالصلوات طالبين رأفات خيرية اللـه؛ ونفسي التي تمررت من الخطايا حلوها من الكرمة المحقة التي غصونِها هي لكم، اعطوا العطشان من ينبوع الحياة الذي قد أُهلتم لخدمته.

أنيروا قلبي يا من صرتم أبناء النور؛ أرشدوني أنا الضال إلى طريق الحياة يا من ثبتم فيها، أدخلوني في الباب الملكي كما يُدخل السيد عبده، يا من قد صرتم للملك وارثين فإن قلبي قد أنسكب.

فلتدركني بتوسلاتكم رأفات اللـه قبل أن أُجتذب مع عاملي الإثم فهناك تنكشف سائر الأفعال في الظلمة وفي الجهر فأي شيء يدركني إذا رآني مديوناً، أين الذين يقولون الآن أنني بلا عيب قد خليت الصناعة الروحانية وخضعت للآلام.

لا أريد أن أتعلم وأشاء أن أُعلم، لا أريد أن أُطِيع وأشاء أن أُطَاع، لا أختار أن أتعب وأريد أن أُتعِب، لا أشاء أن اعمل وأشاء أن أشجع علي العمل، لا أشاء أن أُكرِم وأشاء أن أُكرَم.

لستُ أشاء أن أُعيَّر وأشاء أن أعيِّر، لا أريد أن أُحتقَر وأشاء أن أحتَقِر، لا أريد أن يتكبر علي أحد وأشاء أن أتكبر، لا أختار أن أُوَبَخ وأشاء أن أُوَبِخ، لا أريد أن أَرحَم وأشاء أن أُرحَم، لا أشاء أن أُنتَهر وأريد أن أَنتَهِر، لا أريـد أن أُظلَم وأشاء أن أَظلِم.

لا أختار أن أُضَر وأشاء أن أُضِر، لا أريد أن أُغتاب وأشاء أن أَغتاب، لا أشاء أن أَسمع وأريد أن أُسمع، لا أشاء أن أُمَجِّد وأريد أن أُمَجَد، لا أشاء أن أُمسَك وأريد أن أمسِّك، حكيماً في الوعظ لكني لستُ في العمل حكيماً، أقول ما يجب أن يُعمل وأعمل ما لا ينبغي أن يقال.

من ذا لا يبكي علي، أبكوا علي أيها الأبرار والصديقون أنا المضبوط بالآلام، أبكوا أيها المحبون النور والباغضون الظلمة على المحب لأعمال الظلمة لا لأفعال النور، أيها المختبرون أبكوا علي المنفي غير المختبِر.

أيها الرحومون أبكوا على المرحوم والمفرط، أيها الصائرون فوق كل مذمة أبكوا على الغريق في الآثام، أيها المحبون الخير والمبغضون للشر أبكوا على المحب للأفعال الخبيثة والمبغض للأعمال الصالحة، أيها المتمسكون بالسيرة ذات الفضيلة أبكوا علي الذي ترك العالم بالذي فقط.

أيها المرضون للـه أبكوا علي المرضي للناس، أيها المقتنون المحبة التامة أبكوا علي أنا الذي أحب قريبي بالأقوال وابغضه بالأفعال أيها المهتمون بأنفسكم أبكوا على المهتم بالأشياء الغريبة، أيها المقتنون للصبر والمثمرون للـه أبكوا على الغير صبور والعادم الثمر.

أيها المشتاقون إلى الأدب والتعليم أبكوا على الفاقد الأدب والمرفوض، أيها المتقدمون إلي اللـه بلا خجل أبكوا علي أنا الغير مستحق أن أتفرس وابصر علو السماء، أيها المقتنون وداعة موسي أبكوا علي أنا الذي أضعتها باختياري، أيها المقتنون عفة يوسف أبكوا علي أنا الذي دفعتها وطرحتها، أيها المحبون مسك دانيال أبكوا علي أنا الذي عدمتها باختياري.

يا من اقتنوا صبر أيوب أبكوا علي أنا الذي صار غريباً منه، يا من اقتنيتم مثل الرسل في عدم اقتنائهم عدم القنية أبكوا علي أنا المبتعد منها بعيداً.

