لا تكن
جاهلا في طلباتك التي تقدمها لله، لئلا تهين الله بجهالتك.
تصرف بحكمة في الصلاة لكي تؤهل للأشياء المجيدة.
اطلب الأمور الكريمة من الذي لا يمنع، لكي تنال من عنده الكرامة من أجل حسن اختيار
مشيئتك الحكيمة.
واحرص أن تصلي كي تستحق النعمة.
لقد سألها
(الحكمة) سليمان الحكيم فنال معها أيضا مُلكا أرضيا،
لأنه عرف كيف يسأل بحكمة من الملك السمائي،
اذ أنه سأل من أجل الأمور الهامة.
واليشع طلب نصيب اثنين من عطية الروح التي عند معلمه، ولم تُمنع عنه طلبته.
ومن جهة
أخرى فان من يطلب الحقيرات من الملك يستهين بكرامته.
طلب اسرائيل أمورا حقيرة فنال غضب الله،
لأنه اذ
أهمل التعجب من أعمال الله وعظم أفعاله الرهيبة طلب أشياء لملء شهوة البطن.
وبينما الطعام بعد في أفواههم صعد عليهم غضب الله.
قدم أنت طلبتك لله بما يليق بمجده، فيعظم كرامتك عنده ويفرح بك.
ولو أن
شخصا طلب من ملك بشري ملء كيل زبلا،
فهو لا يكون قد حقر نفسه بحماقته فحسب،
بل يكون قد أهان الملك أيضا بسبب دناءة طلبه.
هكذا يكون حال من يطلب الجسدانيات من الله في صلاته.
وان تأخر
الله في استجابة طلبتك، حيث تطلب ولا تأخذ بسرعة، فلا تحزن،
لأنك لست أحكم من الله.
فان بقيت علي الحال الذي كنت عليه قبلا دون أن يحدث شيئا فهذا يكون:
اما لأن سيرتك ليست أهلا لنوال ما طلبته،
أو أن الطرق التي يسلك فيها قلبك هي بعيدة من هدف صلاتك،
أو لأن منزلتك الداخلية مازالت علي مستوي الطفولية اذا قورنت بعظمة الشئ الذي
طلبته.
ليس
من اللائق أن تقع الأشياء العظيمة في أيدينا بسهولة،
لئلا تحتقر موهبة الله عند سهولة الحصول عليها.
فكل شئ يوجد بسهولة يزول أيضا بسهولة.
أما ما يوجد بعد تعب كثير فهو يُحفظ بالسهر.
تنسك عن كل المغريات التي تتألق أمام عينيك لتستحق الفرح الروحي.
ان كان تدبيرك لا يليق لدي الله فلا تطلب منه الأمور المجيدة لئلا تكون كمن يجرب
الله.
فالصلاة تطابق بشدة السلوك. |