من السهل
تحليل كل المشاكل في العالم، وإمعان النظر فيها والتحدث عنها، فما أكثر الشاكين،
والناقدين، والأنبياء الأدعياء، والموجهين الجالسين على مقاعد مريحة! ولكننا جميعاً
في حاجة إلى أناس لا يكتفون فقط بمناقشة الموقف، بل إلى أناس يعملون شيئاً
لمعالجتهه. ومن احدى احسانات الله للبشرية، انه غالبا ما يعمل من خلال شعبه لانجاز
مهام تبدو مستحيلة. وكثيرا ما يشكل بعض الاشخاص من خلال صفات شخصية وخبرات، وتدريب
ليعدّهم لغرضه. دون أن تكون لدى ذلك الشخص عادةً أية فكرة عما أعدّه الله له.
كان
"نَحَمْيا" احد اولئك الاشخاص، فلقد أعده الله ووضعه في مركزه ليستخدمه في انجاز
احدى المهام المستحيلة في الكتاب المقدس. فلم يكتفي بمناقشة الموقف حينها ولكنه
سارع لمعالجته.
وتبدأ القصة
بحديث نحميا إلى أحد أقربائه الذي أقبل اليه، برفقة بعض رجال قادمين من يهوذا،
والذين أخبروه أن أسوار أورشليم منهدمة وأبوابها محروقة بالنار (نح 3,2:1)، حيث انه
وقبل ذلك بنحو تسعين سنة، قام زربابل باعادة بناء الهيكل، وقد مضت عشر سنوات منذ
عودة عزرا والذي ساعد الشعب في حاجاتهم الروحية في اورشليم، الا ان الاسوار ظلت
منهدمة طيلة سبعين سنة تالية بعد اكمال بناء الهيكل في عام (516) ق.م. وبالطبع كانت
اخبار مؤلمة بالنسبة لنحميا. فقد حزن حزنا عميقا لحالة أورشليم، عاكسا ذلك في قوله
"فلما سمعت هذه الأخبار جلستُ وبكيتُ ونحتُ أياماً، وصمت وصليت أمام إله السماء"
(نح4:1). ولكنه عوضاً عن التخبط في رثاء الذات والحزن، شرع في العمل. فأصبحت إعادة
بناء تلك الأسوار، هي الشغل الشاغل لنحميا. نظرا لاهميتها، فقد كانت تمثل القوة
والحماية والجمال لمدينة أورشليم، كما كانت الحاجة اليها ماسة جدّاً لحماية الهيكل
من الهجوم عليه، ولضمان استمرار العبادة ، وبدون السور لا يمكن أن تُحسب أورشليم
مدينة.
كان نحميا
رجلاً عادياً في موقع فريد، حيث كان يشغل مركزاً مرموقاً من مراكز المسئولية في
الحكومة الفارسية، كان آمناً وناجحا باعتباره ساقيا لأرتحشتا "ملك فارس". لم تكن له
إلاّ سلطة ضئيلة، ولكن كان له نفوذ قوي، فكان الملك يثق فيه، كما كان أيضاً رجل
الله يهتم بمصير أورشليم. فقد شعر بان وقت الحاجة اليه قد حان، وعرف من خلال قلبه
النقي وتحدثه الى الله، بان رسالته الحقيقية أعظم من أن يكون ساقيًا ومشيراً خاصاً
لأعظم ملك في ذلك الحين، فهو مدعو لكي يتمم عملاً فوق كل قدراته ومواهبه
وإمكانياته، ذلك العمل هو تحريك اليهود لإعادة بناء أسوار أورشليم، وإعادة بناء
المجتمع نفسه. إنه مدعو لتحقيق مهمة تبدو مستحيلة تمامًا!. فبدأت تتشكل خطة في
فكره عن دوره في اعادة بناء تلك الاسوار، وبالتالي فعليه التخلّي عن ذلك المركز،
والعودة الى وطن آبائه الممزق، ليقوم بما أراده الله منه، مدركا ًبان الله يستطيع
أن يستخدم ما وهبه له من وزنات لإنجاز العمل. وفي الوقت المناسب وبعد صيام وصلاة،
طلب نحميا من الملك أن يأذن له بالذهاب إلى أورشليم لإعادة بناء الأسوار المنهدمة،
فأعطاه الله نعمة في عيني الملك، ووافق على طلبه (نح 8,1:2). فيترك نحميا
"مختاراً، حيث لم يشغله مركزه، بل ما شغله هو آلام إخوته "كل ما كان يتمتع به من
أمن في بيته، وفي عمله في فارس. ليلبي دعوة الله في مهمة وان بدت "مستحيلة". وما
تلا ذلك فهو تاريخ.
