سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

"أنت الكاهن إلى الأبد على رتبة ملك صادق"
"حلف الرب ولن يندم"
 

الأب عطا الله مخولي

   

 

إنّ سر الكهنوت "دون أب ودون أم" {عب 3 :7} وهو خارج أي مؤسسة بشرية إنسانية: "ليسَ أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتنطلقوا وتأتوا بأثمار وتدوم أثماركم لكي يعطيكم الآب كلّ ما تسألونه باسمي" {يو 16 :15}.

تكرّس هذه السنة الجديدة المباركة للكاهن والكهنوت. اختيار يفتح لنا آفاقا وتأملات عديدة تحملنا إلى شخوص في هذا السر العظيم بل إلى وضع الكاهن وطبيعة الكهنوت تحت المجهر، فتارة نراه مصدر بركة وشريانا رئيسيا في حياة الكنيسة والرعية وراية سلام وسعي نحو الحق ومدرسة وصلاة واستقامة، كما ونطلب من الكاهن الكثير الكثير. وتارة أخرى تعصف بالكاهن اتهامات وأقاويل دون مراعاة المسؤولية الملقاة على عاتقه الذي هو بمثابة سائح على دروب الرب يلتمس وجه الله عبر أبناء رعيته.

منح المسيح لرسله الأطهار سلطان الكهنوت بعد أن نفخ فيهم قائلا :" خذوا الروح القدس من غفرتم خطاياهم غفرت ومن أمسكتموها عليهم أمسكت على الأرض وفي السماء". إن يسوع الرب لم يسلّم سلطته لتلاميذه وللكهنة من بعدهم وكأنّه أصبح غائبًا وانهي دوره.

عند التمعّن بأيقونة العنصرة نرى الرسل الشّرفاء يمينا ويسارا وتترك للمسيح الرب غير المنظور موقع الرأس والوسط حيث الروح القدس النازل على التلاميذ يشهد له ويجعله حاضرا في الكنيسة دومًا. والتمعّن في صلاة سيامة الشمّاس وهي جدا واضحة : "ليس بوضع يديّ أنا، ولكن بكثرة رافاتك...". إن مدلول وضع اليد – علامة تسليم النعمة من العلى من الرب وإشارة إلى تحديد إرادة الرب وإعلان خياره في الترشيح للكهنوت.

 ومنهم اخذ الكهنة هذا السلطان ليصبحوا خلفاء للرسل الأطهار ويلقى على الكاهن هذا الحمل الثقيل الخفيف ليواكب حياة المؤمن منذ الطفولة وحتى رقاد المؤمن بالرب بل إلى ابعد من ذلك بإقامة الصلوات التذكارية النافعة لنفوس المؤمنين الراقدين كما وأوكلت له مهمة الوعظ والكرازة وإقامة الأسرار الإلهية وافتقاد الأرامل واليتامى فتحمل نفس الكاهن هموم أبناء رعيته.

كم هي عظيمة رسالة الكهنوت التي اتخذت في بعض الأحيان طابعا يغلب عليه اللامبالاة لعدم فهم هذا السرّ وسعينا اليوم إلى إيجاد الكاهن الذي يتسم بصفات الكهنوت.

إن الكهنوت خدمة وهبت مجانا من الله، لذا الكهنوت أكرم وأسمى من كل الخدمات الأخرى الدنيوية، حقًّا إنها تعمل على الأرض ولكن غايتها وثمارها في السماء عند رب المجد وبالتالي هي خدمة ملائكية وعمل الملائكة، والكاهن ينطق بكلام الله ورسله وقال صاحب المزامير: "ليلبس كهنتك البر وليرنّم أصفياؤك" {مز9 :131}.

للكهنوت فضائل عدّة، نسرد النزر القليل:

+ محبة الرب يسوع وكقول الرسول بولس: الرب يسوع هو " كمال الناموس والأنبياء".

+ محبة الرعيّة حيث قال الرب لبطرس الرسول: "أتحبني، ارع غنمي" وحتى الخطأة فمن اجلهم جاء الرب المسيح ولكن ليس تشجيعهم وحثهم على الحضور للكنيسة وتمسكهم بجهلهم الفظيع.

+ الغيرة على التعليم والوعظ فالكاهن هو " فم المسيح  له المجد " فهو يعلن كلمة الله ويفسّرها ويشرحها ويحث على تطبيقها.

يجب أن يكون التعليم مستقيما قويمًا - أرثوذكسيًّا - وكما قال الذهبي الفم: "إن لم يسمع الجميع سيسمع نصفهم وان لم يسمع النصف سيسمع الربع وان لم يسمع عديدون سيسمع ولو واحد وهذا كافٍ"..

يؤسفنا عدم وجود كلية لاهوت تعد كهنة كما يليق لمذبح الرب يدركون معنى ومغزى هذه الرسالة عاملين بحقل الرب باذرين كلمة الخلاص في نفوس المؤمنين عاملين على التنشئة المسيحية وسط أبناء الرعية عبر براعة الوعظ وتوضيح المكنونات الإلهية واتخاذ القرارات الهامة عبر مفاهيم توافق الكنيسة ورسالتها وإيمانها. فيقدم الكاهن رعيته في كل خدمة قربانا حيا أمام مذبح الرب.

