سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

شفاء المصروع

متى 17: 14-23

 

يوسف جريس شحادة

   

 

منذ بدء الخليقة هناك الخير والشر، العمل الصّالح والطالح. وعلى الإنسان اختيار الطريق القويم ومحاربة الشر وعمل إبليس - الشيطان ومقاومة الشر تتمّ بواسطة ثلاثة أمور: الإيمان الحار والصوم والصلاة.

متى 17: 14-16: "في ذلك الزمان تقدّم إلى يسوع إنسان جاثيا له وقال يا سيّد ارحم ابني فانه يُصرع ويتألم كثيرا. لأنه كثيرا ما يقع في النار وكثيرا في الماء وقد قدمته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه".

إن البشيرين {متى ولوقا} لم يذكرا اصل الإنسان أو ديانته أو حالته وذلك لعدم الفائدة منها وبحسب لوقا البشير {9: 38}: "وإذا برجل من الجمع صاح قائلا يا معلّم أتوسّل إليك أن تنظر إلى ابني فإنّه وحيد لي".

الابن الوحيد، سجد للرب طالبا الرحمة "ارحم ابني فانه يصرَع ويتألم شديدا" متَّى البشير قد اغفل نوع المرض ولنفهم هذه الحالة يشرحها لنا مرقس الانجيلي 9: 16-17: "فأجاب واحد من الجمع وقال يا معلم قد أتيتك بابن لي به روح أبكم. وحيثما أخذه يصرعه فيزبد ويصرف بأسنانه ويَيْبس وقد سألت تلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا".

مضيفا البشير لوقا 9: 39: "وانّ روحا يأخذه فيصرخ بغتة" فيخبطه فيزبد ولا يكاد يفارقه وهو يُرَضّضه".

اعتقد الناس في تلك الفترة الزمنية إن داء الصرع يصيب الإنسان عندما يكون القمر بدرا لذلك سُمّي هذا الداء بـ "الداء القمري" ويقول الذهبي الفم: "إن القمر ليس سببا لداء الصراع غير إن الشياطين يرصدون أوقات القمر وعندما يصير القمر بدرا يهجمون على البشر لكي يظهروا أعمال الله كأسباب لأعمالهم الخبيثة. ويجعلوا الناس يطعنون بحق الخالق".

إن الشيطان المسبب لمثل هذه الأمراض فنصّ متى (9: 32-33): "وبعد خروجهما من هناك قدّموا إليه اخرس به شيطان فلما اخرج الشيطان تكلّم الأخرس. فأعجب الجموع قائلين لهم لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل".

والسؤال هل قول الوالد عن قلّة الإيمان أم تحقير التلاميذ؟ أن والد المصروع قد أتى إلى يسوع بإيمان قليل جدا ولربما مجرّبا الرب ويفيدنا البشير مرقس (9: 22-23): "فقال له يسوع إن استطعت أنت أن تؤمن فكل شيء ممكن للمؤمن. فصاح أبو الصبي من ساعته بدموع وقال إني أومن يا رب فأعن قلّة إيماني".

ومن جواب الرب يبان انه قال هكذا ازدراء بتلاميذه.

متى 17: 17-19: "فأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن الملتوي إلى متى أكون معكم إلى متى احتملكم قدّموه إليّ ههنا. فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشُفي الغلام في تلك الساعة حينئذ تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا له لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه".

بتوبيخ رب التحنن بقوله "أيها الجيل غير المؤمن الملتوي" وجملة الرب "إلى متى أكون معكم إلى متى احتملكم" مشيرا بذلك إلى اقتراب وقت آلامه "والرحمة تفتخر على الحكم" فقد تحنن على الولد المصروع "فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان" ومرقس البشير يزيدنا بمعلومة أهملها  متى: "فسال أباه منذ كم من الزمان أصابه هذا فقال منذ صباه". (9: 20).

ويطهر أن الداء كان مزمنا وطويل الوقت ويستطرد مرقس (9: 21) بفيض من المعلومات تدل على قلة إيمان الأب وتشككه بالرب يسوع وجواب الربّ  (مر 9: 22): "فقال له يسوع إن استطعت أنت أن تؤمن فكل شيء ممكن للمؤمن" وبعد شفائه ردّ الغلام لأبيه.

وسؤال التلاميذ جدا مربك ومحيِّر "لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه"؟ إن الرب يسوع كان قد سبق وأعطى سلطانا على الأرواح النجسة لكي يخرجوها ويشفوا كل داء ولماذا سالوا الرب على انفراد؟

متى 17: 20-23: "فقال لهم يسوع لعدم إيمانكم. فالحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم. وأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم. وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع أن ابن الإنسان سوف يسلَّم إلى أيدي الناس فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم".

ما هو  القصد من عبارة "هذا الجنس"؟ أراد جنس الشياطين وقول الرب على سبيل الحصر والخصّ "هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم" أي الصوم والصلاة هما أسلحة المؤمن لطرد الأبالسة وتفسير الرب عن نتائج الإيمان الحار والآية الأخيرة لتعزز تلاميذه حين اخبرهم عن موته وقيامته.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English