ويرتحل نحميا
إلى أورشليم قائداً للمجموعة الثالثة للعائدين من السبي الى اورشليم عام (445 ق.م)
ومسلحاً برسائل ملكية، فعلم الجميع منذ لحظة وصوله بانه هو المسئول عن العمل. ومن
البداية والى النهاية، صلّى نحميا ملتمساً معونة الله. لم يتردد إطلاقاً في أن يطلب
من الله أن يذكره، خاتماً تاريخه الذاتي بهذه الكلمات "فاذكرني يا إلهي بالخير" (نح
31:13). لكنه لم يكتفي بالصلاة فقد كان رجل عمل وقيادة، فطوال فترة عمله ابدى قدرة
فذّة على القيادة، فقام بالتنظيم والتدبير والإشراف، حيث نظّم الشعب في مجموعات،
مُحدداً لهم قطاعات معينة من السور، ومنظما ًطاقات عملهم ليعرف كل واحدٍ دوره (نح
3). حتى تمت إعادة بناء السور في مدّة قياسية رغم كل المقاومات، التي قام بها حكام
السامرة القريبة ومنهم "سنبلط وطوبيا"، وآخرون محاولين ايقاف العمل بتوجيه الاهانات
والسخرية والتهديدات والتخريب، مما جعل بعض العمال يخافون والبعض يملّون. الا ان
نحميا تمكن من احباط كل تلك المحاولات بالصلاة، والتشجيع، والحراسة المستمرة،
والترابط (نح 4). وحتى بعد ان تثور مشكلة مختلفة داخلية، باستغلال اليهود الأغنياء
ظروف مواطنيهم العاملين، يواجه نحميا المستغلين بظلمهم وجشعهم (نح 5). وعندما يصبح
بناء الأسوار على وشك أن يكمل، يبذل سنبلط وطوبيا وجماعتهما محاولتهم الأخيرة
لإيقاف نحميا، ولكن نحميا يظل ثابتاً، ويكمل السور في اثنين وخمسين يوماً.
يا له من أثر
هائل لمحبة الله وأمانته! والذي من خلاله عرف الأصدقاء، بل وحتى الأعداء الذين
اضطروا للاعتراف، في غيظ وخوف، بان الله كان مع اولئك البنائين، وليس ذلك فقط، بل
عمله ايضا من خلال نحميا لاحداث نهضة روحية بين شعب يهوذا. حيث انه لدى وصول نحميا
الى اورشليم، وجد ماهو أكثر من مجرد أسوار منهدمة، فحياة الناس كانت اكثر دمارا.
فعمل مع "عزرا" الذي كان قد وصل الى اورشليم قادما من بابل قبل نحميا، والذي قاد
المدينة في العبادة وقراءة الكتاب المقدس (نح9,8)، مما ادى الى توبة الشعب وتطهير
حياتهم من الخطية، وتعهدهم بتغيير حياتهم من خلال تاكيد الايمان والنهضة الدينية،
وخدمة الله بامانة (نح 11,10).
قد لاتكون لك
قدرات نحميا الفريدة، أو قد تشعر أنك في موقع لاتستطيع فيه أن تعمل شيئاً لله، لكن
اليك طريقتين تستطيع بهما ان تكون نافعا: أولاً، كن متحدثاً الى الله، رحب به في
أفكارك، شاركه في ذاتك، في اهتماماتك، ومشاعرك، وأحلامك. ثانيا، كن سائراً مع الله،
وحول كل ما تتعلمه من كلمته إلى عمل، فقد يكون لديه عمل "مستحيل" يريد إنجازه من
خلالك.
نقاط القوة والانجازات:
- رجل اخلاق
ومثابرة وصلاة.
- مخطط ومنظم
ومحرك ماهر.
- تمت اعادة
بناء السور حول أورشليم تحت قيادته في 52 يوما.
- قاد الامة،
وهو القائد السياسي، الى اصلاح ديني ونهضة روحية.
- كان هادئاً
أمام المقاومة.
- كان قادراً
على أن يكون أمينا في حزمه مع الشعب عندما يخطئون.
