رأس الحكمة مخافة الله.
من يؤمن بابن الله له حياة دائمة، ولا تتعرقل خطواته.
من يؤمن بابن الله تجري من بطنه أنهر ماء حي.
مخافة الله تكثر المعرفة في قلب الإنسان والعمل يحقق العلم.
الكور يختبر الفضة والذهب ويصفيهما وتقوى الرب تهذب الإنسان وتنقيه، الصائغ
بالسنديان يصنع سبائك حسنة. كذلك مخافة الله تنظف القلب من كل فكر شرير فلنعط مجدًا
لمن منحنا مخافته لأنه هو الذي أعطى الإنسان علمًا ومعرفة.
الحكيم يحفظ وصايا المسيح ومن يسلك بها لا يخزى إلى الأبد، ومن يهملها فهو جاهل
ورجاؤه باطل.
من يعمل بوصاياه فقد انتقل من الموت إلى الحياة، ولا يعاين الظلمة إلى الأبد بل
ويصير وارثًا للحياة الخالدة، إنه مغبوط لأنه يصنع مشيئة خالقه.
ليس المكان يجعل الإنسان تامًا لكن الإفراز.
اتق الرب فتجد نعمة لأن مخافة الله تأتي بنا إلى الفضائل.
مخافة الرب ينبوع الحياة، عقلا عاقلا، صيانة للنفس. مخافة الرب تضيء النفس وتدبرها.
مخافة الرب تنمي المحبة وتذيب الشر. مخافة الرب تقطع كل شهوة ردية وتبعد الخطيئة.
مخافة الرب تملأ النفس من الروح القدس، وتعطيها لواء ملك السموات.
ليس أعظم قدرًا من خشية الرب، فالذي يتقي الرب يشبه مدينة حصينة موضوعة فوق الجبل
ونورًا يرشد الآخرين.
اتق الرب فينقذك في اليوم الشرير.
الملك الحكيم يهتم بموانيء البحر، وذو الفهم لا يتوانى في حدود أملاكه، وكلاهما
يصلحان للملك لكثرة خبراتهما ويقظتهما.
أصبر أيها الأخ واسمع الكتب الإلهية لكيما تنتفع لأنه كما في الحر يشتاق الإنسان
إلى كأس ماء بارد هكذا الأقوال الإلهية تكون بمثابة الندى البارد للنفس فإن كنت لا
تحتمل سماع الكلام فكم بالحري العمل بذلك الكلام الإلهي، ومن هنا تدرك أنك متوان.
إذا وقفت للصلاة اعرف بين يدي من أنت ماثلا؟ ولتكن نفسك وقلبك كله ناظرًا إلى
الله... لأنه إذا أخذ إنسان بيده دراهم ومضى إلى السوق ليبتاع بقرًا هل ينشغل
بالخنازير؟ أليس كل فكره في الأشياء التي جاء لأجلها إلى السوق.
لا تعط الشاب الجموح دالة ولا تطلق شيخًا أن يفعل أفعالا غير واجبة.
المخافة والتواضع والمحبة تعلي رأس الناسك وعند نياحته يضيء مشرقًا.
خشية الرب تجعل الشباب شيوخًا... مثل صموئيل النبي فإنه أرضى الله وأفاد الناس، اما
الذين عدموا التقوى سقطوا.
توان قليل ينتج خطيئة عظيمة. ويقظة يسيرة تسترد خسارة كبيرة.
بماذا يقوم الشاب طريقه بحفظه إياه أقوالك.
بهذا يجب أن يسلك الذي مع الإخوة أن يقتني مخافة الله والعفة التي منها تتولد
المحبة والفرح والسلام والطاعة وطول الروح والصبر وما يليق بالمسيحيين، ويكون
سريعًا إلى الاستماع بطيئًا عند التكلم، مبتعدًا عن الغضب لأن غضب الإنسان لا يصنع
عدل الله، سامعًا وبصيرًا بالأمور النافعة والغير فانية.
لا تقل اليوم أخطيء وغدًا أتوب، فاليوم هو لك أما الغد فلست تدري لمن يكون؟!
اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم (يع 4: 16).
طوبى للنفس التي تسكن فيها خشية الله، من لا يخدم سيد واحد سيخدم كثيرين، ومن لا
يخضع لرأس واحد سيخضع لكثيرين، ومن لا يثبت في صناعة واحدة سيهتم بأعمال كثيرة.
فالويل لمن ليس له الإيمان، والتقوى، والمعرفة.
إن لم تزرع فلا تقلع ما هو مغروس، وإن لم تصمت فلا تضاد الصامتين، وإن لم تسبح الرب
فلا تبطل الذين يسبحون الرب.
الغني إذا تكلم يصمت له الجميع، فكم بالحري الله الذي يخاطبنا في الكتب المقدسة.
طوبى للإنسان الذي يبدأ بسيرة حسنة ويكملها بمخافة الله.
يوجد أناس كتروا لهم أموالا أما أنت فاكتر لك صلوات وصدقات. البعض يفرح بالأغاني
الموسيقية، أم أنت فافرح بالترنيم والتسبيح للرب. آخرون يسرون بالبطر والسكر، أما
أنت فتمسك بالنسك والقداسة. وآخرون يبتهجون باللذات، أما أنت فافرح إذا صنعت مشيئة
الرب. آخرون يسرون بالمجد الباطل، أما أنت فابتهج بالرب الذي أعد إكليل المجد للذين
يحبونه.
الإنسان المحب للمسيح هو برج مصون والكامل المحبة هو سور ضخم لا ينقب.
أحبب مخافة الله من كل نفسك وهي تشفي جراحاتك... لأنه بقدر ما تحب نفسك تقوى الله
لا تقع في فخ العدو، بل تكون من النسر الطائر إلى العلو.
لنهتم بوقت الانتقال ونمقت الأمور الأرضية التي لا تنفعنا بشيء وقتئذ إذ لا يسافر
الأب مع ابنه ولا الأم مع ابنتها. بل عمل كل واحد. فلنقدم أعمالا صالحة حتى
يستقبلونا بها في مدينة القديسين.
لا تؤجل التوبة ولا تصادق من ليس له خشية الله، ولا تتسابق مع المتهاونين بخلاصهم
فالمعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة، ويقول أيضًا يا ابني احفظ مشورتي ولا
تتركها.
الجهاد قليل والأجر لا يوصف. فلنكثر في عمل الرب بكل قلبنا وقوتنا ما دام لنا وقت.
فالطوبى للإنسان المتقي الرب إذ سيأخذ الإكليل الذي أعده للذين يحبونه.
مغبوط الإنسان الذي لديه مخافة الله فإنه يطوب من الروح القدس جهارًا، والمتقي الرب
بالحقيقة يكون بعيدًا عن جميع حيل العدو، بل ويغلب بسهولة كافة مكائده الرديئة لأنه
لا يكون أسيرًا لشيء ما.
من أجل التقوى لا يقبل لذة الجسد وشهواته لأنه ينتظر سيده لئلا يأتي بغتة فيجده
متوانيًا بل يسهر منتظر مجيئه.
الخائف الله لا يكون بطالا بل يهتم كل حين بروحانيته ويكون مستعدًا لكي يمدحه الرب
عند مجيئه.
أما غير الخائف الله فيكون سريع الاصطياد لمكائد العدو. يتوانى في أعماله يكتر
لشهواته ولذاته، يسر بالراحة، يرفض الاتضاع ويصافح الكبرياء فعندما يجيء سيده يرسله
إلى الظلمة الأبدية.
لتكن
خشية الله في قلبك أيها الحبيب مثل السلاح بيد الجندي. |