سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

سبب الباعوثة

وطقس التمهيد لاثنين الباعوثة

الأب أفرام سليمان

   

 

إن السبب الأول الذي من أجله تُمارس الباعوثة في كنيستنا الإلهية هي باعوثة نينوى التي حدثت بسبب كرازة يونان النبي، ومنها قضوا بالصوم ولبسوا المسوح كما هو مكتوب. ولما رأى الله توبتهم أجاز عنهم حدة غضبه ولم يبيدهم.

والسبب الثاني الذي من أجله تُقام الباعوثة الآن في هذه الأماكن هو وجود مرض الطاعون في مملكة الفرس وتحديداً في مناطقنا في أيام مار سبريشوع مطران كركوك، وبسبب غزارة خطايا البشر استطاع المرض في فترة قليلة جداً أن يبيد ويفني سكان كركوك واشور ونينوى. ولما كان مار سبريشوع يتضرع لله بسبب سوط الغضب الذي كان يعيث موتاً في رعيته، سُمع له صوت الملاك القائل: افرضوا الصوم وقربوا الباعوثة فيتوقف عنكم الموت، وحالاً أمر هذا القديس أن يجتمع جميع شعب الرب بكل فئاته في بيت الله، وفي اليوم الأول من الباعوثة والذي كان الاثنين خفف الملاك الذي كان يبيد يده ولم يمت أناس إلا القليلين اي ما ندر من المصابين بالطاعون. ولما جاء اليوم السادس من الاسبوع اي الجمعة اشترك الشعب في ذبيحة الجسد المحيي والدم المقدس لربنا يسوع المسيح غُفروا وتقدسوا فلم يمت بعد أي واحد حتى الذين انتشر الداء في أجسادهم.

من هنا ولما شاهدت الكنيسة رعاة ورعايا الرحمة التي حلت عليهم بفضل الباعوثة التي قدموها، وضعوا ورتبوا أن تُقام في هذا السابوع من كل سنة. وسارت وتوارثت باهتمام من حينذاك وحتى الآن وتًممت، والذين رتبوا الباعوثة أمروا بأن يُعمل تذكار الآباء الملافنة في الجمعة التي فس سابوع الباعوثة لأنه فيوم هذا التذكار حلت الرحمة وتوقف الموت.

 

 

طقس باعوثة النينويين

وتكون في جميع سني العالم ثلاثة أسابيع قبل الصوم، يكون من بدايتها وحتى الأحد مدخل الصوم عشرون يوماً.

 

التهيئة لاثنين الباعوثة

 

المرميث: مز: 11-17.

الشورايا القبلي: مز 1:12-6.

الترتيلة القبلية:

إلهنا ملجأنا الحصين، ومعيننا في زمن الضيقات: إنه زمن الخلاص للاتكال على الله، والنجاة من الخطايا والزلات التي عملناها في هذا العالم لنتقبل مغفرة الخطايا.

المجد: لنتوسل من المسيح بالصلاة والصوم والحزن، الذي يقبل كل التائبين ويخلص كراحم الإنسان ويعطي بمراحمه مغفرة الخطايا.

مزمور المساء الأساسي: (140، 141، 105:119-112، 116).

الشورايا البعدي: مز 15

الترتيلة البعدية:

هلموا يا أبنائي وأسمعوني، الصغار مع الكبار: هلموا نطلب الرحمة من أجل جيلنا الذي أخطأ وتفاقمت شروره. ونقدم التوبة لأنه لدينا الوقت لتُمنح لنا المراحم.

المجد: لنطلب بابتهال ونتوسل الرحمة ونسأل الغفران، من الحنان المفتوح بابه للتائبين إليه.

الطلبات:

ترتيلة الملوك:

هلموا نمجد للرب، القائمين في بيت الرب في الليالي: لنلتجئ جميعنا بالصلاة التي هي مفتاح الكنز السماوي وبقدر ما تتلذذ نغمات ألحاننا لتكن هكذا سيّرنا أمامه لنرضي الرب بالكلمات والأفعال.   

المجد: لنجثو على ركبنا جميعاً بالصلاة أمام الصليب كنز المعونات. لنجد الرحمة ومغفرة الخطايا متى ما تستنير كل الأقاصي بأشعته ولا يرضى أعدائه السجود لسيادته.

الشورايا: مز12:34-15.

صلاة الجلسة:

هلموا أبنائي واسمعوني، إلى متى أيها البشر، وقلوبنا نظيفة وطاهرة من النية السيئة: هلموا نلوم ونذم سيئاتنا ونوبخ عيبنا بالخفاء أمام فاحص قلوبنا. فشرنا تفاقم أمامه وقلّ الحق في دهرنا. وفتر بنا حب المسيح. وأبعدنا الحقيقة عن فكرنا. فلا نقطع رجاؤنا ونمكث في شرورنا حتى الدينونة لنشفي جراحنا ما دمنا أحياءً بالتوبة.

أمل يا رب أذنك وأجبني: أنت يا رب الذي يجيب في الزمن المرضي ويعين في يوم الخلاص. تذكر رحمتك من الأزل واقبل طلبة ساجديك لأنك أنت رجاؤنا وملجأنا جميعاً.

جميع أيام حياتنا: جميع أيام حياتي أنتظر أن أتوب من ذنوبي، ولكن باطلاً مر زمن حياتي القصير. آهٍ لك يا نفسي أفيقي ذاتك لئلا تشجبك الدينونة. توسلي من رب الكل بدموع شجية وأنت سائلة المسيح مغفرة لخطاياك. أيها الديان الصالح أطلب أن تشفق عليّ وترحمني.

هم يزولون وأنت باقٍ: جميع الأجيال تزول وتبطل يا رب. القوة تعجز والغنى يفلس، كذلك تفنى المعرفة وهذه فقط تبقى، الحكم والبر. هذه علمنا أن نعمل يا ربنا وارحمنا.

