سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

عن التائبين

 

 

القديس افراهاط الحكيم الفارسي

   

 

بالصليب سُمرت الخطية

بين كل المولودين الذين لبسوا جسدًا واحد هو البار، إنه يسوع المسيح، كما يشهد عن نفسه، إذ قال: "أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33). وشهد عنه النبي أيضًا: "لم يعمل ظلمًا، ولم يكن في فمه غش" (إش 35: 9). وقال الرسول الطوباوي: "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا" (2 كو 5: 21). كيف جعله خطية؟ حمل الخطية دون أن يرتكبها، وسمرها على الصليب (كو 2: 14). يقول الرسول أيضًا: "الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكن واحدًا يأخذ الجعالة" (1 كو 9: 24).

أضف إلي هذا أنه ليس من بين البشر من نزل إلي المعركة ولم يُجرح أو يُضرب، لأن الخطية سيطرت منذ تعدى آدم الوصية (رو 5: 14)، فضربت الكثيرين، وجرحت الكثيرين، وقتلت الكثيرين. ولم يقتلها أحد من بين الكثيرين حتى جاء مخلصنا على صليبه. كان لها شوكة توخز الكثيرين، حتى جاءت النهاية، وتحطمت شوكتها حين سُمرت على الصليب.

 

التوبة دواء الجرحى

الذين جرحوا في الجهاد لهم دواء التوبة، يضعونه على جراحاتهم فتُشفي.

يا أيها الأطباء، تلاميذ طبيبنا الحكيم، خذوا هذا الدواء الذي به تشفون جراحات المرضى... هذا هو حال من يتعب في الجهاد يا عزيزي. فإن جاء عدوه عليه وجرحه، يلزم أن نقدم له دواء التوبة، مادامت ندامة الجريح قوية. لأن الله لا يرذل التائبين. فقد قال في حزقيال: "لا أُسر بموت الشرير، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا" (حز 33: 11).

 

لا تستحي من جراحاتك

من أُصيب في الحرب لا يستحي من تسليم نفسه إلي يد طبيب حكيم، لأنه غُلب على أمره وأُصيب. وإذ يُشفى، لا يرذله الملك بل يحسبه مع جيشه. هكذا يليق بالإنسان الذي جرحه الشيطان ألا يستحي من الاعتراف بجهالاته، وأن يبتعد عنها، طالبًا التوبة دواءً لنفسه.

فمن يستحي من إظهار جرحه يمتد الضرر إلي جسده كله.

من لا يستحي من ذلك يُشفى جرحه، ويعود إلي المعركة.

 

قدموا دواء التوبة!

أيها الأطباء تلاميذ المجيد، يليق بكم ألا تمتنعوا عن تقديم الدواء للمحتاجين إليه. من يظهر لكم جرحه قدموا له دواء التوبة. ومن يستحي من أن يظهر مرضه حثوه على ألا يخفيه عنكم، وعندما يعترف به، لا تعلنوه خشية أن يظن المنتصرون أنهم مغلوبون من الأعداء والخصوم.

 

الكلاب المُخلصة!

عظيم يا عزيزي هو السرّ الذي سبق فأظهره الله لجدعون قال له: "كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب يذهب إلي القتال" (راجع قض 7: 5). فبين كل الحيوانات التي خُلقت مع الإنسان ليس من يحب سيده مثل الكلب. فهو يحرسه دومًا نهارًا وليلاً. وإن ضربه سيده وأكثر ضربه لا يبارحه، وإذا خرج مع سيده للصيد وصادف سيده أسدًا شرسًا، يسلم الكلب نفسه للموت عن سيده. هكذا يكون البواسل الذين عُرفوا في الماء. يسيرون كالكلاب على خطى سيدهم، ويبذلون نفوسهم للموت من أجله. يحاربون بشجاعة ويحرسونه ويضعونه على عيونهم ويلحسونه بألسنتهم كما يلحس الكلب سيده. والذين لا يلهجون في الشريعة يُسمون كلابًا صماء، لا تستطيع أن تنبح. وكل الذين يجتهدون في طلب الرحمة، يحصلون على خبز الأبناء فيُلقى لهم (مت 15: 26).

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English