سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

الصبر والاحتمال

القديس مار أفرام السرياني

 

 

   

 

ليس للصبر شيء يعادله إن امتزج بالتواضع. موهبة الصبر يعطيها الرب للذين يحبونه، والذين يتمسكون به ينقذهم الله من أحزان كثيرة.

بغير الصبر لا تبني برجًا وبدون معرفة لا تقتن فضيلة. لا يوقد سراج بدون زيت، وبدون الإيمان لا يقتني العزم الصالح، ومن يرفض الأدب يبغض ذاته، ومن لا يرفض التوبيخ يحب نفسه.

من يؤثر أن يصير وارثًا لله بالإيمان، فليتمسك قبل كل شيء بالصبر وطول الروح ويجب عليه أن يحتمل بشجاعة الضيقات

والشدائد إما أمراض وآلام جسدية، وإما تعييرات من الناس.

قال الرب من لا يحمل صليبه كل يوم ويتبعني فلا يستطيع أن يكون لي تلميذًا.

إن العدو يلقي في النفس الضجر وصغر النفس لئلا يكون لها رجاء. فتأمل كيف أن الآباء رؤساء الآباء والأنبياء والرسل والشهداء عبروا طريق الأحزان فاحتملوا الآلام وتلذذوا بالضيقات، فنالوا الأكاليل السمائية.

ويقول يشوع بن سيراخ: "يا ابني إن تقدمت لتخدم الرب أعد نفسك للتجارب قوم قلبك وأصبر ".

جميع الشدائد التي تأتيك اقبلها كالصالحات فبغير علم الله لا يكون لك شيء من هذه جميعها.

يقول الرب "طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وهللوا لأن أجركم عظيم في السموات "كما قال" طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات" (مت ٥).

ويقول بولس الرسول "لم تصبكم تجربة إلا بشرية ولكن الله أمين لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كور 10: 13).

وكتب أيضًا "بل نفتخر أيضًا في الضيقات عالمين أن الضيق ينشيء صبرًا والصبر تذكية والتذكية رجاء والرجاء لا يخزى لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو 5: 3-5).

وقال الرب من يصبر إلى المنتهى يخلص. وبصبركم تقتنون أنفسكم. فمن يثبت في الرب لا يخزى. ومن يترجاه لا يرده.

الناس يميزون بعقلهم مقدرة تحمل كل من البغل أو الجمل، والفخاري يتقن صنع الأواني في أتون النار لكي توافق استعمال

الناس فلا يتركها زيادة لئلا تحترق أو يتركها أقل لئلا تتلف فإن كانت هذه الأمور في الأشياء الفانية، فكم بالحري معرفة الله التي لا تدرك ولا قياس لها، إذ بحكمته يعلم ما تحتاج إليه كل نفس بشرية من الضيقات والتجارب التي تؤهلها لملك السموات والحياة الأبدية.

القنب لا يصير غزلا دقيقًا إن لم يدق ويمشط كثيرًا وبمقدار ما يدق ويمشط يصير نقيًا أيضًا. هكذا النفس التي تحب الله بالمحن والتجارب والصبر على الأحزان تصير في روحانية تؤهلها لميراث ملكوت السموات.

الطفل لا يبني مدنًا ولا يغرس غروسًا، هكذا النفس التي تهرب إلى راحة الجسد ولم تختبر بالأحزان والتجارب لا تصلح

للملك.

إن صغر النفس هو سهم العدو الذي به جرح كثيرين، فلنأخذ الصبر سلاحًا لصغر النفس، ولنردد القول "تشجع وليتأيد قلبك. اصبر للرب" وهذا القول يوافق إن صمنا إن سهرنا، إن صلينا، إن صنعنا شيئًا آخر.

جاهد ما دمت تجد وقتًا لتحصد، ارفض الجسد والسبح الباطل.

مغبوط بالحقيقة ذلك الإنسان المقتني طول الروح، فهو جزيل العقل، ويكون في سرور كل حين، فرحًا في الابتهاج لأنه يتكل على الرب ويترجاه، الطويل الأناة بعيدًا عن الغضب، لا يميل إلى السخط سريعًا ولا إلى الشتيمة والأقوال الباطلة، إذا ظُلم لا يحزن ولا يقاوم، متيقظًا في كل وقت، لا يميل إلى الخصومة، يفرح بالأحزان يتوق إلى كل عمل صالح، إذا أمر لا يجاوب يشفي نفسه بطول أناته.

مغبوط يا إخوتي من اقتنى الصبر لأن الصبر فيه رجاء والرجاء لا يخزي. لأن من يصبر إلى المنتهى فذاك يخلص. الصبر فيه فضائل كثيرة. لأنه بالصبر يلامس كل فضيلة، يسر بالأحزان يحسن في الشدائد، يفرح بالضيقات، كامل في المحبة، يبارك في الشتائم يسالم في الخصومات، شجاع في السكوت، لا ينقطع عن الترتيل، مستعد للأصوام، صابر في الصلوات، حسن الجواب، يهتم بالسيرة الفاضلة، يسر بالخدمات، صالح في مجمع الإخوة، متهلل القلب، حريص على الأسهار، يهتم بالغرباء، يعتني بالمرضى.

المقتني الصبر يتزين بكل عمل صالح ويقول "صبرت للرب صبرًا فأصغي إلىَّ ".

يا حبيبي احمل الضعيف فإن القوي لا يحتاج إليك لأنه قد كتب أن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى، فاحملوا ضعف الذين لا قوة لهم. إن العدو يسلح الإخوة المتوانين كثيرًا على الحريصين جدًا لكن الحريصين يجدون في المتوانين صناعة مفيدة إذا حملوا أمراضهم من أجل الرب.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English