سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

قيامة الموتى

 

القديس أفراهاط الحكيم الفارسي

   

 

ما تزرعه إياه تحصد

لن تزرع قمحًا وتحصد شعيرًا، ولن تزرع كرمة تنتج تينًا، إنما كل شيء ينمو حسب طبيعته. هكذا أيضًا الجسد الذي أُلقي في الأرض يقوم ثانية.

وأما أن الجسد قد فسد وانحل، فيلزمك أن تتعلم من مثل البذرة، فهي أيضًا عندما تُلقي في الأرض تنحل وتفسد، وبانحلالها تثبت وتأتي ببرعم وتحمل ثمرًا. فالأرض التي تُحرث والتي لا تُلقي فيها بذار لا تنتج ثمرًا، حتى وإن ارتوت الأرض بالأمطار دائمًا. فالقبر الذي لا يُدفن فيه ميت لا يخرج منه أحياء من الأموات، حتى عندما يضرب البوق بصوتٍ كاملٍ.

 

الجسد الروحاني

يقول الرسول: "وأما الروحي فيحكم في كل شيء، وهو لا يُحكم فيه من أحدٍ" (1 كو 2: 15). أيضًا قال: "الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح" (رو 8: 5). مرة أخرى قال: "لما كنا في الجسد كانت ضعفات الخطايا تعمل في أعضائنا لكي نثمر للموت" (راجع رو 7: 5). وأيضًا: "إن كان روح المسيح ساكنًا فيكم، فأنتم روحيون" (راجع رو 8: 9).

قال الرسول هذا كله بينما كان ملتحفًا في الجسد، لكنه كان يمارس أعمال الروح. هكذا أيضًا في قيامة الأموات سيتغير البار، ويُبتلع الأرضي بالسماوي، ويُدعى جسدًا سماويًا. وأما الذي لا يتغير فسيُدعى أرضيًا.

 

وقت الولادة على الأبواب

إذ لم يكن آدم موجودًا أوجده (الله) من العدم، فكم بالأسهل الآن أن يقيمه.

هوذا يُزرع كبذرة في الأرض، فلو أن الله يفعل ما هو سهل بالنسبة لنا فإن أعماله لا تظهر قديرة لنا...

آدم الذي لم يُغرس نبت، وُلد دون حبل به. لكن هوذا الآن نسله يُغرسون وينتظرون المطر وسينبتون. هوذا الأرض تحبل بكثيرين، ووقت الولادة على الأبواب.

 

إخفاء قبر موسى

حقق إلهه نفعين لموسى بإخفاء قبره عن بني إسرائيل. لقد فرح أن أعداءه لا يعرفونه حتى لا يطرحوا عظامه خارج قبره. ومن جانب آخر أن أبناء شعبه لا يعرفونه ويستخدمونه موضع عبادة، إذ حُسب كإله في أعين بني شعبه.

 

الموت رقاد

مثل هذا الموت هو رقاد، وكما قال داود: "أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت" (مز 3: 4). أيضًا قال إشعياء: "استيقظوا يا سكان التراب" (إش 26: 19). وقال ربنا عن ابنة رئيس المجمع: "الصبية لم تمت، لكنها نائمة" (مت 9: 24). وبخصوص لعازر قال لتلاميذه: "لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه" (يو 11: 11). وقال الرسول: "لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير" (1 كو 15: 51). وأيضًا قال: "من جهة الراقدين لا تحزنوا" (1 تس 4: 13).

 

رقاد الأبرار، ورقاد الأشرار

يليق بنا أن نخاف الموت الثاني (رؤ 2: 11، 20: 14، 21: 18) المملوء بالبكاء وصرير الأسنان والتنهدات والبؤس، هذا الذي يليق بالظلمة الخارجية. لكن طوبى للمؤمنين والأبرار في تلك القيامة، التي ينتظرون أن يستيقظوا فيها، ويقبلوا الوعود الصالحة المقدمة لهم.

