بينما هم شاخصون نحو السماء وهو منطلق، إذا برجلين
وقفا عندهم بلباس أبيض وقالا لهم: أيها الرجال الجليليون
ما بالكم واقفين تنظرون
إلى السماء إن يسوع الذي ارتفع عنكم إلى السماء؟ سيأتي هكذا كما
عاينتموه منطلقاً
إلى السماء (أعمال1: 10-11).
فلننتصب إذاً أيها الأحباء ولنوجه أنظارنا إلى ذلك
المجيء الثاني.
يقول بولس الرسول: "إن الرب نفسه عند صوت رئيس الملائكة
سينزل من السماء،
ونحن الأحياء الباقين نُختطف في السُحُب لنلاقي المسيح في الجو" (1تسالونيكي
4: 15-16) لكن لا جميعنا لأن الجميع لا يُختطفون بل
البعض يبقون والآخرون
يُختطفون.
فالخطأة يُترَكون ههنا منتظرين عقابهم، أما الصديقون
فيُختطفون على السحب.
فكما أنه متى قَدِمَ الملك يخرج لاستقباله أصحاب
المراتب والسلطان والذين يتمتعون عنده بحظوة كبيرة، أما
الجناة والمجرمون فيبقون في
سجونهم منتظرين قضاء الملك، هكذا عندما يوافي الرب فالذين نالوا
حظوة لديه يلاقونه
في وسط الجو، أما المجرمون والمثقلون بخطايا كثيرة فينتظرون دينونتهم.
وحسبي هنا أني جددت في خاطركم ذكر ذلك اليوم الأخير لكي
لا يفرح الغني
بغناه ولا يحزن الفقير على فقره بل ليفحص كل في نفسه فيرى أن غناه أو فقره في
ضميره.
فالغني لا يستوجب الغبطة ولا الشفقة.
بل مغبوط ومثلث
الغبطة ذاك الذي يؤهل لأن يُختطف في الغمام
ولو كان أفقر
الجميع.
وتاعس ومثلث التعاسة ذاك الذي لا يؤهل لذلك ولو كان
أغنى الجميع. ولقد قلت ذلك لكي نبكي نحن الخطأة على
نفوسنا. ولا يكتفِ الخطأة
بالبكاء بل فليغيّروا سيرتهم إذ
يُتاح للخاطئ أن يبتعد عن التجربة
ويعود إلى الفضيلة
فيستطيع أن يعادل الذين عاشوا منذ البدء في
الصلاح.
أما الذين يعرفون أنهم سائرون في الفضيلة فليداوموا على
التقوى ويزيدوا
دائما هذا الكنز الثمين ولينمُّوا فيهم الرجاء الذي لهم.
وأما نحن
الخائفين والذين نشعر في ضمائرنا بخطايانا الجمة فلنغير مسلكنا
حتى إذا ما وصلنا
إلى ثقة أولئك نستقبل جميعاً معا بالإكرام الواجب ملك الملائكة ونتنعم بفرح
الطوباويين في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد والعزّة
مع الآب والروح القدس الآن
وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين. |