سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

فصل من كتاب تفسير سفر التكوين للأسقف يعقوب الرهاوي

عن ملكيصادق ملك شاليم

 

ترجمة: الأب يوخنا ياقو

   

 

"ملكيصادق ملك شاليم أخرج خبزًا وخمرًا، وكان كاهنًا لله العلي. وباركه وقال: مبارك أبرام من الله العلي مالك السموات والأرض". (تك 14: 18-19)

هذا فقط ما يذكره الكتاب المقدس عنه، ولم يوضح أصله، أو عرَّف عالمه. لذا إرتأينا أن نفحص بتقفي ما هو غير مذكور هنا. ولأنه لم يكن أصله من شعب اسرائيل، ذلك الشعب الذي اهتم الكتاب بأن يعلن عن نسل أسباطه، لذا لم يعلن عن اسم أبيه أو أمه، ولا عن ولادته أو نهاية حياته. فقط تلك أعلنت لنا، بأنه كان يسكن ملك في أرض شاليم، المحل الذي استولوا فيه الأموريين على الكنعانيين. لأنه كان أيضًا من ذلك الشعب الكنعاني، وكان ملكاً على مدينته شاليم، وكاهنًا لله العلي، ويعبد الله الحق، خالق السماء والأرض، وذو كرامة عند الله، حتى البشر الذين من بني سبطه الذين سكن بينهم - حتى إن كانوا عبيدًا للأصنام - كانوا يضعون له مكانة عظيمة، حيث حسبوه خادم الله المستتر ساكن السموات.

إذ كان يُكرّم كملك وكصدّيق، أولاً لأن هذا ما يعنيه اسم ملكيصادق أي إنه ملك وصدّيق، وبهذا يصوّر ما سبق وأعلنه الأنبياء عن الملك الصدّيق يسوع المسيح. أما ثانيًا ولأنه كان ملك شاليم فقد أشار بذلك إلى المسيح، ملك السلام والوداعة والتواضع، الذي صنع السلام ونقض العداوة. أضف إلى كل هذا بأن لا أب ولا أم له، ولا بداءة أو نهاية حياته عُلمت، ولا حتى نسبه، كل هذا يشير إلى تجسد الإبن بلا أب، ولا بدء لأزليته ولا نهاية لحياته.

لكن لي أن أترجى بإمعان الفكر، لأقول خاصة وبحرص بان الله حفظه بين الأمم ممن عبدوا الأصنام، ليس فقط ليشير إلى المسيح كما قال الرسل، إنما ليمنح العزاء لصديقه ابراهيم ويوضح له بأنه حتى الأمم الأخرى فيها أناس يخافون الرب. لذا فرز الرب ابراهيم ليأتي به ويسكنه مع الشعب الذي عاش بينه ملكيصادق. ولما كان ملكيصادق يباركه، أضاف ببركته بأن يدعو الله مالك السموات والأرض وليس فقط الله العلي كي يتأكد ابراهيم بهذا بأنه يعبد الله الحق. ولأنه عرف ملكيصادق ملكًا وكاهنًا لله، نال بركة منه، حتى إنه أعطاه عشرًا من كل شيء.

كما يشهد القديسين بأن ملكيصادق لم يُصعد ذبائح البهائم كعادة الأمم الأخرى، إنما خبزًا وخمرًا قدّم واضعًا أمام الله، ليصوّر رمز الذبيحة الروحية والناطقة التي بلا دم، جسد الرب ودمه. وما يفوق كل ما سبق من تشبيه للمسيح هو أن ملكيصادق لم يستلم من أحد مملكته أو كهنوته ولا سلمها إلى آخرين. هكذا أيضًا المسيح مملكته بلا بداءة وليس لها نهاية، وهو رئيس الكهنة إلى الأبد بتقديمه ذبيحة تضرع من يؤمنون به وبيده إلى الله الآب ويخافونه بكمال.

 


 

 

 

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English