دروس من حياته
- إن الخطوة
الأولى في أي عمل هي الصلاة: في كل العصور، يحتاج شعب الله إلى من يصلي لأجله. وكان
نحميا رجل صلاة وذلك كان سرّ نجاحه، ليس لأنه عرف ما يصلي لأجله فحسب، وإنما لأنه
حمل اهتماما شخصيا لشعبه الذي انحل روحيًا، وشعر بالدعوة لخدمته فكان يحمل بالحب
أثقال الشعب في قلبه، ليلقي بها عند قدمي الله. وبالرغم من ان حياته كانت في القصر،
لكن قلبه كان مع شعبه المتألم، فما كان يشغله بالأكثر ليس بناء سور حجري وإقامة
أبواب ومتاريس، بل بناء شعب الله وإحياءهم من حالة الموت التي حطمتهم تمامًا! فهو
لم يفصل بين خير الشعب وخير المدينة وحالها، فالاثنان هما جانبان لحقيقة واحدة.
لذا حين سمع نحميا بحال أورشليم واكتشف خطورة الأمر، ووسط الشعور بالعجز التام،
وضع على عاتقه أن يتعهده، لا بالجدال والحوار، ولا بالاعتزاز بقدرته وحكمته، وإنما
بتقديمه لله الذي من اختصاصه حلّ المعضلات! كان موقف نحميا واضحًا أمام نفسه، فإنه
لم يرد الدخول في معاركٍ، ولا أن يضع خططًا معينة، بل يقدم الأمر بقلبٍ منكسرٍ أمام
الله، فهو يعلم أن الله قريب من منكسري القلوب. فجلس مع نفسه وناح وصام وصلى لله،
مقدما لنا نموذجًا رائعًا لحياة الصلاة ومعلنا المفهوم الحقيقي لها في ظروف قاسية:
فيفتتح صلاته بالاعتراف بخطايا الشعب كله، حاسبًا نفسه عضوًا في الشعب، مشتركًا
معهم في خطاياهم. يذّكّر الله بوعوده الإلهية، ويختتمها بطلبة شخصية أن يعطيه الرب
نعمة في عيني الملك، لا لأجل نفع خاص به، وإنما لمجد الله وبنيان الشعب (11,5:1).
اضافة الى صلواته لمدة طويلة من أجل الضيقة التي حلت بشعب الله، كان يمارس صلوات
قصيرة وآنية بثقة طوال اليوم في كل وقت وتحت كل ظرف يمر فيه، وردّاً على كل ما كان
يواجهه من صعوبات ومقاومة (نح 31,29,22,14:13 ; 9:6 ; 19:5 ; 9,5:4 ; 4:2)... وما
احوج كنيسة المسيح في كل وقت وكل مكان الى مؤمنين من أمثال نحميا، يشعرون بألم
أعضائها ويتألمون لألمهم، ويعرفون كيف يسكبون قلوبهم أمام الله من اجلها، لتتمكن من
مواجهة كل الظروف والاخطار التي تمرّ فيها، فمازالت الصلاة هي قوة الله العظيمة في
حل المشاكل الآن، والصلاة والعمل فعلان لا ينفصلان، فعن طريق الصلاة يرشد الله
استعداداتنا وفريق العمل فينا، والجهود المخلصة لاتمام مشيئته.
