سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

الرسالة الخامسة [1]

 

على من يسمع ويطيع، سلامُ المقدس!

 

الشيخ الروحاني يوحنا الدالياتي (يوحنا سابا)

   

 

1) يا رجل الله، إسمع كلام محبّك. لا يا أخي الحبيب، ليس لنا أن نُخضع المسيح لمشيئتنا، بل علينا نحن أن نخضع لمشيئته. أتريد أن يظهر لك المسيح في الصلاة ظهوره لمحبّه؟ لتكن فيك محبته دون انقطاع. أتطلب أن تلتهب هي في نفسك دائمًا؟ أخرج منها محبة العالم. أمُشتاق أنت إلى أن يكون مسكنك في البلد الذي لا حدّ له، أي أن يكون في الله؟ اُخرج من العالم كما من الرحم وإذ ذاك ترى ذلك العالم الحقيقي. فالمسيح لا يقدر أن يسكن مع العالم. أرجو منك أن اسمع له ما يكشفه لك قائلا: "أنا لست من العالم[2]. لذلك يطردني العالم من حيث أسكن. ولا أستطيع أن أسكن معه لأنه يبغضني"[3]. لكنه يحلّ في النفس، ويزورها دون انقطاع ليسكن فيها إذا كانت خالية من أمور العالم.

2) أتشتهي رؤية أشعة حسن الثالوث المقدس في نفسك؟ إحفظ وصايا المسيح. لقد قال بالفعل: "عندما تحفظ وصاياي، تكون عندك محبّتي"[4]. وبتمام الوصايا في النفس، يأتي إلى هناك مع أبيه وروحه القدوس[5]، ويصنع مسكنا حيث يستكين ويرى[6]. وقال أيضًا عن محبيه: "إنهم ليسوا من العالم، وإن العالم أبغضهم"[7]. وتمام الوصايا هو الصليب، أي جهل شهوة العالم ونسيانها[8] واشتياق وتوق للرحيل يُثيره لهيب المحبة كما حدث للقديس بولس[9]. وبدالة من إلهي وبثقة أقول: "بالحقيقة، في الوقت الذي يتعرى فيه العقل من العالم، يلبس المسيح. وفي الوقت الذي يتخلى فيه عن التفكر بأعمال العالم، يلتقي بالله. وحين تنفصل النفس عن صُحبة العالم، ينشر فيها الروح أسراره التي لا توصف". هذا سرٌّ لي ههنا يُثير الخوف، بينما هو حق ظاهر لأهل الحق. أيتها الأحداق، ستفيض المجاري[10] من فيضها، إن تحركت للسقيا. فبماذا نستبدل هذا؟ الويل لي! الويل لي!

3) أيها المسيح الذي وفى بدمه الزكي الدين الذي استوجبته مشيئتنا الجاهلة، افتح عيون عقولنا لنعلم إلى أين نسلك. ليهدني إليك نورك الذي ينير كالشمس طغمات قدسك. ليُقمني روحك، يا رب، في وسطهم، من ههنا، وفي عالم النور. ليعلمني لغتهم لأعلن لك معهم التسبيح غير المسموع. اُخلقني، يا رب، خليقة جديدة على مثال حُسنك فننسى ونتجاهل طبيعتنا السابقة.

4) المجد لفيض محبتك التي لا توصف. بابك مفتوح، يا سيدي، وليس من يدخل. مجدك ظاهر، وليس من يشخص. نورك مشرق في أحداقنا، ولا نريد النظر. يمينك مبسوطة لتعطي ، وليس من يأخذ. تغرينا باللطائف، ولا نقبل. تخيفنا برعب ممزوج بالمراحم، ولا نهرع إليك. يا خالقنا الصالح، تحنن على شقوتنا. يا إلهنا الطيب، أعصب كسرنا. يا أبانا المملوء عطفا، تشفع أنت لدى ذاتك، واغصبنا، وقربنا إليك لأننا لا نريد أن نتضرع إليك. أخرج نفوسنا من الحبس حيث نحن انحبسنا، إلى نورك الحق حتى لو رفضنا ذلك. لتقونا يا رب قوتك ولتنشلنا من الغرق حيث انجرفنا. ارفع يا ربي من أمام نظرنا كل الأحجبة التي تغطي رؤية نفوسنا، وتمنعنا من رؤية نورك الحقيقي. فلنقم فيه عراة، دومًا وبدون انقطاع، بوجوه مُسفرة، ولنثبت في الشوق إليك وفي عذوبة حُسنك إلى أبد الآبدين.


 

[1]  أحد المخطوطات يضيف: "من الشيخ الروحاني. نصائح ذات فائدة مرسلة إلى أحد النسّاك".

[2]  يو8: 3 و 17: 14، 16

[3]  يو7: 7 و 15: 18

[4]  يو14: 15

[5]  يو 14: 23

[6]  يو 14: 21

[7]  يو17: 14

[8]  يو2: 17

[9]  فل1: 2، 3

[10]  تشبيه تستعمله الترجمة السريانية المنتحلة لأعمال مكاريوس

 

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English