ترتيلة مساء الخميس

أنتم مباركون للرب. الشهداء المباركون حسبوا الموت مكسب عظيم، وكأمجاد وامتياز اقتبلوا الآلام والعذابات. والآن وبعد انتقالهم يوزعون للعالم نعمهم وكنوز مملوءة معونات. ورذلوا الأرض الشهية. الشهداء لمّا رأوا بُطل العالم وأن الحق فقط قائم، تركوا الأبنية والمقتنيات والثروة الباطلة. واحبّوا مخافة الله ورقابهم اسلموها للسيف وهم عتيدين ليرثوا الملكوت. أحسنوا العزف بهتاف. هتفوا الشهداء: "اكليلنا قائم، ومكافأتنا محفوظة، ولملكوته يُدخلنا الملك المسيح الذي أحببناه. وكما بالنار والسيف عُذبنا، هكذا يعزي المسيح معاناتنا في الفردوس المملوء نِعمّ". مُلكك مُلك كل الدهور. للمُلك العليّ والحياة الأبدية دُعيّ الشهداء، لأمور لم تسمعها اذن ولم تراها مكتوبة أعين. وعلى قلب البشر لم ترتفع غبطة ليحلوا فيها البسلاء ممن أحبوا المسيح. أمسك مجنا وترسا وانهض إلى معونتي. مجن الروح لبس شهداء الحق وخرجوا للجهاد، وجمعوا الشبيبة والفتية لمشهد غير مألوف. أناس يسخرون بالموت، ويغلبونه وهم يُُقتلون: تلك أعجوبة أعظم من أن توصف بكلام. نظروا إليه واستناروا. الشهداء القديسين لمّا نظرتم المسيح في الملكوت العليّ انتقلتم من الحياة الزمنية إلى الكمال. وأهلتم للتسبيح مع جمع الروحانيين لله سيد الخلائق. هوذا عين الرب على خائفيه. بعين الروح نظروا الشهداء القديسين المسيح واحتذوا به بآلامهم عند سماعهم ذاك الصوت القائل: "كل من يحتمل الآلام هنا على الأرض من البشر لأجلي، يتمتع بنعيم الملكوت". بسط سحابًا سجفا. سحاب النور تحمل القديسين في يوم الآخرة، عندما تتجلى ربوبية ملك الملوك السماوي. وفي الأعالي يتنعمون عن يمين المسيح، كل من أحبوه وحفظوا وصاياه. وهم لم يعرفوا ولم يفهموا. الملك لمّا أمر بأن يُلقى الفتية الثلاث في الأتون، كان الرابع يرش الندى على وجهوهم. وكلما اتقدت النار، كانت وجهوهم تتلألأ. مبارك السيد من عظم قديسيه. أمام كل الشعب. قالوا الشهداء لن نكفر به، بإبن الله، فنحن ذرية إبراهيم وأبناء ميراث اسحاق. لأجل إله آبائنا نذوق الموت الزمني ونرث الحياة الأبدية. يرجع ظلمه على رأسه. الملك الظالم لما ثار غضبه وحقده جاء بأوتاد حادة وغرزها في جسد الفتى. والمسيح أعان وسند مار قورياقوس الظافر، صلواته سورٌ تكون لنا. قلبه ممكن فلا يخاف. الشهيد مار بثيون وقف ببسالة أمام المجوس الوثنيين. ووبخ وقاحتهم كي لا يسجدوا للأصنام. إلا ليسجدوا لإله واحد، الذي خلق السماء والأرض وللأبد قائم سُلطانه. من شعب لا يرحم. أحزان قاسية وعذابات مريرة وأموات مختلفة احتمل الشهيد القديس مار كوركيس الظافر. لأجل محبة المسيح الذي أحبه أكثر من حياته، مبارك من كلل الشهيد بالظفر. الرب حافظ الأمناء. بصلوات العذراء مريم، الأم المباركة، أحفظ عبيدك يا رب من صنائع الماكر. هب لنا أن نكمل مشيئتك بالأعمال كما بالكلمات وننشد لك التسبيح في كل آوان. المجد للآب والابن والروح القدس. السلام معكم أيها الشهداء القديسين، أحباء المسيح، من ظفرتم وغلبتم وتكللتم وأخزيتم الشرير بجهادكم. طوباكم في يوم الابن، عندما تشرق عظمة مجده وتدخلون معه للملكوت. من الأزل وإلى الأبد آمين وآمين. إنك أبينا ثوب النعمة المنسوج بالروح القدس، ويبنوع النعم السماوية، أسلت دائمًا بأعمالك. ورويت قطيع رعيتك بالكلمات الحيّة الروحية، فهوذا محفوظ لك إكليل الغلبة. يقول كل الشعب آمين وآمين. في البحر والبر ينادونك يا رب لتجيء لنجدتهم، فإنك مجيب لمن يُناديك في البحر، والذي في البر لا تغفل. ونحن يا رب من نناديك، تعال لنجدتنا وخلاصنا، ونجنا من الشرير وقوته.

المسيح الذي أصلح بدم أقنومه العلو مع العمق، أصلح يا رب بين الكهنة والملوك، ورسخ كنيستك برأفتك. وراية إيمان واحدة تحكم على كل المعمورة بنعمتك أيها الرب الرحيم.

بارك واحفظ بنعمتك أيها الرب الرحيم هذا البلد وسكانه من إبليس وجماعة الأشرار. ووفر فيه مؤونة الزمن والمحبة والسلام والوفاق وسلامة الجسد والنفس.

اطرد الشيطان الذي هو عدو الاستقامة من البيت الذي حللنا به، كي لا يدخل ويتسلط عليه. وثبت يا رب أسسه على صخرة الإيمان، وزد به الحياة إلى الأبد.