مالت أيامي كالظل: يوماً فيوماً أعاهد أن أتوب، فأفنيت بأعمالي السيئة مدة حياتي القصيرة. يا نفسي الشقية استفيقي من الآن لئلا يفصل الواحد من الآخر. اصرخي للرب بدموع شجية واطلبي لك مغفرة الذنوب لكثرة زلاتك. أيها الديان الصالح أطلب أن تشفق عليّ وترحمني.

التفتي يا نفسي إلى راحتك: بقوة النعمة بيديك يا نفسي يمكن أن تسمين وترثين ملكوت السماء. لماذا تفقرين إرادتك بالذنوب التي عملتيها. قبل أن تسمعي من المسيح: كيف دخلت هنا وأنت ليس لك ملابس تليق بالحفلة. زيني قوامك بالتوبة وأنت تصرخين يا رب أشفق عليّ وارحمني.

رجليّ على أبوابك يا أورشليم: على باب خاتمة حياتك تقفين يا نفسي الشقية. هنا لديك الوقت لطلب المغفرة. فهناك لا تنفع الدموع ولا تعين التوبة. فمتى ما دخل العريس ويدخل مدعووه معه ويُغلق الباب ويزول الحجاب. فمن الآن من رجائي سواك يا رب، الله محب البشر أشفق عليّ.

من يتمعن في الخطايا: من يقدر على ملاحظة الزلات التي تخفي فخاخ الخطيئة بواسطة أهواء الشهوات. لنرى عيوبنا بعين العقل الخفية ونفحص سيئاتنا. وبفهم مميز نلوم شرنا أمام الديان. فقليل هو الزمن والنهاية قريبة. من الآن ما دمنا أحياء لنهيأ لنا ملابس النور لنستر عيوب أنفسنا.

باركي يا نفسي الرب: يا نفسي الشقية وأنت ماسكة مصابيحك ترقبي واسمعي صوت العريس المجيد واستعدي مع العذارى الحكيمات واسهري معهم. ولا تهبي النعاس لعينيك ورنمي بتسبيح الرب وتوسلي له قائلة: اللهم أشفق عليّ وارحمني أنت محب البشر.

يا رب اسمع صلاتي: متى ما وصلت خاتمة حياتي ومتى ما جاءت الشريعة التي تطالب نفسي كل ما فعلته لها، أية بناءات وأية أموال تستطيع وتقدر أن تعينني. مت ما يجلس يسوع على كرسي المجد لن تنفع الغني عظمة غناه ما لم يكن له أعمال صالحة. ولا المسكين عوزه إن لم تكن أفعاله مرضية. فيا رب أطلب أن تشفق عليّ هنا وهناك أغفر لي ذنوبي وارحمني.

لأن الأرض امتلأت ظلاماً وشراً: من لا يقر بأن ذنوبنا كثرت وتفاقمت رذائلنا. وكما في البحر غرق جميع الناس في سبات الشهوات. أظلم الحق واستنار الأثم بشوك سيئاتنا. وتحمست العدالة لتجازينا بالحرب والجوع والموت والاضطراب الدائر. تمت في أيامنا جميع الآيات التي أشار إليها ربنا، فبخطايانا وصلتنا نهاية الأزمنة. انسكب الدموع الحزينة قائلين: الرب الذي خلقنا بطيبته، أشفق على نفوسنا وارحمنا.

لأنه كالطيف يسير الإنسان وكاللهب يتقد: كما تختط الصورة على اللوح هكذا يا رب ألاحظ خطاياي المكتوبة والمرسومة على جسدي. وكل آن يحجب نفسي الخجل. يا مخلصي كن الغافر لجرمي وارحمني.

الله خلصني باسمك: بأمواج الأفكار وأهوال التجارب انقضت سنين حياتي. وفنيت أيامي بالحسرات وسنيّ بالتنهدات وأصبحت دون فائدة. يا ربنا من أسكتّ بكاء الخاطئة وحولته إلى فرح، لتأتمن هكذا أعضائي المضطربة وأرح عذابي، لأن التجارب التي دخلتني بسبب ضعفي أزعجتني.

أدركتني خطاياي فلا لأقوى على النظر: وصلتني الخطايا الكثيرة والأفعال السيئة التي اقترفتها لأقنومي. أطلب منك يا أيها المسيح ملجأ التائبين أن لا تبيدني من أمامك. بالأمن والسلام سلمت لك روحي، فلا يتسلط عليّ الشيطان عدوي. أشفق على ذنوبي يا حنان واقبل طلبتي بطيبتك وارحمني.

نور عيني ما عاد عندي: من ثقل حمل ذنوبي أظلمت عيون عقلي من البيان، وأضعت سبيل وصاياك المؤدي إلى الحياة، وفي طريق الهلاك جعلت مسيرتي، سبيل الكثيرين الوارثين الظلام والنار التي لا تنطفئ. ردني أيها المسيح مخلصنا بحنانك واغفر بطيبتك ذنوبي وخطاياي وارحمني.

تجاوز الشر واعمل الخير:آهٍ لك يا نفسي استفيقي وألقي عنك نعاس الكسل، وتهيئي بزيت محبة المساكين وأنيري لك مصباحاً. فها قد وصل مجيء عريس الكنيسة المقدسة المجيد. لنسرع قبل أن يُسد باب التوبة المفتوح، لنستحق الدخول مع الملك ونحن قائلين: لا تجرنا ربنا من عشاء أسرارك، المجد لك يا محب الإنسان.

التفت يا نفسي إلى راحتك: يا نفسي الشقية إلى متى تمكثين في الخطيئة، إلى متى لا تريدين أن تأتين إلى التوبة، ولا تتذكري الحكم العتيد أن يأتي. لأنه ليس هناك وقت للتوبة ولا بسط الأيدي للاستغاثة، بل كل إنسان تُجمع أعماله لتوفي عشره. اطمئني كما اطمئن ذلك العشار وتشبهي بتلك الزانية بسكب دموعها واشكري الله وقولي: أشفق عليّ يا مخلصي وارحمني.