أيها المؤمنون والراسخ قلبهم في الرب أبكوا علي الضعيف النفس والجبان، أيها المحبون للنوح والرافضون للضحك أبكوا على المحب للضحك والمبغض للنوح، يا من حفظتم هيكل اللـه بلا دنس أبكوا علي أنا الذي قد دنسته ووخسته.

يا من يتذكرون الفراق والطريق التي لا عفو منها أبكوا علي الغير ذاكر ولا مستعد لهذا السفر، يا من تصورت في عقولهم الدينونة التي بعد الموت أبكوا على المعترف بذكرها والفاعل ضدها، يا وارثي ملكوت السموات أبكوا علي وارث جهنم النار.

ويلي أنا الذي لم تترك في الخطية عضواً صحيحاً أو حاسة لم تفسدها وأنا لا هم لي والموت علي الأبواب قد وقف وأنا لا هم لي.

يا إخوتي هاأنذا قد كشفت لكم كلوم نفسي فلا تتوانوا في أنا المتألم لكن اطلبوا من الطبيب في أمر السقيم، إلي الراعي من أجل الخروف، إلي الملك من أجل الأسير إلي الحياة من أجل المائت لأنال الخلاص الذي بيسوع المسيح ربنا من الخطايا المطيفة بي.

ويرسل نعمته ويؤيد نفسي التي تزلق بسرعة، فإني مستعد لمقاومة الآلام وحين ملاحمتي إياها تحل رداءة حيلة الثعبان باللذة نفسي وتقيدني مأسوراً وانشط أن أجذب المحترق فتطرأ علي حرارة النار فتجذبني إلي وسط لهيبها، اطفر إلي استخلاص الغريق ومن عدم التدريب أغرق معه.

اشتهي أن أصير طبيباً للآلام وأنا نفسي مضبوط بِها وعوض المداواة أجرح من المريض، أنا لم أزل أعمي وأروم أن أرشد العميان.

فلذلك أنا محتاج إلي صلوات كثيرة حتي اعرف قدري ولكي تظللني نعمة المسيح وتضئ قلبي المظلم.

وتسكن في عوض الجهالة معرفة إلهية ؛ لأنه لا يصعب علي اللـه كل كلمة، هو منح شعبه في البحر الذي لا يُسلك مسلكاً، هو أمطر لهم المن ومن البحر أرسل لهم سلوي كرمل البحر.

هو منح العطاش ماء من صخرة صلبة، وهو وحده خلص بصلاحه الواقع بين اللصوص؛ وبتحنن صلاحه يخلصني أنا الواقع في الخطايا المغلوب مثل مكبل بسوء الرأي ؛ فليست لي دالة لدي فاحص القلوب والكلي ولا يستطيع أحد أن يشفي وجع نفسي إلا هو العالم أعماق القلب.

كم من مرة وضعت في ذاتي حدوداً وابتنيت حيطاناً بيني وبين الخطية المخالفة للشريعة؛ وبين المعاندين الذين يخطرون من النتائج المضادة الخواطر للحرب فعبر ذهني التخوم وهدم الحيطان لأن التخوم لم تكن لها قوة صائنة بخشية  ممن هو أفضل من الكل والحيطان لم تأسس على التوبة الخالصة.

فلذلك اقرع الآن ليفتح لي؛ وألبس طالباً لأنال المطلوب كمن لا خجل له اطلب أن اُرحم يارب ؛ أنت أيها المخلص قد وهبت لي خيريتك وأنا كافأتَها بالمساوئ؛ تمهل علي أنا الجافي فلست أسأل عفواً عن كلمات باطلة بل إنما اطلب من خيريتك صفحاً عن أعمالي التي لا بر فيها.

يارب جددني من كل فعل خبيث قبل أن يدركني الموت حتى أجد في ساعة الوفاة نعمة أمامك لأن ليس في الهاوية من يشكرك.

يارب خلص نفسي من المخافة المنتظرة وبيض حلتي المتسخة من أجل رأفاتك وصلاحك لكي إذا سربلتني بالبياض أنا الغير مستحق أؤهل لملكوت سماواتك وإذا حصلت في السرور الذي لا ينقرض أقول: المجد لمن أستخلص نفساً مغمومة من فم السبع وجعلها في جنة النعيم.

لأن لك المجد أيها الإله الكلي القداسة. آمين

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English