أما الأشرار غير المؤمنين فويل لهم في القيامة مما ينتظرهم. كان الأفضل لهم ألا يقوموا، حسب عقيدتهم. فإن العبد الذي تتهيأ له العذابات والقيود عند سيده، عندما يرقد لا يريد أن يوقظه أحد. إذ يعرف أنه عندما يحل الفجر ويوقظونه سيعذبه سيده بالجلدات ويقيده.

أما العبد الصالح، الذي يعده ربه بالهبات الموعود بها، فيترقب حلول الفجر، لينال العطايا من ربه. حين ينام، يرى في حلمه كيف يعطيه سيده ما وعده به، فيفرح في حلمه ويرقص مبتهجًا. أما الشرير فلا يستعذب نومه، لأنه يتصور أن الفجر قادم إليه، وينسحق قلبه في حلمه.

ينام الأبرار وتكون غفوتهم موضع سرورهم في النهار وبالليل الطويل، بل يحسبون كأنه في أعينهم ساعة واحدة. وفي هجعة الفجر يستيقظون فرحين. أما الأشرار فالنوم بالنسبة لهم ثقيل عليهم، يشبهون إنسانًا مصابًا بحمى ثقيلة جدًا. يتقلب الشرير على فراشه هنا وهناك، ويحوط الرعب بليله الذي يطول، فيخاف من الفجر الذي سيدينه فيه ربه.

 

المكافأة في يوم الرب العظيم

يعلمنا إيماننا هكذا أنه إذ يرقد البشر ينامون مثل هذا النوم، ولا يميزون الخير من الشر.

فلا ينال الأبرار ما وعُدوا به، ولا الأشرار عقاب الشر قبل مجيء الديان، حيث يُفصل الذين موضعهم عن يمينه عن أولئك الذين موضعهم على شماله.

لتتعلم مما كُتب، أنه عندما يجلس الديان، وتُفتح الأسفار أمامه، وتُقرأ الأعمال الصالحة والأعمال الشريرة، يقبل الذين عملوا الصالحات ما هو صالح من الصالح، وينال الذين فعلوا الشرور العقوبات الشريرة من الديان العادل... في ذلك العالم ستحل العدالة محل النعمة، فيكون الله عادلاً للجميع...

من اقتربت إليه النعمة (في هذه الحياة) سوف لا تسلمه إلي يد العدالة لتحكم عليه... ومن ابتعدت عنه النعمة، تدخله العدالة إلي المحكمة وتدينه فيذهب إلي العذاب.

 

لم تتحقق المجازاة بعد

من كل هذه الأمور افهم يا عزيزي، فقد تأكد لك أنه حتى الآن لم يقبل أحد بعد جزاءه. فلم يرث الأبرار الملكوت، ولا ذهب الأشرار إلي العذاب.

لم يفصل الراعي بعد قطيعه. ولم يقبل العمّال الذين تعبوا في الكرم أجرهم حتى الآن... والعذارى اللواتي ينتظرن العريس يرقدون حتى الآن، وهن ينتظرن الصيحة فيستيقظن. والأولون الذين تعبوا في الإيمان لا يكملون حتى يأتي الآخرون.

أما بالنسبة لك يا عزيزي فلا تشك في قيامة الأموات، لأن فم (الله) الحي يشهد: "أنا أميت وأنا أحيي" (تث 32: 39). وكلاهما صادران من فم واحد. وإذ نحن واثقون أنه هو يميت ونحن نرى ذلك فبالتأكيد وهو مستحق للإيمان به أنه يحيي.

من كل ما قد شرحته لك، اقبل وآمن أنه في يوم القيامة سيقوم جسدك بتمامه، وستقبل من ربنا مكافأة إيمانك، وستفرح وتبتهج بكل ما آمنت به.

 
 

Copyright  www.karozota.com

 
  
 

English