لأنهم معي في الخصام: إنني منجذب إلى فكرتين، واحدة تدعوني إلى التوبة وواحدة تؤدي بي إلى الأباطيل. وأنا أتوق لأستحق الغفران عن هذه، كما لا أريد أن أهمل وأتوقف عن الشرور. أطلب أن أُغرس في الملكوت الخالد وثمار محبة الله لا تثمر بي. وأرغب في نيل الأجر الكامل وأنا لم أشأ العمل حتى في الساعة الحادية عشرة والتعب في كرمك. أنت يا رب كثير الطيبة، المجد لك يا محب البشر. 

كالظل مالت أيامي: أيامي كلها انقضت وفنيت بالخطايا والأباطيل. ولم تتمايل أبداً حركة أو فكرة تنوي طريق وصاياك. ولما رأيت ضعفي قد غاص بكثرة الشرور تحنن حبك الهنيء لتقدم لي العلاج بسوط وصاياك الهين. إلهي لتتضرع مراحمك لذنوبي وأنقذ حياتي من الفساد وارحمني.

المجد: أبانا الخفي الذي في السماء، ليتقدس بنا اسمك القدوس لأنك بالروح القدس قدستنا. لئلا يضبطنا الشيطان الذي أخضع حياتنا كل الدهور ازجره بقوتك العظيمة. لتأتي إلينا ملكوت السماء التي وعدت بها لمحبي حبك. ويستريح في عبيدك قوة إرادتك، هنا في السر وهناك بالمراحم. ومن مائدتك التي لا تفتقر هب القوت لعوزنا. وأمنح الغفران لخطايانا لأنك العليم بضعفنا. بجاه ألوهيتك خلص خليقتك، فالشرير فاتح فاه ليبتلعها. لأم لك الملكوت والقوة والبأس والمجد. لا تجردنا يا رب من التنعم مع قديسيك.

من الأزل.. (م): على باب مراحمك يا رب الكل يطرق عبيدك يا من تريد حياتنا، ويسألون الرحمة والخلاص. افتح لتوسلنا باب خزانتك وأجب بمراحمك طباتنا لأنك أنت مغيثنا. أشفق يا حنان على ساجديك، وأنقذهم من التجارب. أشفق على كنيستك  التي تتضرع إليك وأحل فيها أمنك المبارك. تحنن على الكهنة الذين يزيحونك في المقدس الروحي. تحنن على الملوك والحكام لنعيش حياة هادئة ومريحة. أشفق على المرضى والمتضايقين وأعط الصحة لأوجاعهم. أشفق على المحتاجين والمساكين ووفر قوتاً لعوزهم. تحنن على الأيتام والأرامل وغذهم من مائدتك. أشفق على المسلافرين في البحار وأنقذهم من أهوال البحر. تحنن على المسافرين في الطرقات ونجهم من البرابرة. أشفق على المؤمنين الذي على أبواب الملوك والسلاطين. أشفق على هذا البلد وساكنيه وأجز عنه سوط الغضب. أشفق على مسكن غربتنا هذا وحوطه ربي بسور حصين. أشفق على عبيدك الداعين باسمك واقبل بمراحمك طلبة جميعنا لأنك أنت ملجأنا ورجاء نفوسنا الصالح ولك يليق الشكر من كل الأفواه. 

القانون:

مز 12، الردة: كثر الغش وفتر الحب لا تتغافل أيها المسيح* يا رب البرايا أنقذ كنيستك من الشرير.     

التمجيد:

التفت يا مخلصنا إلى صلاة عبيدك، واقبل طلبتنا واستجب تساؤلاتنا. أنت ملجأ ورجاء الضعفاء، بمعونتك نغلب حبائل الشيطان الذي يلقي الفخاخ دوماً لنفوسنا ويريد الغشاش أن يختمنا بشره. أرسل يا رب قوتك فنصد شركه لئلا يصطادنا ونقع في هاوية الخطيئة. لتقوي قوة طيبتك ضعفنا ونرضيك بأعمالنا أيها الحنان، وأهلنا أن نرنم لك المجد الذي لا ينتهي في يوم مجيئك إلى أبد الآبدين آمين.  

الطلبات:

مزامير الصباح كالأيام الاعتيادية:

في النهار يتوقفون ساعة واحدة، ويبدؤون أبانا الذي في السموات (اللحن البسيط) ويتلون بنفس اللحن المزامير التالية: 11-36 .

قلتا:

انظروا ولا تخطئوا كما أخطأتم من البدء. ولا تسلطوا نير الموت على رقابكم* هلموا أيها الموتى نسلك في طريق الصالحين، لعلنا نصل إلى خاتمة الحياة الموعودة* بالصوم قيدوا الجسد الشره كما بقيد، ليعمل في أرض الحياة الروحية.

تابع: مز 86، مز120، (صنعت العجائب للموتى، الجبابرة يقومون ويشكرونك، ويتحدث من في القبور طيبتك، وثباتك في الهلاك، تبسط يدك وتنقذني، أحل يا رب يمينك عليّ، يا رب رحمتك إلى الأبد، لا تنبذ أعمال يديك.

الجلسة الأولى:

احذروا ولا تخطئوا، كلكم أبناء العلي، لئلا يجربكم المجرب ويكون عملنا باطلاً: يا تلاميذ المسيح وبنو أسراره، احذروا من الاختلاط بالوثنيين والكفرة. لئلا يحتقر إيمانكم والمعمودية التي نلتموها بعاداتهم المفسدة للجسد والنفس.

أنت حبر إلى الأبد: رئيس أحبار عقيدتنا وغافرنا، أيها المسيح الذبيحة المقبولة دون عيب لأجلنا. منك نطلب مغفرة الخطايا متى ما يثبت عرش الدينونة. أنت العارف بآلام طبيعتنا فبها تألمت وجُربت لأجل خلاصنا.

