تحاصرنا
المناظر الإباحية من كل جهة وتأتينا عبر التلفاز والإنترنت وحتى بدون أن نبحث عنها،
وأحيانا بمجرد أن نفكر فيها، وكأنها تلك المارد الذي ما أن تفكر فيه حتى يخرج لك من
جهازك ليقول: "شبيك لبيك ها أنا بين يديك". فاليوم لم يعد من الصعب الحصول على
أفلام أو مناظر أو قصص إباحية، وهذا ما لم يكن آباؤنا يتخيلونه، في السنوات
الماضية.
كل هذه السهولة هي تعبير عن عصر العولمة الذي
نحيا فيه ويحيا فينا، لأننا جزء منه شئنا أم أبينا، وبالتالي فلم يعد ينفع "المنع"
ولا "التهرب"، لأن الممنوع مرغوب، ولم يعد ينفع التهرب من المشكلة، لأن دفن الرؤوس
لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا، ولم يعد يصلح استخدام العبارات المحفوظة: "النت
حرام، ومعصية"، "لا سمح الله" أو "خليك جامد"... لأنها عبارات لا تعالج المشكلة بل
تعبر عن عجز قائلها عن إيجاد حل حقيقي لها.
فماذا نفعل؟ هل نترك أنفسنا لهذا التيار
الجهنمي؟ أم نقاومه؟ وبأي وسيلة يمكننا مقاومته؟ وهل يجب مقاومته أم الانخراط فيه؟
وما العيب في التفرج على المواقع والأفلام الجنسية؟ هل الجنس حرام؟ هل المشاهدة
حرام؟ هل الانخراط في أحاديث الأصدقاء عن الأمور الجنسية حرام؟ وآلاف الأسئلة التي
تدور في أذهاننا وأحيانا تخرج من أفواهنا وغالبا لا نجد لها جوابا مقنعا.
ولأن الكنيسة هي أم ومعلمة فلا يمكن لها أن
تترك أبنائها بلا تعليم أو قيادة، ولا يحق لها أن تتظاهر بأن أولادها "ملائكة" لا
يفكرون في هذه الأمور، أو أنها لا تمثل بالنسبة لهم أي مشكلة!!! بل على العكس فهي
تفهم وتقدر أن أولاد هذا الجيل هم أكثر تعرضا مما سبق للتجارب وللسقوط وللانحراف،
وتفهم جيدا، بعين الأم الثاقبة، أن وسائل الاتصال الحديثة هي سلاح ذو حدين، يمكننا
به الوصول إلى أرفع المعارف وأسمى درجات الروحانية، ويمكننا الوصول من خلالها إلى
أقاصي درجات الفجور والانحراف. ولدراسة الموضوع بطريقة عميقة سنقسم دراستنا إلى:
أولا: قواعد أساسية؛
ثانيا: أفكار يجب التحرر منها؛
ثالثا: بعض النصائح والتدريبات العملية؛
رابعا: سنعرض قصة فتاة سقطت في إدمان المواقع
الإباحية ثم تحررت
أولا: قواعد أساسية:
1- لا للإدانة أو المدح: لا يمكننا أن ننظر
لموضوع الإباحية ووسائل الإعلام من منظار الإدانة أو المدح، فهي حقيقة كائنة، الأمر
يكمن في كيفية استخدامنا لها. والقاعدة الأساسية هنا هي كلمات القديس بولس الرسول:
"كل شيء يحل لي ولكن ليس كل شيء نافع"، بالتالي سنحاول دراسة هذا الموضوع بعيدا عن
"الاكلشيهات المحفوظة" أو النظرة الدينية البحتة أو مجرد تكرار الآيات الكتابية،
فالنهج الأمثل هو نهج التحليل والتساؤل، لا الحرم والتلقين.
2- لا للهرب أو التهرب: لم يعد التهرب أو
التخفي أو إصدار الأحكام الجاهز يفيد في شيء، يجب علينا تعلم ثقافة المواجهة
والمناقشة والتحليل والعلاج وعدم الخوف، فيجب طرح الخوف والخجل بعيدا فأفضل طرق
العلاج هي "الصراحة والوضوح"، لا لأن عصر الخجل قد انتهى، كما يدعي البعض، ولكن
لأننا يجب أن نكون أولا ثقافة التفكير والتحليل، وهذا عنصر "جيد" تعلمنا إياه وسائل
الإعلام الحديثة.
3- إن لم تصعد فأنت تهبط: يجب التيقن من أن
الصعود صعب والهبوط سهل، فالتخلص من بعض العادات المرضية والممرضة (أي المسببة
للأمراض) هو أمر طويل وأحيانا شاق، ويحتاج إلى إرادة حقيقية وصبر ورغبة صادقة.