كاهن الرعية لا يستطيع أن يقوم بهذه الأعمال الجسيمة دون مساعدة أبناء الرعية أعضاء جسد السيد المسيح، لهذا الهدف نظّمت الكنيسة نظما إدارية تساعد الأسقف والكاهن في رسالته ألا وهي مجالس الرعية التي تساهم مساهمة كبيرة مع الكاهن في إدارة شؤون الكنيسة وتطوير أبنيتها وممتلكاتها وتحسين دخلها وبناء المرافئ المطلوبة لدعم الرسالة الكنسية غير متخذة هذه المجالس طابع الزعامة أو المصلحة إنما الخدمة الأمينة والتضحية حاملين صليب الرب بكل قناعة وتواضع وسلام. {أف 16 :4}: "فننْمو في كل شيء للذي هو الرأس للمسيح الذي منه كل الجسد يُنسق ويتلاءم بكلِّ المفاصِل المتعاونة فبِحسب العمل الذي يناسب كلّ عضوٍ يُنشىء لنفسه نموّا لبنيانه في المحبّة".

اطمع على الدوام بدفء محبتكم لاني خادمكم الداعي لكم بالخير فانا على عدم استحقاقي ابحث عن الكمال في الخدمة ولا تكمل هذه الخدمة إلا بالتعاون التام بين الراعي والرعية فاعذروني في كل نقص في خدمتكم لذلك أرجو منكم أن تتصلوا على الدوام في أي شان تريدونه لأقوم بخدمتكم على أكمل وجه. كما واطلب صلواتكم على الدوام.

أنا للبشر لكل البشر        بجسمي وروحي       كزهر تندى بعطر الشجر

تعالوا خذوني تعالوا     املكوني تعالوا     فاني لكم دوام الأريج بدنيا السحر.

+ قال القديس توما الاكويني - Tommaso d'Aquine: "إن عظمة وكرامة الكهنوت تفوق عظمة وكرامة الملائكة ".

+ والقديس امبروسيوز - Ambrogio: "الكاهن أعظم من الملك بمقدار ما الذهب أعظم من الرصاص".

+ القديس فرنسيس الاسيسي: "إذا رأيت ملاك من الملائكة وكاهن، اسجد أولا للكاهن ثم بعد ذلك اسجد للملاك".

+ كتب الأب بيو Padre Pio: "الكاهن يجب أن يكون مسيح آخر، مفكّرا دائما في المذود، يجب أن يكون متواضعًا وفقيرا، لأنه كلما صار كذلك كلما أعطى مجدا أكثر لله، يجب أن يكون متحرّرا من كل شيء".

+ من افراهاط الحكيم ص 26: "هل ترعونهم حسنًا وتدبّرون أمورهم؟ لأنّ الراعي الذي يهتم بقطيعه لا ينشغل بشيء آخر من القطيع. لا يغرس كرمًا ولا حدائق ولا ينشغل باهتمامات هذا العالم. لم نرَ قط راعيا يترك قطيعا في البرية ويصير تاجرا، أو يترك قطيعه يجول ويصير مزارعا، لكن إن هجر قطيعه ومارس هذه الأمور يسلّم قطيعه للذئاب. أسألكم أيها الرعاة ألا تقيموا على القطيع قادة أغبياء، حمقى طمّاعين محبّين للقنية...".

"يا إخوتي لا تلبسوا إيمان ربنا يسوع المسيح المجيد بمحاباة الوجوه. أيها الأبناء إني اكتب إليكم بهذه لئلا تخطأوا وان خطئ أحدكم فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وبهذا نعلم أنّا قد عرفناه بان نحفظ وصاياه فمن قال إني قد عرفته ولم يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحقّ فيه. ومن قال انه ثابت فيه فقد وجب عليه أن يسلك كما سلك هو".

ما أروع أن اختم بكلام الرب المحب يسوع المسيح المخلّص رجاؤنا وعزاؤنا: "وكونوا انتم أيضًا مبنيين كالحجارة الحيَّة بيتًا روحيًّا وكهنوتًا مقدَّسًا لإسعاد ذبائح روحيَّة مقبولة لدى الله بيسوع المسيح. لأكون خادمًا للمسيح يسوع في الأمم وأُباشر خدمة إنجيل الله الكهنوتية حتى يكون قُربان الأمم مقبولا ومقدَّسًا بالرّوح القُدُس ولأجلهم أُقدّس ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدَّسين بالحقّ فمن يقضي علينا. المسيح هو الذي مات بل قام أيضًا وهو عن يمين الله وهو يشفع أيضًا فينا. وليس أحد يأخذ لنفسه هذه الكرامة إلا من دعاه الله كما دعا هرون. ما المنفعة يا إخوتي إذا قال احدٌ أن له إيمانا ولا أعمال له. ألعلَّ الإيمان يستطيع أن يخلّصه كذلك الإيمان أن كان بغير أعمال فهو ميت في ذاته. يا إخوتي لا تلبسوا إيمان ربنا يسوع المسيح المجيد بمحاباة الوجوه".

اضرع لرب المجد بصلوات رؤساء الكهنة والكهنة أن يمن على عالمه اجمع بالسلام والخير. ولبلدنا خاصة ولقريتنا الحبيبة أن يبقى النسيج متناجما.

متمنيا لكم ولعائلاتكم دوام الصحة والنجاح والتوفيق.

ولمدرستنا مدرسة المطران تيموثيوس دوام النجاح ونيل حقها في الترخيص من قبل وزارة المعارف.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English