يشفي منسحقي القلوب ويداوي أوجاعهم: دواء التوبة منح ربنا للأطباء الماهرين وهم كهنة الكنيسة. ومن ضربه الشيطان بأوجاع الشر ليأتي ويبين جراحه لتلاميذ الطبيب الحكيم وهم يشفوه بالدواء الروحاني.   

فمي ينطق بالحكمة: التجئوا أيها الخطأة بالتوبة، فالزمان قصير ليتلألأ العالم ويزول. الطوبى للتائبين والحكم للأشرار الذين لم يبرروا. فإن بالعدل تدين يا رب، من يقدر أم يغلب بالحكم.

لا تتكلوا على السلطان وعلى الإنسان: لا نتكل على الغنى والسلطان لأنهم لا يخلصوا من الموت ولا من النار الأبدية. ليكن اتكالنا على الله لأن بأيديهم موتنا وحياتنا، لننجو من الظلام المعد لصانعي السيئات.

الأخ لا ينقذ: لا نتبع الحياة الزائلة التي لا تنفع أبداً (ويبيدوا الذين من الأزل) ماذا ينتفع كل واحد منا إن اقتنى العالم وألقى بنفسه في جهنم التي لا تنطفئ ولا نهاية لها.

الأغنياء والفقراء معاً: لنرضي الملك المسيح بأفعالنا، فهو فاحص خفايانا ويعلن أفكارنا. لئلا يرانا نغرق في ضعف الشهوات ويقول لنا: لا أعرفكم ابتعدوا عني يا فعلة الإثم.

يتركون ممتلكاتهم للآخرين: ما دمنا في هذا العالم الزائل والباب مفتوح للرحمة ومغفرة الخطايا، لنرضي العدالة بالتغيير من السيئات إلى الصالحات لننجو من الحكم الرهيب الذي انتقامه قاسٍ وعذابه طويل.

لتكن طيبتك علينا يا رب: نتوسل إلى طيبتك أيها الملك المسيح، كي لا تتذكر خطايا عبيدك متناولو سر جسدك. وهي تسندهم يوم الانبعاث وينجوا من جهنم ومع الملائكة في طريقك يدخلون على السموات بالمجد العظيم.

 كما انتظرناك: ندعو إلى طيبتك يا يسوع ربنا، ونتوسل إلى عدالتك لتمحو خطايانا بحكمك، كما وعدت في بشارتك، كل من يعترف بي أمام الناس أعترف به أنا أيضاً في السماء أمام أبي وجموع الملائكة.

يُخبر الرب بحكمه: كشف مخلصنا وعرّفنا في بشارته العذاب الأبدي والحياة والطوبى الخالدين. الأشرار المزدرين شرائعه يقفون في جهة اليسار، والصديقين حافظوا وصاياه يقيمهم بإكرام عن يمينه.

لأنه أحاطتني شرور لا تُحصى: بسبب كثرة الذنوب والخطايا التي اقترفناها حلّت علينا الشرور. وبسببهم أيضاً قام علينا أعداء الحق بتشامخ. ولهذا نتوسل أن لا تغضب علينا إلى الأبد ولا تسلمنا بنفورك لأيدي البرابرة، لئلا يقولوا هؤلاء أين الرب إلههم الذي دُعي اسمه عليهم. بل أنت أيها المسيح أدبنا وامتلكنا بمراحمك وبصلاة كنيستك المباركة أشفق على شعبك من لك غزارة الطيبة.

أدركتني خطاياي ولم أستطع الرؤية: الذنوب والخطايا التي عملتها هي التي تهولني حتى يوم الموت، لأجل هذا أتوسل إليك. أيقض غفوتي من سبات الموت وأنر عينيّ المظلمة بالخطيئة، لأنك أنت العارف بآلام وجعي، وأنت الخبير بضعفي، ولك أصرخ بشجن: يا رب تحنن عليّ بمراحمك وارحمني.

طافوا حولي وأحاطوا بي: ذنوبي وخطاياي تشبهني بالأمواج الصاخبة للبحر الهائج، وأفكاري للأرواح الشريرة المضطربة. كيف أسير أنا في هذا العالم واصل مدينة العلى أورشليم ملكوت السماء. ربي وإلهي دبر نفسي في سكون الأمن وارحمني.

لك السماء ولك الأرض: كلا العالمين قسّما فكر عقلي يا رب. هذا العالم يريني شهواته الزائلة، والعالم الآخر يجعلني أترجى خيراته الأبدية. وحرب ضارية وصراع قائم بين الجسد والنفس. فالجسد يتوق للمرئيات والنفس أيضاً تحب اللامرئيات. ولكن بالتوبة والندم يسود أمنك بينهم بطيبتك وارحمني.

تحنن عليّ وارحمني: يا ابن داود ارحمنا، أيها الديان العادل، تقوت سيئاتنا أكثر من وقت آخر، واشتد شرنا أكثر من كل الأجيال. وكالطوفان غمر الأرض فمن لا يتوب؟ وكل الناس صُرعوا في حرب الشر فمن لا يعترف؟ الخصومة بين الكهنة، والشر بين الحكام، في الكنيسة اضطراب وفي الأسواق احتيال، وقامت على الكل حرب الغش والحسد الضروس. وواحد يطلق على الآخر سهام الشيطان الحادة. الصالحون مشوشون، العادلون مظلومون، الأخيار مسلوبون. آهٍ من زماننا الغم في البيوت والبكاء في الأسواق، والمؤامرات في الكنائس. آهٍ من جيلنا السماء بأصوات مريعة والأرض باضطرابات متواترة ولا من مجيب. لا تعاقب المسكونة بسببنا أيها الديان العادل، نحن يا رب أخطأنا إليك أشفق علينا بمراحمك.