4- لا مرض بلا علاج: فلا يجب السقوط في فخ
اليأس أبدا، وكأن ما أمر به أنا لا علاج لها، ولم تصلح في علاجه كل محاولاتي
السابقة، فاليأس هو مفتاح الشيطان الأول وهو حيلته الناجحة وضربته القاتلة في صراعه
مع أولاد الله.
5- ضرورة تدريب النفس: إن مفتاح الحكم على
مشاهدة أو عدم مشاهدة هذه المواقع الإباحية هو تربية "طهارة العين"، فالعين الطاهرة
هي التي لا تبحث عن الأقذار بل تستطيع أن ترى في السوء خيرا، وترى السماء في
التراب، أم العين الشريرة في تلك العين التي ترى الشر في كل شيء، وترى الجنس حتى في
ابتسامة الأطفال، وترى الشهوة حتى في أقدس اللحظات... فالأمر والعلاج والحل يكمن في
تربية العين، وهذا ما سوف نتعرض لها بالتفصيل لاحقاً. (والسيد المسيح يعلمنا أن
العين سراج الجسد كله، ويعلمنا أين أن من نظر إلى امرأة واشتهاها في قلبه فقد زنى
بها- أهمية النظرة).
ثانيا: أفكار يجب التحرر منها:
1 - الجنس نجاسة وفسق: كفانا خداعا لأنفسنا
فالجنس ليس خطيئة ولا نجاسة متى اقترن بالحب وبالروح، وهو نجاسة ورذيلة فقط إذا
اقترن بالشهوة والغرائز الحيوانية (الموجودة داخلنا). فيمكنني أن أرى في المرأة
جمال الخالق ويمكنني أن أرى فيها مجرد جسدا لإشباع رغباتي، يمكنني أن أرى في الرجل
سندا وعضدا أو مجرد وسيلة للتسلية وللعب... فالشهوة هي التي تقود إلى الخطيئة وهي
التي تحدد حكمي على نفسي وعلى مستوايَّ الإنساني ونضجي الروحي.... فليس المهم فقط
إلى ماذا أنظر ولكن كيف أنظر؟ فالحل لا يكمن في تغطية النساء وإغلاق القنوات
الإباحية واعتقال فتيات/فتيان الليل، بل في تغطية عيني بلباس النضج، وإغلاق قنوات
الإثارة في داخلي، واعتقال رغبتي السرية في الفجور.
فالجنس هو نعمة الله على البشر، والتي من
خلالها يشاركونه الخليقة، ومن خلاله يختبرون، في المحبة الحقيقة، كجزء من السعادة
السمائية، حيث "خبرة الوحدة التامة" بلا نهاية. ونقصد بالوحدة التامة العودة حياة
البرارة الأولى حيث لا شيء يعكر أو يدنس علاقة الرجل بالمرأة لأن لا شيء يعكر
علاقتهما بالله. فالخطيئة هي اختبار "التمزق" والنعمة هي اختبار "الانسجام
والوحدة".
2- الجنس مرض الرجال فقط: يعتقد البعض خطأً
أن الإباحية والجنس والعنف هي مواضيع تخص الرجال فقط، وهذا أمر غير صحيح، فحتى لو
كانت ثقافتنا الشرقية تمنح الرجل مساحة أكبر من الحرية وتسمح له أحيانا أن يعبر عما
يشعر، وأن يتصرف كيفما يريد، لاسيما إن كانت تصرفاته لا تسبب إزعاجاً لأحد، إلا أن
قصر المشكلة الجنسية على الرجال فقط هو أمر خاطئ جملة وتفصيلا. فالجنس هو جزء أصيل
من الوجود البشري وهو يخص الرجل بقدر ما يخص المرأة، ويهم كليهما بنفس الطريقة
والأهمية. لدرجة أن المشاكل التي يعاني منها الرجال هي في الغالب نفس المشاكل التي
تعاني منها النساء، والتجارب التي يُحَارب بها الرجال هي نفسها التي تُحَارب بها
النساء، لأن موضوع الجنس عند الرجل هو "المرأة" وموضوع الجنس عند المرأة هو
"الرجل".
