بعد وفاة آقاق
فرغ كرسي المدائن سنة لاضطراب الدولة الفارسية والنزاع الداخلي فيما بين المشارقة
بعد الانشقاقات التي حصلت في الكنيسة بعد مجمع أفسس. ثم لما استتبت الراحة في
المملكة وبطل النزاع اختير بابي خلفاً لآقاق. وكان الساعي في اختياره موسى النصراني
منجم الملك زماشف. فهذا استأذن الملك بتصيير بابي الذي كان من قرابته جاثليقاً.
فأذن له وجرى اختياره سنة 497.
ويُعرف بابي
بابن هرمز، وكان من أهل المدائن وكاتباً لمرزبان بلد البارميين. وكان كبير السن وله
امرأة وأولاد. واختاره الأساقفة وامتنع عليهم فلم يفارقوه حتى أساموه. وكانت معاملة
زماشف الملك له حسنة. فإنه كان يأنس به ويستحسن أجوبته عن المسائل الدينية.
وفي غضون
القلاقل التي أزعجت المشرق بسبب النزاع بين المذهبين النسطوري والمنوفيزي، عقد بابي
مجمعه سنة 497 لتدبير البيعة، وحضره اثنان وثلاثون أباً ومنهم إليشاع الملفان الذي
أسامه بابي خليفة لبرصوما على كرسي نصيبين. ومن أخص أعمال هذا المجمع:
1. أثبت اذن برصوما بالزواج للأساقفة والكهنة والرهبان
2. أبطل المكاتبات والحروم التي كانت بين برصوما وبابوي وآقاق.
3. أمر بتقديم الطاعة للجاثليق الجالس على كرسي سليق.
4. أمر أن يجتمع الآباء في كل أربع سنين إلى الجاثليق في تشرين الثاني للنظر في
أمور البيعة وما يحتاج إليه في مصالحها بدل الاجتماع كل سنتين كما كانت العادة أولا
جارية.
وعُرف عيد
السعانين في المشرق أولا في نصيبين على عهد بابي الجاثليق. ثم انتشر استعماله إلى
أقطار المشرق. وجلس بابي خمس سنوات وتوفي سنة 502 ودُفن في المدائن.
|