السامريون
شيعة يهودية ظهرت بعد عودت اليهود من السبي في القرن الثامن قبل المسيح. هم يهود
ومستوطنون من بابل والعربية وحماة أتى بهم الملك الاشوري الى فلسطين. يذكرهم العهد
القديم في سفر الملوك الثاني الاصحاح 17 انه اتى المستوطنون مع عباداتهم للاصنام
واختلطوا مع اليهود بالديانة والزواج. لكن بتعليم لاويين عادوا من السبي خبت عبادة
الاصنام ونشأت الديانة السامرية. بقيت الحال كما هي حتى سقوط اورشليم سنة 586. لما
عاد اليهود من السبي اراد السامرون الاشتراك معهم في بناء هيكل اورشليم فرفض اليهود
وغضب السامريون. تكررت حوادث العداء بين اليهود والسامريين كما نجد في سفر عزرا 4
ونحميا 4 وتكرّست القطيعة التامة بين شعبين يقرّب بينهما الجوار والديانة.
يسكن السامريون في وسط فلسطين شمالي اورشليم وجنوبي
الجليل. مدنهم السامرة وشكيم اي نابلس الحالية. كان اليهود يتجنبون المرور في شكيم
ويسيرون في طريق جانبية لئلا يلتقوا السامريين (متى 10: 5-6). تقع بئر يعقوب على
تقاطع طرق. يقع جبل جرزيم جنوبي غربي البئر وتمتد مزروعات القمح شرقا في وادٍ خصيب.
اساس ديانة السامريين التوراة اي الكتب الموسوية الخمسة اي التي كتبها موسى وهي
الاسفار الخمسة الاولى في الكتاب المقدس: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد وتثنية
الاشتراع. تختلف الوصايا العشر عندهم عن وصايا اليهود لانهم جمعوا الوصيتين الاولى
والثانية (انا الرب الهك، لا يكون لك آلهة غيري، لا تصنع لك تمثالا) وزادوا وصية عن
قداسة جبل جرزيم (تثنية 11: 29 و 17: 12) ولا يقبلون كتب العهد القديم الاخرى التي
كتبت بعد العودة من السبي. لايعتبرون نبيا الا موسى. يقول السامريون انهم من نسل
اسرائيل القديم اي سكان مملكة الشمال وعاصمتها السامرة؛ وان اصل تقاليدهم الدينية
يرجع الى يشوع، وان كتابهم المقدس المكتوب بالاحرف العبرية القديمة يعود الى ايام
غزو بلاد كنعان.
تتركز عبادتهم في جبل جرزيم حيث كلّم الله الشعب
وقال لهم انه بعد عبور الاردن عند وصولهم الى ارض الميعاد عليهم ان يبنوا مذبحا من
حجر على جبل عيبال ليقدموا عليه الذبائح المحرقة (تثنية 27:4). في التوراة السامرية
استبدل اسم عيبال باسم جرزيم لانه قيل في تثنية 11: 29 "اجعل البركة على جبل جرزيم
واللعنة على جبل عيبال".
بنى السامريون هيكلهم على جبل جرزيم سنة 333 ق.م.
لما استولى يوحنا هيركانوس ملك الاسمونيين على شكيم وجرزيم سنة 128 ق.م. خرب الهيكل
بعد بنائه بمئتي سنة. يقال انه اعيد بناؤه بموافقة الرومان بعد ثورة بار كوخبا. ظل
السامريون يقدمون ذبائحهم على جبل جرزيم حتى بعد هدم الهيكل. يصعد السامريون الى
الجبل ثلاث مرات بالسنة ليعيدوا الفصح وعيد الاسابيع وعيد المظال ويقدمون في الفصح
ذبائح دموية. يؤمنون ايضا بالقيامة وينتظرون المسيح كما قالت المرأة السامرية ليسوع
قرب البئر.
واليهود يعتبرون كل سامري نجسا هو وطعامه وعبادته
حتى ان لفظ كلمة سامري ينجس اليهود. ذلك ان العرق اليهودي فيهم اختلط بغير اليهود.
يتجنبونهم ولا يكلمونهم ولا يمرّون عندهم.
هكذا كانت الحل في ايام يسوع. يذكر العهد الجديد
السامريين في عدة مقاطع: يظهرون كجماعة منبوذة لا يخالطهم احد من اليهود. بل كانوا
يتجنبون المرور في السامرة اثناء السفر من الجليل واورشليم للاحتفال بالاعياد. لكن
يسوع خالف هذه القاعدة لما التقى المرأة السامرية. وكان السامريون قد رفضوا استقبال
يسوع في قرية لهم "لانه كان متجها الى اورشليم" (لوقا 9: 52). وعيّر اليهود يسوع
انه سامري وبه شيطان (يوحنا 8).
نجد ايضا في العهد الجديد خاصة في انجيل لوقا
حادثتين يظهر فيهما السامريون اصحاب رأفة ومحبة وشكر: السامري الشفوق (لوقا 10)
الذي اعتنى بجريح اهمله الكاهن واللاوي – والسامري الشفوق صورة يسوع عند آباء
الكنيسة - وشفاء البرص (لوقا 17) – الابرص الذي شفاه يسوع وعاد وحده ليشكره دون
التسعة الاخرين كان سامريا.
قَبِلَ السامريون الايمان المسيحي واعتمدوا
على يد فيلبس (اعمال الرسل 8).
استمر
السامريون في فلسطين الوسطى مصيرهم مصير اليهود، يتضاءل عددهم وهم اليوم بضع مئات
في نابلس. يزورهم السواح ويحضروا احتفالاتهم الدينية ويشاهدوا التوراة السامرية. |