3- الحلال والحرام: يقوم مفهوم الحلال
والحرام على عقلية ضيقة تريد أن تتصرف بطريقة "حسابية/فريسية" أي بمعاملة الله
وكأنه "كاتب المحكمة" الذي يسجل الحسنات والسيئات ويمسك بيديه الميزان... وهنا نؤكد
أن هذه الأفكار غير مسيحية، قد تعلمناها للآسف من الثقافة المحيطة بنا، فأصبحت
جزءاً من تركيبتنا الثقافية والدينية، وأصبحنا نعيشها وكأنها جزء أصيل من
"إيماننا"ولا نقف حتى أمامها لنتساءل... وبما أن أخطر أنواع الأمراض هي تلك التي
تصيبنا ولا نعرف بوجودها، لأنها أحيانا لا تسبب آلاماً مباشرة، فتنخر فينا وتحطمنا
ولا ندري بها إلا عندما يكون الوقت قد مضى ولا يمكننا معالجتها، فمرض الحلال
والحرام هو واحد من تلك الأمراض المستعصية التي تضرب في كياننا المسيحي وتجعلنا
ننظر إلى كل شيء بطريقة حسابية، متناسين أن المسيحية هي دعوة للحرية: "لقد دعيتم
إلى الحرية" كما يؤكد القديس بولس، هي الإيمان بأن "ليس كل ما يدخل الفم ينجسه بل
ما يخرج منه"، هي دعوة لغسل الوجه لكي لا نظهر للناس أننا صائمون، هي التأكيد على
أن يدنا اليسرى لا تجب أن تعرف ما نقدمه باليمنى... هي اليقين بأن الشرائع
والقوانين خلقت للإنسان وليس العكس، هي قبل كل الشيء الارتفاع بالقلب إلى محبة الله
والقريب: "أحبب وافعل ما تشاء" لأنك إن أحببت حقا لن تفعل إلا الصواب.
وهنا ادعو إلى الكف عن التساؤل: "هل هذا حلال
أم حرام؟" ولنتعلم أن نسأل أولا: "هل هذا نافع للبنان أم ضار؟، هل هذا الشيء أو هذا
التصرف يزيدني نضجا وارتفاعا أم يحط بي ويقلل قيمتي أمام نفسي وأمام الله وأمام
الآخرين؟". فما أسهل عمل قائمة بالمحرمات والمحللات ولكن إيماننا يطالبنا أولا وقبل
كل شيء ببناء ضميرنا ليصبح هو الحكم الذي تضيئه شريعة الله والقائد الذي يرانا حيث
لا يرانا أحد. "كل شيء يحل لي ولكن ليس كل شيء ينفع، كل شيء يحل لي ولكني لن ادع
شيئا يتسلط علي. الطعام للبطن والبطن للطعام والله سيبيد هذا وذاك. أما الجسد فليس
للزنى بل هو للرب والرب للجسد. وان الله الذي أقام الرب سيقيمنا نحن أيضا بقدرته
أمين" (ا كو 6 : 12 ـ 14)
4- التساهلية: من أخطر الأمراض الروحية التي
تصيبنا هي "التساهُلية" أي قول: "طنش، هو يعني أين المشكلة، يعني هو أنا أحسن من
غيري"... فالمجرب يعمل دائما على تبسيط الأمور أمامنا كما فعل في القديم مع حواء،
يقول الكتاب: "وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله. فقالت
للمرأة: أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟" (تك 1:3). كما فعل مع السيد
المسيح في الثلاث تجارب: "إن كنت ابن الله فحول الحجر إلى خبز (فما المشكلة؟)"، "إن
كنت ابن الله القي بنفسك فالملائكة تحملك (فما المشكلة؟)، إن كنت ابن الله اسجد لي
وسأعطيك كل ممالك الأرض (فما المشكلة؟). وهذا يعلمنا أن التجارب دائما تأتي بطريقة
"منطقية" وتحت شعار: "وأيه يعني، أجرب، فما المشكلة"...وهنا يجب أن نتعلم من المسيح
أن الأسلوب الوحيد الناجح للتغلب على التجربة هو "عدم الحوار مع المجرب"، الهرب منه
لأنك إن حاورته غلبك وإن ناقشته أقنعك وإن تكلمت معه أسقطك... تعلم أن تقول له:
"اذهب عني أيها شيطان"، ولا تحاوره إن كنت تريد الانتصار عليه. حاورت حواء فسقطت
وسقط معها الجنس البشري، رفض المسيح الحوار فانتصر ناصرا معه كل إنسان. ولكن نصرة
لإنسان، أي إنسان، تعتمد على اختياره ومشاركته، المسيح غالبا ما لا يقم الشفاء بل
الدواء لم يريد أ يشقى.
