حرب بين الشر والخير
لقد دُبرت الأزمنة مقدمًا بواسطة الله.
تتحقق أزمنة السلام في أيام الصالحين والأبرار، وتتحقق أزمنة الشرور الكثيرة في
أيام الأشرار والآثمة. فإنه مكتوب: "الصلاح لابد أن يحدث، وطوبى لذاك الذي يعبر به
الصلاح. والشر لابد أن يحدث، وويل لمن يعبر به الشر".
يحل الصلاح بشعب الله، وينتظر الطوبى ذاك الذي من خلاله يحل الصلاح. والشر يثور
كجيشٍ يجتمع معًا بواسطة الشرير المتعجرف المتعالي، والويل أيضًا محفوظ لذاك الذي
به يُثار الشر.
لا تلُم يا عزيزي الشخص الشرير الذي ينزل بالشر على كثيرين، فإن زمان إتمام عملهم
قد حلّ.
نهاية الحروب
سوف لا يُقتل الوحش (المقاوم للكنيسة) حتى يأتي قديم الأيام ويجلس على العرش،
ويقترب إليه ابن الإنسان، ويُعطى له سلطان (دا 7: 9،13،14،22)، عندئذ يُقتل الوحش
وتهلك جثته. وتتأسس مملكة ابن الإنسان، مملكة أبدية، وسلطانه من جيل إلى جيل.
خيرات العالم ليست مصدرًا للسلام!
اهدأ يا من تفتخر بنفسك، لا تتبجح! فإن كانت ثروتك ترفع قلبك، فهي ليست بأكثر من
ثروة حزقيا، الذي تمادى وتشامخ بها أمام البابليين، فحُملت كلها إلى بابل.
إن كنت تفتخر بأبنائك، فسيُقادون من عندك إلى الوحش كأبناء حزقيا الملك الذين
اقتيدوا بعيدًا، وصـاروا خصيان في قصر ملك بابل (2 مل 20: 18، إش 39: 7).
وإن كنت تفتخر بحكمتك، فإنك في هذا لا تفوق رئيس صور، إذ قيل له: "ها أنت أحكم من
دانيال، سرّ ما لا يُخفي عليك" (خر 28: 3).
وإن ارتفع عقلك متكلاً على سنك أنك كثير السنوات، فعددها ليس بأكثر من سني رئيس صور
الذي حكم المملكة خلال أيام 22 ملكًا من بيت يهوذا أي لمدة 440 عامًا. وإذ كانت
سنوات ملك صور كثيرة لذلك قال في قلبه طوال هذا الوقت: "أنا إله، وفي كرسي الله
أجلس في قلب البحار" (حز 28: 2). لكن حزقيال قال له: "أنت إنسان لا إله" (حز 28:
2). فبينما كان رئيس صور بين حجارة النار يتمشى (حز 28: 14) كانت الرحمة تحل عليه.
ولكنه عندما تشامخ قلبه صار "الكروب المظلل (وقد) حطمه".
النصرة للأبرار
حتى وإن كانت هذه القوى (الشريرة) ترتفع وتغلب، فلتعلم أن هذا تأديب الله، فإنهم
وإن انتصروا لكنهم سُيدانوا في دينونة عادلة. لتكن متأكدًا من هذا، أن الوحش سيُذبح
في الوقت المعين. وأما أنت يا أخي فلتكن غيورًا في التماس الرحمة لكي يكون سلام شعب
الله.
|