الويل لي طالت غربتي: الويل لي في ذلك اليوم الذي به تدين يا رب الكل. أين أهرب مكن حكمك وأين أختبئ وبمن التجئ ليأتي ويخلصني. ومتى ما تجازي كل إنسان بحسب عمله سأقوم بوجه خجل في محكمة عدالتك. أطلب منك أيها الرب الرحيم قبل يوم الموت حيث تنفصل النفس عن الجسد ألا تلتفت عن صوت طلبتي بل ارحمني بطيبتك.

المجد: ويل لك يا نفسي الممتلئة شرور، ماذا ستفعلين متى يُعلن الحكم، وأي مخرج هيأت متى ما تُفحص أفكارك، وتُكشف أعمالك كلها أمام الرب يسوع الذي هو ديّان الأحياء والأموات. فلم تتزودي لا بملابس للوليمة ولا زيت لمصباحك. أيتها الشقية ماذا تفعلين يوم دينونة العالم متى ما يجلس الملك المسيح على عرش مجده، والجموع الروحانية والجسدية كلها تقف أمامه برهبة. متى ما الموت يُفسد الجمال وينتقل الغنى عن ورثته، وتكون جنس الإنسان كله شيئاً واحداً،أين ستستترين أنت؟ ولكن لديك الوقت لتطلبي وتسألي مغفرة الخطايا، توسلي واطلبي قائلة: ارحمني يا غافر ذنوب المائتين.

من الأزل..: عارف الكل المكشوفة له خفايانا أين نهرب من سوء إرادتنا، لئلا نخاف من العذاب المحفوظ، الحق احتجب عنا بملابس شرنا ولا أحد ارتعب. أشفق يا إلهنا الصالح سبب حياتنا. وأنقذنا من غمره الذي خنقنا وجعلنا عاراً للشيطان عدو جنسنا. وأرسل وأخذ مجدنا وأماتنا بإثمنا. ليكن حنانك دليلاً لخلاص نفوسنا جميعاً ولا يرشق المتمرد سهاد الحسد الحادة ليهلكنا. بسوط حبك نتأدب بشفقة مراحمك. ولا تتركنا يا رب بين يديه بل بسيف كلمتك أبطل حبائله لئلا يطرحنا في شره. أيها المسيح أنت مخلص الكل وغافر الخطايا بطيبتك ارحمنا.

ليقل الشعب كله آمين وآمين (م): المسيح الذي عظّم آدم وأكرمه وحررنا جميعاً من العبودية، هلمّ لإغاثتنا وخلصنا وقدنا، وأعن الصارخين باسمك، وافني الشيطان واسحقه. ابسط يمينك وبارك واحفظ الكنيسة وبنوها لنرنم مجدك ونستتر تحت جناحيك. أيها الحنان اسمع طلبتنا وافتح الباب لصلاتناواقبل دوماً تضرعنا وأجب طلباتنا بمراحمك. زمن شرير هجم علينا والبرابرة انتصبوا ضدنا وتمت كلمة مخلصنا، نهاية العالم وصلتنا. قام في زماننا شعب وثني وطغمة شريرة ومضطهدة تضطهدنا بالسيف والحرب ومحبة المال والنقود. أهلكوا السلاطين ومركباتهم، قتلوا وهدموا وأفنوهم، أخضعوا الشعوب بشرهم تحت نير ظلمهم. سوط التأديب هذا الذي قبلوه في الأيام الأخيرة سحقوا تخوم ودول وهدموا مقاطعات ومدن. توقف صوت الصلاة من ال>يرة والكنائس، وتبكي الشعوب والأمم من الآلام والضيقات. انهض يا إرميا في جيلنا وانظر البكاء والنحيب في في أسواقنا ونظّم المراثي في أيامنا حيث اشتد العويل فيها. تشتد الأهوال دون عد والحروب والصراعات في كل مكان، الحرب والأسر وكل العقوبات، الويل لنا كم هو شرير زماننا. أشفق على عبيدك يا مخلصنا وأعن وخلّص ساجديك  الصارخين أمام بالنواح وبالدموع يطلبون مراحمك. لا يوجد في جيلنا نبي صالح مثل إيليا الغيور، ليطلب نار محرقة ويبيد بني الهلاك. أنصت إلى صلاتنا واسمعها يا رب مثل طلبة حزقيا، بدد الشعوب البربرية مثل ألوف الآشوريين. وأحل الأمن والسلام في الكنيسة المشتراة بدمك وزينها بالحب الكامل جمسع أيام العالم. أبعد عنها الحروب الشريرة مثل أيام موسى النبي، وأجز عنها كل الفواجع وأهوال الصراعات جميعها. أيها المسيح مخلص العالم أنقذنا بيمينك الرحيمة من الوثنيين الطغاة وقدنا بين الأمم. ليكن صليبك سوراً لنا، وحافظاً كل حين من الشيطان الشرير، عدو جنسنا النمام. اقبل صلاتنا وطلبتنا وأبطل عنا السيئات واغسل خطايانا وذنوبنا ليهلل فمنا مجدك. الله الذي بارك أبرام بارك جمعنا المتعاظم ليحب شريعتك ويكرمها ويصعد المجد لاسمك. بارك الكهنة والشمامسة وأوقف عنهم النزاعات لأنهم خدموا الطقس والقوانين وقدسوا الأسرار المحيية. بارك واحفظ بطيبتك المؤمنين المعترفين بسامك، املأ قلوبهم من إيمانك ليمجدوك بمخافة. بارك يا ربي هذا البيت بالبركات المعينة ويمتتلأ ذبائح ومقتنيات مثل بيت أيوب الصالح. لتحل وتستقر بركاتك يا ربنا وإلهنا على جمعنا والذين يحبوننا باسمك يصعدون المجد لك معنا. لك يلزم شكرنا والعبادة من أفواهنا لألوهيتك دوماً ولربوبيتك كل آن. تحنن على حياتنا واغفر ذنوبنا ولا تحجب وجهك عنا، لأنك أنت معيننا وعليك وضعنا اتكالنا، أشفق علينا بمراحمك وطيبتك وارحمنا.     