5- التحرر من اتهام الآخرين للتهرب من
المسئولية: التحرر من التحجج بالآخرين، وبالحرية، وبلباس النساء المتبهرجات،
وبتصرفات الشباب المتبجحين، وبشبكة الإنترنت الشيطانية، وبأصدقاء السوء، وبضغوط
الحياة، والبطالة عن العمل... كفاك تحججاً بالظروف الخارجية، التي وبرغم أهميتها،
لا تسلبك حريتك، بدون إرادتك. فنحن غالباً ما نتخلى عن حريتنا تهربا من المسئولية،
ثم نبكي العبودية (كالابن الضال). فما أغرب الحرية البشرية: أنت حر لدرجة أنه
بإمكانك التخلي حتى عن حريتك. ولهذا يصرخ القديسون: "أيتها الحرية ما أثقلك من
نعمة، وما أخطرك من عطية". أنت حر في قراراتك وفي التزاماتك وفي اختباراتك. أنت حر
في تصفح صفحات الإنترنت الإباحية أم لا، أنت حر في سماع الأحاديث السيئة أو عدم
سماعها، أنت حر في المشاركة في تلك الأحاديث وتلك "الصحبة" أو لا، أنت حر في جعل
نفسك ناضجاً أو في حرمان نفسك من الوصول للنضوج. فالنضج الإنساني هو ثمرة
الاختيارات المسئولة، ومكافأة المجهودات المستمرة، وابن الإرادة القوية. وهنا نؤكد
أن "ثمة فرق شاسع بين الحرية والإباحية، لان الإباحية هي الاستغلال السيئ للحرية،
أما الحرية في المسيح فهي قداسة وسمو وانتصار، ولخطورة الأمر يحذرنا الوحي الإلهي
على فم بولس الرسول من الاستغلال الخاطئ و السيئ للحرية، قائلا: "لا تصيروا الحرية
فرصة للجسد" (غل 5: 13)، وذلك لأنه متى صارت الحرية في حياتنا لحساب الجسد، فحتماً
ستقودنا إلى الانحلال والانحراف عن الحق والوصية المقدسة وتبعية المسيح". لا تفعل
كآدم فتلقي اللوم على حواء، ولا تفعلي كحواء فتلقين اللوم على الحيوانات، فلا حواء
ولا الحيوانات هم السبب في سقوطك بل أنت المسئول.
6- المظهرية: تقوم المظهرية على الرغبة
الطفولية في جعل الآخرين يفهمون أني أفضل مما أنا فعلا، وهذا دليل على أن ثقتي في
ذاتي لا تنبع من ذاتي بل من نظرة الآخرين لي، وهذه الحالة المرضية المنتشرة، للآسف
الشديد، تدفع بالأشخاص لفعل "أي شيء" المهم "ماذا يقول الناس عني". تحرر من هذا
المرض وابنِ ثقتك على نظرتك لذاتك ونظرة الله لك، فهو وحده الذي يعرف حقيقتك مهما
أخفيتها عن الآخرين، وهو وحده يحبك كما أنت لأنك خليقته. لا تسقط في هذا البئر الذي
لا نهاية له وتذكر قصة (جحا والحمار) فالبشر يصعب إرضائهم وكلما قدمت لهم كلما
طلبوا المزيد. فيجب أن تهتم بمظهرك وبسمعتك وبنظرة الناس لك ولكن لا تجعل من هذا
الأمر الأهم في حياتك. فما أمر وأثقل من الحب والاحترام الذي نحصل عليه عن طريق
خداع الناس، وما أعزب وأرق من الحب والاحترام اللذان نحصل عليهما كثمرة لاحترامنا
لذواتنا وللآخرين.
7- الخفاء والعلانية: يظن كثيرون أن الخطيئة
تصبح خطيئة عندما يعرفها الآخرين، فكل الأشياء والأفعال التي نقوم بها هي مقبولة
ولا تسبب لنا أي إزعاج ضميري عندما لا يعرف بها أحد. وهذا أكبر دليل على وجود نوع
من "انفصام شخصية" نحياه كثمرة لثقافتنا التي تعلمنا أن العيب يصبح عيبا عندما
يعرفه الآخرين، وهذا بالطبع مقياس حقير ودليل أكد على شخصية كاذبة ومنافقة تحيى
وراء الأقنعة. وهنا نؤكد أن السيد المسيح لم يكن "عنيفا" مع أحد بقدر ما كان مع
الكتبة والفرسيين الذي يحيون هذه الازدواجية الإيمانية، فلا يدخلون ولا يدعون
الداخلين يدخلون، يحرّمون البعوضة ويبلعون الجمل... ويمكننا القول إن أكثر الأشياء
المقززة لله هي الازدواجية الحياتية، فالله يعرف عنا كل شيء لأنه "فاحص القلوب
والكلى"، فقد نخدع حتى أقرب الناس لنا ونظهر لهم أننا شرفاء وعفيفين ونزهاء ولكننا
لا يمكن أن نخدع الله أو ضمائرنا إن كانت مازالت حية. فتحرر من كل الأشياء والأعمال
التي تفعلها في الخفاء وتأكد من أن هذا سيكون بداية طريق النضج الحقيقي، وبداية
البركة في حياتك. تحرر من الأقنعة إن أردت أن تحيا كإبن للنور.
