متى نلت نعمة
المعمودية، واتشحت بقميص طويل ناصع البياض، يتقدم الأسقف فيسمك على جبهتك قائلا:
يُوسم فلان باسم الآب والابن والروح القدس.
لما صعد يسوع من
الماء، نال نعمة الروح القدس الذي جاء واستقر عليه بشكل حمامة. لذا قيل فيه: مسحه
الروح القدس، روح الرب عليّ لأن الرب مسحني. وأيضًا: يسوع الناصري الذي مسحه الله
بالروح القدس والقوة. هذه الكلمات تشير إذن إلى أن الروح القدس غير منفصل عنه
إطلاقا. وبالتالي هذا ما يحدث تمامًا في مسحة الزيت التي يمارسها البشر، فإنها
تلتصق بهم فلا يعود بهم فلا يعود نزعها مُمكنا لديهم.
من ذلك الحين، وجب
عليك أنت أيضًا أن تمسح على جبهتك. يَسمُك الأسقف قائلا: يُوسم فلان باسم الآب
والابن والروح القدس. وبهذه الدعوة: "باسم الآب والابن والروح القدس"، نعطى علامة
وعربوناً على أن الروح القدس أتى إليك وأنك مُسحت به، نلته بالنعمة، وحصلت عليه وهو
مقيم فيك. وفي ذلك الوقت تنال منه البواكير، لأنك لا تتمتع الآن من خيراته الآتية
إلا بالرمز. أما في الدهر الآتي، فسوف تنال كل النعمة التي تجعلك غير مائت وغير
فاسد وغير متألم وغير متبدل. وفي تلك اللحظة نفسها، يبقى جسدك إلى الأبد لا ينحل،
كما أن نفسك لن تستطيع بعدها أن ترجع إلى الشرّ. |