القانون:

مز 86، الردة: المسيح محب التائبين، افتح الباب لصلاتنا واقبل طلبتنا.

مز 8:36-13، الردة: الصالح نبع كل الخيرات، وأصل كل المعونات، هب القوة لساجديك المتكلين على عونك* يا من علمنا أن نصلي ووعدنا بأن يجب ويخلّص، كمّل معنا بالفعل وعدك وارحمنا* اقبل طلبتنا ربنا طلبتنا، وأجبنا عن أسئلتنا، كما هي عادة طيبتك.   

التمجيد:

التفت يا مخلصنا إلى صلاة عبيدك، واقبل طلبتنا واستجب تساؤلاتنا. أنت ملجأ ورجاء الضعفاء، بمعونتك نغلب حبائل الشيطان الذي يلقي الفخاخ دوماً لنفوسنا ويريد الغشاش أن يختمنا بشره. أرسل يا رب قوتك فنصد شركه لئلا يصطادنا ونقع في هاوية الخطيئة. لتقوي قوة طيبتك ضعفنا ونرضيك بأعمالنا أيها الحنان، وأهلنا أن نرنم لك المجد الذي لا ينتهي في يوم مجيئك إلى أبد الآبدين آمين.  

الطلبات:

الجلسة الثانية:          (يبدأ الأسقف هذه الترتيلة ويخرج من القنكي)

إلهنا ملجأنا الحصين: إنه زمان الحنان والرحمة، نتوسل طالبين أن ترحمنا يا رب. مقدمات الحرب كثيرة، البحر والبر امتلئوا اضطرابات. الملك المصلوب لأجلنا، كما أعطيتنا المعرفة لنؤمن بك، وأريتنا طريق الحق لما كنا ضالين، هكذا أعطي بمراحمك الظفر من السماء للكنائس الملتجئة بصليبك في كل مكان.

سوياكي:

مز (93-101).

ألحان السهرة:

صلاة: الألحان الشجية التي ركبتها طلبتنا يا رب، كقربان فلسي الأرملة القليل بيدي أقرب قربان عوزنا. ويكونوا مفاتيح روحية للباب اللامدرك لحصنك الذي لا يُقهر، الذي به موضوع كنز غفرانك اللامحدود والملموس. وأرسل بسرعة شفاءً لمرضنا وجواباً لأسئلتنا وغراناً لذنوبنا وحلة لخطايانا وتطهيراً لآثامنا ومحواً لنقائصنا وتجديداً لأجسادنا وخلاصاً لنفوسنا وتعزية لمصائبنا ووسعاً لضيقنا ووجداناً لضياعنا ورجاءً صالحاً مملوء رحمة، اللائق بك ليُفعل لشعبه وإعطاء ما له لخاصته. كثير الرحمة والحنان وغافر الذنوب رب الكل، الأب والابن والروح القدس.

مز: 102-103.

صلاة: بالمراحم الأزلية لألوهيتك العظيمة التي بها جبلتنا من التراب دون إذن من إنسان. أشفق على عبيدك الواقفين أمامك والطالبين غفراناً لخطاياهم. ولا تغلق بابك بوجهنا الطارقين عليه بمفتاح لساننا بابتهال لندخله خاشعين، ونسجد أمام عرش سيادتك روحياً، وننال جواب لطلباتنا بطيبة. الصالح الذي يرضى بموت الخاطئ بل أن يتوب من شره ويحيا يا رب الكل، الأب والابن والروح القدس.

مز: 104.

صلاة: اسمع يا ربنا وإلهنا صلاة شعبك الذي ينتظرك، واقبل تضرع رعيتك الطارقة باب سيادتك. وأشفق وارحم الخطأة والأشقياء عبيدك. رد الضالين والضائعين، خلّص الأسرى والمضطهدين، ارحم المظلومين والمغلوبين، فرّج على المتضايقين والمعذَّبين، أشفق على الغرباء والمنفيين، تحنن على البائسين والمساكين، قوّت اليتامى واشبع الأرامل، حرر الأسرى والمخطوفين عنوة بالشر، استر واحفظ المسافرين في البحر والبر، لأنك أنت الإله الصالح ومفتقد الكل برحمته يا رب الكل الأب والابن والروح القدس.

مز: 105

صلاة: لتطيب لك يا ربنا وإلهنا صلاة عبيدك وابتهالهم، وتكون طلبة ساجديك لراحتك، وتتوجه طيبتك نحو الداعين باسمك، وتفيض مراحمك على نفوس الطارقين بابك، وامنحهم جواب أسئلتهم ووفر القوت ومغفرة الذنوب، والشفاء وثبات الإيمان بك. لأنك أنت كنز كل الخيرات وواهب كل الطيبات، أيها الصالح محب البشر الأب والابن والروح القدس.

التراتيل:

إلهنا ملجأنا الحصين، ومعيننا في أزمنة الضيق: إنه زمن التوبة والرجوع، حيث نحن متشحين بهول من قبل الأفعال الشريرة التي اقترفناها. كيف نطلب منك ونحن ظلمناك، كيف نفتح فمنا للتضرع أمامك. الوقوع بيدي الله الحي رهبة عظيمة، هلموا جميعنا نتوسل له لئلا نؤخذ في قضائه، ونطلب المغفرة ونتضرع ونسأله غزارة المراحم.

من مثلك يا رب: من الصالح ومحب البشر غيرك يا رب. ماحي الذنوب والصافح عن شر التائبين اجمع أفكارنا الضلال مجمع الهالكين. نتوسل بالبكاء الشجن لفكر إثمنا. أعطنا أن نكره محبة المال والشهوات التي لا تبقى. أيعد عنا بمراحمك يا رب، انتقام حكمك ونارك المخيفة. ولا تخيب رجاء حياتنا يا رب لأننا بقوة معونتك خُلقنا. حنون أنت وكثير المراحم افتح الباب لتضرعنا. ومتى ما خلصتنا من شرور العالم الزائل أنر أعيننا لنرى حنانك يا رب الكل. وبالنعيم الذي به يتنعم الصديقون أشركنا معهم بطيبتك يا رب. ولك أيها البحر العظيم مطهر الخطايا نبتهل، كما شفت طيبتك خطيئتنا مجاناً، كذلك تحنن علينا بمراحمك وارحمنا.