8- الإدمان: تقول الدكتورة فيولا موريس في
مقالها عن: "العلاقات الزوجية ...والأفلام الإباحية": أن الإدمان يحدث تدريجياً فهو
يبدأ بنوع من حب الاستطلاع وذلك للتعرف على عالم الجنس وما يقدمه من صور ومناظر
مليئة بالإثارة. ومع الوقت لا يستطيع الشخص مقاومته فيفقد القدرة علي السيطرة على
منع نفسه من مشاهدة هذه المواقع، إذ يدخل الشخص في مجال مختلف يشعر وكأن هناك سيطرة
حدثت له أمام النت، وقد وصف بعض الأشخاص أنفسهم بأنه حدث لهم نوع من الاندماج أو
التوحد مع أفلام البورنو، وكـأن الجسد انفصل عن العقل وأن شيئاً ما حدث لجسدهم عند
مشاهدتهم لهذه الصور والمناظر، وأحياناً يشعرون بنار قوية تشتعل في جسدهم إذ تتلاحق
في ذهنهم كل الخيالات التي يشاهدونها فيحدث لهم نوع من الوسواس الذهني المتلاحق فلا
يدور في ذهنهم إلا الجنس وهكذا يصبحوا أسرى للجنس. وفي الواقع فإن الحواس والتي هي
مداخل ندرك بها العالم الخارجي ترسل رسالة للمخ تتحول بدورها إلي شفرة كيميائية،
هذه الشفرة تحدث انطباعاً علي خلايا الذاكرة، وإن هذه البصمة المتكررة تجعل المخ
يرسل للأعضاء الجنسية الصور المرئية، ومن هنا تبدأ محورية الجنس. كما أن تكرار
مشاهدة مثل هذه الأفلام يحدث نوعاً من المردود المتناقض، بمعنى أن يقع الشخص في
الحاجة الماسة إلي المزيد من هذه المناظر، ويظل في حالة عدم إشباع مستمر، وهكذا
يسقط في دائرة مفرغة من رؤية المناظر وعدم الإشباع ومزيد من الرؤية، وهكذا.
وتشرح الدكتورة فيولا الآثار النفسية لهذا الإدمان:
هناك عدة تأثيرات نفسية مدمرة نتيجة مشاهدة هذه الأفلام ومن أهمها هو عدم احترام
الشخص لذاته، فهو يشعر بتأنيب الضمير المستمر، وقد يؤدي ذلك إلي احتقار الشخص
لنفسه، وهو ما يصيبه بالشعور بالذنب وهو من المشاعر السلبية المدمرة. كما أن عدم
قدرة الشخص علي ضبط النفس يؤدي به إلي الشعور بالضعف وعدم الثقة وعدم القدرة علي
السيطرة علي حياته بالكامل، سواء من حيث دقته أو أفكاره التي تلوثت بمثل هذه الصور
التي طبعت علي ذاكرته. وقد قال أحد الشباب أنه بسبب إدمانه للبورنو أصبح يرى كل
الفتيات وكأنهن عراة تماماً أو كأنه يشاهدهن وهم تحت أشعة الـ X Ray بما فيهم أمه
وإخوته، وهذا الأمر يسبب له ألماً نفسياً بالغاً.
من الإثارة المدمرة أيضاً لمثل هذا النوع من
الإدمان عزلة الشخص الاجتماعية وفقدانه القدرة علي التواصل مع الآخرين حيث يستغرق
النت أغلب وقته. وقد لا يكتفي الشخص بالمشاهدة لكنه يندفع نحو ممارسات فعلية مما
يوقعه في براثن الإدمان الجنسي وبذلك يعطي مكاناً لعدو الخير، وقد يصبح قيداً علي
حياته بالإضافة لأنه طريق الدمار للجسد، كما اكتُشف أن أغلب مشاهدي البورنو لديهم
عنف شديد تجاه المرأة وتجاه الأطفال أيضاً.
ثالثاً: نصائح عملية- تدريبات مهمة:
1- طهارة العين: هناك أشياء عندما نصنعها
تقربنا من طبيعتنا الإلهية وتجعلنا نلامس السماء وأشياء أخرى عندما نفعلها تخرج
الطبيعة الحيوانية التي فينا وتجعلنا نلامس الأرض ونشتهي أكل الخرنوب الذي تأكله
الخنزير (قارن لو 15/16). ربِّ عينك على النظر بطهارة للمرأة وللرجل واخلع عنك
العين الشهوانية التي ترى النجاسة والشهوة حتى في أطهر وأقدس الأشياء. تربية العين
يعني تربية الفكر، فالإنسان ابن أفكاره: إن فكر بطريقة ايجابية عاش بطريقة إيجابية،
وإن فكر بطريقة شريرة عاش كذلك. فعلمّ ذاتك، عن طريق إرادتك، أن تقول لنفسك: "لماذا
أنظر لها أو له هكذا، هل كنت أحب أن يُنظر لي بهذه الطريقة"، واخجل من نظراتك
الشريرة وقل لنفسك لن انظر هكذا أبدا في المستقبل... الأمر يحتاج لتدريب ولوقت
ولكنه ممكنا.
