متى
19: 16-26 : "في ذلك الزمان تقدّم الى يسوع شاب جاثيا له وقائلا ايها المعلّم
الصالح أي صلاح اعمل لتكون لي الحياةالابدية. فقال له لماذا تدعوني صالحا. ليس احد
صالحا الا واحد وهو الله.ولكن ان اردت ان تدخل الحيوة فاحفظ الوصايا. قال له اية
الوصايا: فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد بالزور.اكرم اباك وامّك.واحب
قريبك كنفسك. قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد".
اضافة لكون الفتى غنيا قد كان ايضا من الرؤساء، ونعلم ذلك من نص لوقا البشير.
وتقدّم هذا الشاب بورع للرب وليس كما فعل الناموسي (مت 22) والانجيلي مرقس يخبرنا
ان الرب احبّه.
ولماذا قال الرب "لماذا تدعوني صالحًا" لان لو آمن الشاب ان يسوع الها أي بعبارة
اخرى لو انك تؤمن انني اله "فإنه لا الانسان ولا الملاك هو صالح بالطبع، فان صلاح
البشر والملائكة ليس بالطبع بل بالنعمة".
ان
الشاب حسِب ان هناك فضيلة اخرى ماعدا حفظ الوصايا التي بناموس موسى "أيّ صلاح اعمل
لتكون لي الحياة الابدية" وحكمة الرب تظهر ايضا هنا ودوما على الدوام، فعرض عليه
اولا وصايا ناموس موسى فان الابتعاد عن الشرور يتقدم على عمل الصلاح بحسب قول
النبي" حِد عن الشر واصنع الخير" ومما لا شك فيه ان الابتعاد عن الخطيئة اهون من
عمل الفضيلة.
ادرك الفتى ان حفظ الوصايا وحده لا يؤدي بالتالي للحياة الابدية فظن انه بحاجة الى
اعمال عظمى لذا توجه للرب قائلا ماذا اعمل وما يلزمني لاصير اهلا للحياة الابدية.
متى
19: 21-26: "قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء
فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا لانه كان ذا
اموال كثيرة. فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت
السموات. واقول لكم ايضًا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت
الله. فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين اذا من يستطيع ان يخلص. فنظر اليهم يسوع
وقال لهم. هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع".
ان
حفظ الوصايا تخلّص المؤمن ولكن لا تستطيع ان ترقّيهم الى الكمال التي يعلمها
الانجيل المقدّس. وكقول الرسول بولس: "اذا الناموس لم يكمل شيئا لان الناموس اذ له
كل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الاشياء لا يقدر ابدا نفس الذبائح كل سنة التي
يقدمونها على الدوام ان يكمل الذين يتقدمون". وقال المخلص (يوحنا البشير) "انا اتيت
لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل".
بعد
سماع الفتى قول الرب لم يتفوّه ابدا لا بل انصرف حزينا كئيبا وقد علم ذلك الرب فقال
(متى البشير 26):"ليس الجميع يقبلون هذا الكلام من استطاع ان يقبل فليقبل" وايضا:
"اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف" فروح الشاب كان راغبا راضيا موافقا في الكمال
ولذلك سال الرب عما يعوزه ولكن الجسد كان يقاوم هذه الرغبة.
لقد
عجب تلاميذ يسوع وبهتوا لدى سماعهم ذلك. لانهم انما كانوا يوجهون انظارهم الى قوة
الطبيعة فقط. غير ناظرين ايضا الى اقتدار وقوة النعمة القادرة على كل شيء. ومما يجب
ان يلاحظ ان تلاميذ المسيح على حين انهم كانوا فقراء وموضوع الكلام انما كان بشان
الاغنياء قد صرخوا قائلين "اذا من يستطيع ان يخلص" وهذا قد كان دليلا على انهم منذ
ذاك الحين قد تولجوا امر المراقبة الرعائية والاهتمام بخلاص جميع البشر.
ان
نور يسوع المسيح الالهي الموجه الى تلاميذه واقواله السامية الشريفة قد ازالت
استغرابهم وابطلت دهشتهم وذهولهم لانه قال لهم ان ما هو غير مستطاع بالنسبة الى
قوة الانسان هو مستطاع عند الله القادر على كل شيء فان الانسان سواء كان غنيا او
فقيرا لا يقدر ان يخلص بقوته الذاتية. بل انما يخلص متى ارشد وعُضد بيمين الله
القادرة على كل شيء. |