متى ما يقوم الرب للدينونة: كيف أقوم أمام عرضك الرهيب، مت ما تفحص أفكار الناس جميعاً، وتُقيم الكل برهبة. في يوم تجليك أين أستتر أنا الذي أغضبتك بأفعالي. متى ما تطفئ الشمس ويستنير الصالحون في ملكوت السماء، وتدخل معك الجموع السماوية للتنعم، يبكي الأشرار دون نهاية في قضاء عدالتك، ويُغلق الباب بوجههم ولن تجيبهم العدالة. وأنا ماذا أفعل يا رب فحكمك يلوم ذنوبي. الويل لي، أيها الصالح خالقي بحنانه لتحل عليّ مراحمك وحنانك وأشفق عليّ.

رجاء كل أقاصي الأرض: رجاء التائبين إليك أصرخ، أشفق على فسادي، وتحنن على ضياعي. كاللص اليميني المعلق على الصليب أغفر لي ذنوبي، وكالزانية التي حصلت الغفران بدموعها لأنها عملت الشرور، ومثل الكنعانية التي طردت من ابنتها وجع الشيطان بتعب رجليها. كذلك لي أنا الميت بكثرة ذنوبي تحنن عليّ يا رب كما هم وارحمني.

والخطأة يردون إليك: رجاء الخطأة إليك أدعو بحزن، إلهي ومخلصي محب البشر أنت الذي قبلت وغفرت بطيبتك العشارين والخطأة الذين ردوا إليك، تحنن عليّ بمراحمك وأمحو خطاياي وأدبني بحبك، وأنال مع الخطأة الذين قبلوا حبك الغفران مجاناً وارحمني.

لنا خطايانا الأولى: تذكرنا بخطايانا دوماً يا رب، والشيء الذي ليس به شعور تسلط علينا يا رب، ليس لإبادتنا بل تريد الرجوع بطيبتك. زعزعت  الخليقة لتنهضنا للتوبة، وبالعذابات القاسية تردنا من الأفعال الميتة. أطرد عنا هذه بحنانك وارحمنا.

لأن حياتي انقضت بالحسرة: اقتربت نهاية حياتي ولم أتذكر أن أتوب وأهتدي والآن لما شعرت بأنه وقت توبتي من ذنوبي استعجل الموت وأخذ حياتي ولم آخذ زاداً لمسيرتي ولم أهيأ ملابس للوليمة، وإن تجاسرت ودخلت مع مختاريه سيطردني ويخرجني من الطوبى الذي يتنعم به الصديقون. أشفق يا رب بسبب مراحمك وخلصني كعادتك، أيها الرب الرحيم تحنن عليّ وارحمني.  

يا رب كل مناي أمامك: أتوق أن أتوب ممن ذنوبي ولكنني أتعطل بثقل الإثم. ولأنه كل يوم حرب الشهوات القاسية التي لا تهدأ ترعبني، وكل ما أخسر اليوم واحدة، غداً تهزمني أخرى، ولا يكف صراعه معي، وليس لي منقذ غيرك أيها المسيح راحم الخطأة، أغفر ذنوبي بحنانك وخلصني كعادتك. أيها الرب الرحيم اهدني وارحمني.

لا تحقق يا رب أمنية الشرير: يطرحني العدو كل يوم في شهوات عديمة النفع. ولأنه وجد فكري نقياً من الشرور حروبه يومياً تفزعني. ومتى ما تضطرب نفسي خفية، تزيغ عينيّ بالمنظر الفاحش. انظر يا ربي إنني أتمرغ من يد الشيطان بكثرة السيئات، فهو بحسده جعلني أصير عاراً. بحبك الأزلي يا ربي الذي خلقني من التراب اسحق الطاغية الذي سباني وارحمني.

المجد: على باب رحمتك يطرق عبيدك يا من يرضى بحياتنا، ويسألون الرحمة والخلاص، فأنت عوننا. أشفق يا حنان على ساجديك وأنقذهم من التجارب. أشفق على كنيستك التي تتضرع إليك وأحل فيها أمنك المبارك. أشفق على الكهنة الذين يزيحونك في بيت المقدس الروحي. أشفق على الملوك والحكام لنحيا حياة هادئة ومستقرة. أشفق على المرضى والمتضايقين وأعط الصحة لأوجاعهم. أشفق على المحتاجين والمساكين ودبر قوتاً لحاجتهم. أشفق على اليتامى والأرامل وغذهم من مائدتك. شفق على السالكين في البحار وخلصهم من هيجان البحر، أشفق على المسافرين في الطرقات وأنقذهم من البرابرة، أشفق على المؤمنين الذين يخدمون الملوك والسلاطين. أشفق على هذا البلد وساكنيه وأجز عنه سوط الغضب. أشفق على مدينة غربتنا هذه وأحطها بسور حصين يا رب. أشفق على عبيدك الصارخين إلى اسمك واقبل بمراحمك طلبة جميعنا، لأنك أنت ملجأنا ورجاء نفوسنا الصالح، ولك يليق الشكر من كل الأفواه.