2- عدم الخوف: لا تخف من التكلم مع شخص تثق
فيه أو مع أب اعترافك، لأنك غالبا لن تخرج مما تمر به من مشاعر وتخبط ما لم يساعدك
مَنْ هو أكثر خبرة منك. وهنا تظهر أيضا أهمية الأصدقاء من حيث أنهم يؤثرون كثيرا في
رؤيتنا للأشياء وللأشخاص: تحرر من الصديق الذي يشدك للأسفل وحافظ على الصديق الذي
يرفعك للأعلى. لا تخف إذا لأن الخوف هو إحدى أهم حيل المجرب لأبعادك عن نور الحرية
والشفاء.
3- عدم التأجيل: من الحيل الأخرى التي
نستخدمها مع أنفسنا هي "التأجيل" فنحن نعرف أنه لا يمكن الاستمرار كذلك ولكننا نضحك
على أنفسنا بقول: "سأتغير غدا": غدا سأعترف، غدا سأصلي، غدا سأبدأ في التحرر من
عاداتي السيئة ومن أصدقائي، غدا سأحذف الأفلام والقنوات الإباحية التي لديَّ غدا،
غدا... ذالك الغد الذي لا يأتي بداً... فالأمر في غاية البساطة: التأجيل يعني زيف
الرغبة، والانطلاق المباشر بدون تأجيل أو تحجج هو بداية العلاج والتحرر. فهل تريد
أن تتغير فعلا: أبدأ الآن...
4- عدم الإهمال: كل الأمراض الروحية العظمى
تبدأ صغيره وتافهة، فالمجرب يطلب منا في البداية أشياء تافهة ليقودنا رويدا رويا
إلى ارتكاب الفظائع، ولهذا يجب "اليقظة" الدائمة والكف عن الظن بأن الأشياء الصغيرة
ليست لها قيمة، فرؤية صورة إباحية هو بداية طريق العبودية الجنسية، ولا تنسى أن
أكبر الجرائم والخطايا بدأ بفكرة صغيرة. وبالتالي فكن يقظا وساهرا ولا تنسى أو وصية
السيد المسيح لنا هي: "اسهروا وصلوا" فالإهمال والتراخي هما بداية السقوط والتهاوي.
لا تترك نفسك لأن الأمر يبدأ بجرعات صغيرة كالإدمان ومع الوقت يتحول إلى "مرض"
يزداد كل يوم ضراوة وجشاعة.
5- عدم اليأس: لا تيأس أبدا فطريق الألف ميل
يبدأ بخطوة واحدة، ومهما كانت النتائج عليك بالاستمرار، فالله لا ينظر إلى النتائج
بقدر نظرته على المجهود المبذول والإخلاص في ذالك المجهود. اليأس سيدفعك للسقوط
أكثر وأكثر وبالتالي سيجعل قيامك أصعب وأشق، أما الرجاء فسيدفعك إلى الثقة في نفسك
وفي الله الذي يبارك في كل مجهود مخلص، والذي "يجازيك علانية" عما قمت به في
الخفاء.
6- عدم علاج النتائج بل الأسباب: من الغباء
معالجة النتائج وترك الأسباب، وبالتالي فعليك التحرر الكامل من كل المواقع والقنوات
والأفلام الإباحية إن أردت أن تتحرر فعلا من نتائجهم السلبية في حياتك. فلا تخدع
نفسك قائلا: "لن امسحهم ولكني لن أشاهدهم"، لأن الحقيقة هي أنك إن لم تقم بمسح كل
المواد الإباحية فهذا دليل على عدم رغبتك الحقيقية في "التحرر"، وبالتالي في
النهوض. تعلم لهذا أن تهرب من "أسباب الخطيئة" فالخطيئة هي ثمرة لمسيرة من التراخي،
والتحاور مع المجرب. قاوم الأسباب ولا تقاوم النتائج... فإن كان وجودك في مكان
معين، أو مع أشخاص معينه، أم أمام صور أو مناظر معينة يجعلك تسقط فقد حان الوقت لأن
تتحرر منهم إن كنت تريد حقا عدم السقوط.
8- التأثر السلبي: لا أحد محصن ضد التأثر
بهذه المواد، ولا أحد يجب أن يخدع نفسه قائلا: "أنا لا أتأثر"، فالمواد الإباحية
كالتدخين السلبي، فحتى إن لم أكن امتلكها ولكني أسمح لنفسي برؤيتها عند أصدقائي، أو
بأي طرق أخرى، فالنتيجة لا تتغير. ومن ثم يجب الابتعاد الجذري والكلي عن "أصدقاء
السوء" الذين يقودونا شيئا فشيئا، وأحيانا باسم الخوف علينا، إلى الهلاك. فكلما
تستمع لأحاديث رخيصة أو تشاهد مناظر إباحية، كلما ذاد في داخلك المخزون "الإباحة"
وبالتالي تقلُّ مقاومتك ، وهنا أؤكد: لا تملئ عقلك الباطن بالخلاعة والفسوق لأنه
سيقودك لها شئت أم أبيت.
رابعا : قصة فتاة سقطت في إدمان المواقع
الإباحية ثم تحررت.
