لا نعرف بالتأكيد مؤلف التاريخ السعردي. ولكنه متأخر عن
البطريرك أيشوع برنون (+828) بما أنه يسرد اسم هذا البطريرك. وقد وردت عبارة في
صحيفة 263 من الجزء الثاني، في سياق الكلام عن موت شيرويه الملك الفارسيّ، تقول:
"كما جرى في زماننا للظاهر قدّس الله روحه". ونحن نعلم أن الخليفة الظاهر توفي في
سنة 1226م. فهل يكون المؤلف معاصرًا له؟ أم هل تكون هذه الجملة قد زادها على النصّ
أحد النسّاخ، كما تشير قرائن المخطوطة إلى ذلك؟ فقد يكون مؤلف هذا التاريخ سليمان
البصري (القرن الثالث عشر) أو ايشوعياب برملكون (القرن الثاني عشر) أو سبريشوع بن
بولس الذي جاء الكلام عنه قبل قليل؟ وهناك احتمال أقوى أن يكون مؤلف هذا التاريخ
الراهب النسطوري آبا الذي عاش في منتصف القرن الحادي عشر. وقال الأب بولس سباط إنه
رأى له تاريخًا شاملا يمتد إلى عهد المؤلف، وكانت مخطوطته الوحيدة الكاملة لدى
المطران الياس حلولي السرياني في القدس، وقد تكون الآن في دمشق.
إلا أن الكردينال تيسران يقول أن هذا التاريخ قد وُضع بعد سنة
1036 بقليل ويرى أنه أحد المصادر الرئيسية لماري واضع كتاب المجدل، بينما يرى
المطران أدي شير ان هذا التاريخ هو أحد المصادر لصليبا وعمرو. ويعطي الأدلة على
ذلك...
لقد عثر المطران أدي شير على القسم الأول من هذا الكتاب في
المكتبة البطريركية في الموصل، وعلى القسم الثاني في مكتبة مطرانيته في سعرد. وقد
كتب هذا التاريخ بلغة عربية رديئة، ولا بد أنه كان يمتد من بدء المسيحية إلى منتصف
القرن السابع أو إلى زمان المؤلف نفسه إلا أن المخطوطة مخرومة في بدايتها ولا يوجد
منها إلا منذ عهد فالريانس الامبراطور (253-260). كما أن فترة ما بين سنة 422 و 484
ضاعت لأن المخطوطة ناقصة من نهاية الجزء الأول وبداية الجزء الثاني. ولكن رغم ما
يمتزج من الأساطير بهذا التاريخ، فهو وثيقة ذات أهمية كبرى لدراسة التاريخ والآداب
الشرقية. وقد وردت فيه أيضًا تلميحات إلى الأرثوذكس.
ونشر المطران أدي شير هذا التاريخ مع ترجمته الفرنسية في مجموعة
الباترولوجيا الشرقية، وجاء في جزئين كبيرين ينقسم كل منهما إلى قسمين.
وقد أهدى أدي شير هذه المخطوطة السعردية المرقمة 138 إلى مكتبة باريس الوطنية، وهي
الآن المخطوطة العربية المرقمة 6653. وقام الأب جان فييه بوضع فهرس فرنسي للقسم
الثاني من هذا التاريخ المطبوع الذي كان خلوًا من فهرس، وطبع في نشرة جامعة القديس
يوسف في بيروت ، مجلد 42 سنة 1966 ص201-218. ويبدو أن الأب بطرس حدّاد، أثناء وضعه
فهرس مخطوطات مكتبة الرهبان الكلدان في الدورة بغداد، عثر على الجزء الآخر من هذا
الكتاب، وقد ذكر هو نفسه ذلك في المؤتمر السرياني في غوتنغن سنة 1984. ولكنه أبقى
حتى الآن هذا الأمر سرًا سيفاجئ به العالم قريبًا؟
|