القانون:

مز 12: الردة: كثر الغش وفتر الحب، أيها المسيح لا تهملنا* عملنا سيئات سدوم، وسر نينوى تراءى بنا. المراحم التي تحننت على النينويين لتسندنا فلا نهلك* يا حنان غافر الكل، وبطيبته يحفظ الكل، و تحجب وجهك عن الكل، فعلى بابك يطرق الكل* إن يستحق شرنا الغضب، الغفران يليق بحنانك، وإن عدالتك غاضبة فحبك يوقفه ويصالحه أيها الصالح الذي بمراحمه خلقنا. لا توبخنا بغضبك يا رب، كالأبناء المنحرفين أخطأنا وأذنبنا وأثمنا أمامك. حل وأغفر وأجز وأصفح، فلا يوجد إنسان لا يخطأ، والخطأة يهتدون إليك. لا تؤدبنا بغضبك يا رب أشفق علينا بمراحمك كما هي عادة طيبتك.

التمجيد:

بالحزن والدموع والمرارة، ندعوك أيها الرب الصالح* كن لنا الطبيب والمرشد، فحزننا مرير ومرضنا صعب* لا صالحين فينا ليرضوك، فشرنا اشتد وذنوبنا كثرت* البحر واليابسة وكل ما فيهما، تزعزعوا وهاجوا بسبب خطايانا* في زماننا تم المكتوب، وآخرة العالمين وصلتنا* خلصنا بمراحمك من الأخطار، التي بلبلت وزعزعت السماء والأرض* أيها الراعي الصالح ارعي قطيعك، الذي من أجله احتملت الموت* وأهل الكهنة والملوك معاً ليعيشوا عمراً هادئاً وآمناً* ولتكن إرادتك، أيها الأب والابن والروح القدس* من الأزل وإلى الأبد أمين وأمين*  

الطلبات:

لنقف كلنا بالحزن …..* الجواب: يا رب ارحمنا.

الله الجوهري من الأزل، والصالح منذ الأزل وصلاحه لا يتغير نطلب منك*

الذي كشف حكمة قوته وأظهر سعادته في البرايا التي أقامها إشارته*

الذي علّم عظمة حبه، وخاصة خلق طبيعتنا على اسم صورة وقاره*

الذي أعلن اهتمام فيض مراحمه بالافتقاد المستمر، ليزيد عوننا، في جميع أجيال العالم*

الذي فاض غزارة صلاحه في نهاية الأزمنة، بتجلي الطفل المجيد الذي هو منه، لخلاص جنسنا وتجديد كل الخلائق*

الذي قدّس طبيعتنا بالباكورة المقدسة المأخوذة منا، والتي وحدها معه بوحدة أقنوم بنوته وربوبيته*

الذي مثّل ضياعنا ورجوعنا بالخوف الضائع والابن الضال الذي وجد وعاش*

الذي أنار سراج إنسانيته بأشعة أقنوم ألوهيته المجيدة، وطلب بالدرهم الضائع صورتنا المشوهة بتراب الخليقة، وأبهج الملائكة بوجدانه*

الذي دعانا بطيبته، وحثّنا على تقريب طلباتنا أمامه دوماً بجواب رجاء انتظارنا كصلاحه الذي لا يُماثل*

الذي أمرنا أن نصرخ إليه دون انقطاع ليجيبنا، وخاصة في جميع أزمنة ضيقنا*    

اسمع طلبتنا وارحمنا* الجواب: اسمع طلبتنا وارحمنا.

الصالح الأزلي ارحمنا* المجيد بجوهره ارحمنا* خالق المسكونة* قدوس بذاته* مبدع الكل* مكرم جنسنا* الراضي بحياتنا* أنت معيننا* أنت مدبرنا* أنت الحنان* تحنن علينا* أنت مغيثنا* هلم لمساعدتنا*

اسمعنا وارحمنا* الجواب: يا رب ارحمنا.

من أجل الأمن والوفاق ونهوض العالم كله وجميع الكنائس*

من أجل بلدنا وجميع البلدان، ومن أجل المؤمنين الساكنين فيها*

من أجل مزاج الهواء وخصوبة السنة، وغلة الثمار واستقامة العالم كله*

من أجل سلامة آبائنا….* الله الرحيم الذي …* الممجد في السماء..*

خلصنا جميعاً بطيبتك أيها المسيح ربنا، وكثر معنا أمنك وسلامك وارحمنا*

لنصلي السلام معنا، اركعوا، لنقف بقوة الله* المجد لقوة الله.

صلاة:

أصعد يا ربنا وإلهنا توسل ذلنا عالياً نحو اسم قدسك، وأدخل بالحب صلاة إثمنا إلى مسكن مقرك العظيم، وأوصل بسرعة خدمة حقارتنا لمكان ميناءك السامي، وارفع بالرحمة طلبة شقائنا للموطن المجيد النوراني، وأقم يميناً تضرع ضعفنا أمام مذبح الروحي العقلي، وأرسل ولأرسل بشفق التمام لنقائصنا والازدهار بكل الخيرات، لأنك أنت وحدك موزع خيراتنا ودبر معوناتنا بطيبتك ورحمتك يا رب الكل، الأب والابن… .

ترتيلة القنكي:

أنصت يا راعي إسرائيل، أرعهم وقدهم أبداً: راعي نفوسنا الصالح، المعين ومخلص الكل، قدنا بحسب إرادتك تحت ظلال يمينك، واقبل ثمار شفاهنا الموصوفة التي نقربها لك بالشكر. وأعطنا الرحمة والحنان من خزانتك الغنية.

المجد: حنان أنت من الأزل، ورحيم إلى جيلٍ فجيلٍ. ما هو شر المسكونة إزاء مراحم طيبتك، رش على طبيعتنا ظل الرحمة والغفران. وأنقذنا من يد الشرير ومن الخبثاء أولاد الضلال.

ترتيلة الأسرار:

إلهنا ملجأنا الحصين، ومعيننا في أزمنة الضيق: إنه زمن الخلاص للاتكال على الله، والنجاة من الخطايا والزلات التي عملناها في هذا العالم وقبول مغفرة الخطايا.

ترتيلة البيم:

اعترفوا يا أمم بالكنيسة المقدسة للابن الذي أعطانا جسده ودمه*

الأبيات: الألوهية المخفية عن الكل، كشفت خفائها لتحيي الكل.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English