فتاة تروي قصة إدمانها على مشاهدة الأفلام
الإباحية: اسمي " نرمين" أبلغ من العمر18 عاماً، ذات طبيعة مستقلة وأحياناً خجولة،
نشأت وترعرعت داخل الكنيسة، وعندما دعاني فريق الترنيم المشكل حديثاً للعزف معه
وجدت مكاني في الكنيسة وكانت الأمور جيدة إلا أنني كنت أشعر بفراغ في حياتي. بعد
ذلك في المدرسة الثانوية بدأ الفراغ بالازدياد وبدأ الفضول يأخذني للتعرف على أشياء
جديدة علها تملأ الفراغ في حياتي فبدأت بأشياء بسيطة لمحاولة إشباع نفسي فقمت بسرقة
بعض السجائر من عمي ولكن هذا لم يجدِ فالفراغ ما زال موجوداً.. لكنني لم استسلم
فقلت لنفسي " أنا قوية كالفولاذ وبإمكاني الحصول على ما أريده"... كانت لدي مهارة
في استخدام الحاسوب و كنت أستطيع عمل أشياء ليست عادية والدخول إلى مواقع على
الإنترنت التي يصعب الوصول إليها، وأخيراً وجدت ما كنت أبحث عنه طوال الوقت وحصلت
على الشيء الذي أردته "الأفلام الجنسية الإباحية". لم يكن هذا الشيء الذي اعتبره
الآن "مرضاً" بديلاً عن الجنس في حياتي - فقد كنت وما زلت عذراء للآن - ولكنه
ببساطة كان شيئاً لملئ الفراغ في حياتي، فعندما أحزن أو أنزعج أو أمر بأوقات سيئة
كل ما كنت أفعله هو الذهاب إلى غرفتي وإغلاق الباب، ومشاهدة الأفلام والمشاهد
الإباحية وبعد ذلك أشعر بالراحة، وقد كنت أفعل ذلك كلما أردت فهي مجانية ولا تؤذي
أحداً ولا أحد يعلم ماذا أفعل. في كل مرة كنت اكتشف أن ما كنت أتلهف لرؤيته يصبح
بعد مدة غير كافٍ فهو كالإدمان على المخدرات الذي يصبح أصعب وأصعب مع مرور الزمن
بحيث يطلب المدمن جرعات زائدة باستمرار، وهذا ما حدث معي فكان علي البحث عن مصادر
أكثر إشباعا ًولم أستطع التوقف إلى أن تدخّل الله.
أنا لا أعرف متى وكيف وأين ولكنني أعلم أنني
نظرت إلى نفسي ذات يوم وأدركت فجأة كم أنني في حالة مزرية وتعيسة وكم تورطت في هذا
الأمر لقد كان والدي مدمن على شرب السجائر وقد تمكن من التخلص من هذا الإدمان و لم
يفعل ذلك بالتدريج بل مرة واحدة، نعم هذا ما علي فعله أدركت أخيراً أن الله هو
الوحيد القادر أن يملأ الفراغ في حياتي فقمت بإلغاء كل ما كان على جهاز الحاسوب، كل
كلمات المرور، جميع الأفلام والصور الإباحية وكل صفحات الإنترنت كل ما يمكن أن
يرجعني إلى هذه الطريق الذي جعلني إنسانة مثيرة للإشمئزاز وذلك لأن الفضول غير
المؤذي تحول عندي وبكل بساطة إلى إدمان.
بعد فترة وجيزة ذهبت لحضور اجتماع ديني
لمؤمنين مسيحيين وقد دهشت فلم أتوقع أن يكون لذلك الاجتماع هذا التأثير المُغيِّر
لحياتي وفي عطلة نهاية ذلك الأسبوع أعدت تكريس حياتي ليسوع المسيح لقد قلت له مرة
أخرى "أريد أن أعيش لك ومن أجلك بالكامل وأريد أن أكون خليقة جديدة أتغير بمحبتك
التي أظهرتها لي يا الله، أنا أعلم أنني فعلت الكثير من الأشياء الخاطئة لكنني أعلم
أنك يا رب خلصتنا برحمتك وليس بسبب أعمالنا". "إذا كان أحد في المسيح فهو خليقة
جديدة: "الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً" 1 كو 5: 17 - "قد صرنا
كلنا كنجس، وكثوب عدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة، و آثامنا كريح تحملنا" (أش
64:6) – "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه – لا بأعمال في بر عملناها نحن. بل
بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 3: 4-5).
منذ ذلك اليوم تعهدت للرب أن أكون له وأن
أفعل ما يريده هو وليس ما يريده العالم مني وأن كل ما أفعله يكون لمجده هو وحده.
المحبة التي اختبرتها ولمستها في ذلك الاجتماع كانت الشيء الذي أسرني وأقنعني
باتخاذ ذلك القرار، أنا اعلم أن الله يحبني ولكن لم أكن أعرف أنه يحبني إلى هذه
الدرجة؛ فقد كنت محاطة بالناس الرائعين من كل جانب وكانوا يخدمونني ويصلون لأجلي
ويعطونني النصائح ويعبرون عن محبتهم الواضحة لي، ولكن لماذا؟ لماذا كل هذه المحبة
وهم غرباء لا يمتون إلي بصلة قرابة.؟ يقول الكتاب المقدس "نحن نحبه لأنه هو أحبنا
أولاً." (1يو 4: 19) هم أحبوني لأن الله أحبهم وقد لمسوا محبة الله لهم، والآن لأني
اختبرت محبة الله لي شخصياً أريد أن أشارك هذه المحبة مع جميع الناس. لم يعد هناك
أي فراغ في حياتي، لا حزن، لا وحده، لا غضب ولا خوف. وفي كل يوم أجد شيئاً جديدأ من
أجله أشكر الله وأحمده، قال أحد الأشخاص في الكتاب المقدس "في منتصف الليل أقوم
لأحمدك" (مزمور 119: 62)، هذا هو ما أشعر به الآن، أريد القيام في منتصف الليل فقط
لأحمد الرب وأعبده واشكره على ما فعله في حياتي من تغيير، وليس هناك من هو أكبر أو
أصغر من أن يتغير فالله قادر أن يغير أي شخص مهما كان عمره " لا يستهن أحد بحداثتك
بل كن قدوة للمؤمنين: في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان في
الطهارة" (1تيموثاوس 4: 12) لا تنتظر حتى تصبح عجوزاً جداً أو أن تكون طفلاً صغيراً
حتى تدعو الله ليدخل في حياتك، سلم حياتك إلى الله اليوم، سلمها بالكامل، ودعه هو
يتولى أمور حياتك. لن تخسر شيء وستنال حياة أبدية؛ يقول الكتاب المقدس: "لأن أجـرة
الخطيـة هي مـوت، وأمـا هبـة الله فهي حيـاة أبـدية بالمسـيح يسوع ربنا" (رومية 6:
23) اقبل هذا العرض من الله وتعال اليه أنت ملك لله دعه يتولى أمور حياتك فهو يحبك
ويريد الأفضل لك، ولن يتركك ولن ينساك حين يبتعد عنك الأصدقاء ويتخلى عنك الأحباء
لأنه هو الكائن و الذي كان والذي سيأتي.
الخاتمة
أخوتي الأحباء
حاولنا في الصفحات السابقة توضيح الآثار
السلبية لمشاهدة المواد الإباحية والجنسية، ومنها:
- الوصول إلى عدم احترام الذات واحتقارها؛
- الشعور الدائم بالذنب وبالقذارة وبتأنيب
الضمير؛
- فقدان الثقة في الذات وبالآخرين؛
- الإدمان أي العبودية التي تزداد كل يوم؛
- فقدان القدرة على التحكم في التصرفات؛
- الوصول إلى العزلة والانعزال الاجتماعي
والثقافي والإنساني؛
- قتل "صوت الروح" والتحول إلى كائن شهواني
وجسداني لا يفكر سوى في إشباع "الجسد"، الذي لا يشبع أبدا؛
- عدم احترام الآخرين والتعامل معهم وكأنهم
"أشياء" وليسوا "أشخاص"؛
- العنف المتزايد ضد الذات والآخرين، خاصة ضد
المرأة والأطفال، والذي قد يصل إلى الجريمة.
كما أوضحنا بعض طرق العلاج، ومنها:
- التدرب على "طهارة العين"؛
- التحرر الفوري من كل المواد الجنسية وكل
المواقع وكل الأشخاص وكل ما له علاقة بالإباحية والعنف؛
- الانفتاح وعدم الخوف (الاسترشاد)؛
- عدم التأجيل؛ عدم الإهمال؛ عدم اليأس؛
- الحذر من التأثير السلبي؛
- الرجاء في الله الذي فيه تجد النفس كل
فرحها، وبعيدٌ عنه لا تجد سوى الجوع والضياع والفراغ.
والآن يعود
القرار لك، ولا تنس أن الكتاب المقدس يعلمنا: أن الله وضع أمامنا طريق الحياة وطريق
الموت، وطلب منّا أن نختار فإن اخترنا الخير نحيا وإن اخترنا الشر نموت (قارن إر
21: 8؛ تث 30: 15). وبالتالي "لا حجة لك أيها الإنسان" لأن أسوأ شيء هو أن يموت
الإنسان وهو مازال على قيد الحياة، عندما يخنق بداخله الروح، ولهذا يقول الكتاب
المقدس عن الأشرار: "يختار الموت عن الحياة)"أر 8 : 3( وأيضا " لك اسم أنك حي و أنت
ميت" (رؤ 3 : 1) . |