- يستطيع
الشعب تحت إرشاد الله أن ينجزوا المهام المستحيلة: عبر كل العصور لا يكف عدو الخير
عن تعيير الله على لسان أتباعه المتكبرين والجهال وعبدة الأصنام، حيث يوجهون
التعيير للمؤمنين. ومع كل عمل صالح من قبل الله نجد مقاومة من قبل عدو الخير،
محاولا تثبيط الهمم وبث روح اليأس، حتى لا يُقْدم المؤمن على العمل، وإن بدأ العمل
ييأس ويتوقف، ذلك ما كان يحدث مع نحميا، ففي كل خطوة كان يتحركها للعمل، يتحرك عدو
الخير أيضًا بوسيلة أو أخرى ليبطل العمل، وكان نحميا على علم بهذه التحركات
المخّربة. ولكن لان مبدأه كان دائما التوجه بالقلب واللسان نحو الله، لطلب مشورته
والعمل لحساب ملكوته، فلم يكن رد فعل نحميا بالهروب من المعركة، أو التوقف عن
العمل، ولم يرد السخرية بالسخرية، ولا النقد بالنقد. لم يمل أذنيه إلى كلمات
الأعداء، ولم يشغل فكر الشعب بمقاومتهم ليردّ الشر بالشر، إنما كان يسندهم للعمل
بقوة وبروح لا تُقهر ملتجئاً الى صاحب الكرم نفسه، ورافعا قلبه إلى إله السماء الذي
دعاه للعمل. إذ حسب نحميا أن هذه الجريمة التي يرتكبها الأعداء ليست ضد المدينة
وسورها وحجارتها، بل ضد الشعب نفسه. فوقف يطلب باسمه وباسم كل العاملين أن يتدخل
الله ليُبطل قوات الظلمة المقاومة للحق الإلهي... وفي جيلنا مثلما في كل جيل، يوجد
من يكرهون شعب الله ويحاولون الوقوف ضد مقاصده، فعندما تحاول القيام بعمل الله، قد
تتعرض للهجوم او المقاومة او السخرية، او قد تتولد هناك ضغوط تدعو الى الاحباط، حتى
يبدوا العمل مستحيلا لايمكن انجازه، والعلاج الوحيد لذلك هو كما فعل نحميا، الاتكال
على الله والنظر الى مواعيده من خلال العمل تحت ارشاده والتغاضي عن الاساءات التي
لامبرر لها، فالثقة من ان الله هو من وراء عملك هو افضل حافز لتقدمك في وجه
المقاومة، والتحدث الى الله بما تشعر به، لكفيل بان يفتح قلبك وفكرك للحصول على
القوة لمواصلة العمل.
- هناك جانبان
للخدمة الحقيقية لله، التحدث اليه، والسير معه: يقدم لنا نحميا صورة حية للإنسان
الذي يمزج حياته العملية بالروحية، فاضافة الى كونه وكما ذكرنا آنفا رجل صلاة يتكل
على الله ويتحدث اليه باستمرار ويستشيره في كل خطوة، ليكلل طرقه بالنجاح، الا انه
كقائد مسؤول عن انجاز عمل كلفه به الله، لم يكف ّ قط عن بذل غاية الجهد الذي كانت
تقتضيه القيادة الرشيدة، فقد كان شجاعا في الرب، مقدما لنا مفهوما حيا لتكريس القلب
واليدين معا، مظهرا قدرة فائقة على القيادة، فكان مستعدا روحيا لسماع دعوة الله،
مستخدما تخطيطا دقيقا في العمل كفريق وفي حل المشاكل، والشجاعة لانجاز العمل.
فالقائد الحي هو رجل صلاة وعمل، يقود من هم حوله ليحملوا ذات الروح. لم يُولد نحميا
قائدًا، ولم يكن من نسل ملكي مثل زربابل، ولا كهنوتي مثل عزرا، ولا إداري مثل
دانيال رئيس الوزراء، إنما حبه الشديد لشعبه وغيرته على المقدسات جعلت منه قائدًا.
تعلّم القيادة خلال الرُكب المنحنية، والصمت، والدموع، والصراخ لله لا الناس.
متوليا في نفس الوقت مهمة الاشراف على كل مشروع البناء، كما انه قام بنصيبه مع
الاخرين في ترميم السور، فلم يكن بيروقراطياً في مكتب محاط بحراسة جيدة، ولم يتخذ
من مركزه فرصة لاستغلال شعبه بل كان قائدا مشاركا في العمل كل يوم. فاذا كنت قائدا
مقاما من الله فليس الهدف هو الحصول على الاعتراف بك، وشغل الموقع، أو ان تكون
الرئيس، بل يستلزم ذلك تخطيطاً دقيقاً وعملاً شاقاً، وشجاعة ومثابرة. فأفضل القادة
هم الذين يقودون من خلال ما يقومون بعمله، منفذين لما يلقونه من توجيهات لغيرهم،
ومصغين لارشاد الله في حياتهم الشخصية. فقد تبدو القيادة شيئا باهرا، ولكنها كثيرا
ما تعني الوحدة، والجحود، والوقوع تحت ضغوط شديدة للتهاون في القيم والمعايير. لقد
استطاع نحميا أن ينجز عملا ضخما في وجه صعوبات لا تصدّق، لأنه تعلم أنه لا نجاح
بدون إمكانية التعرض للفشل، ولا مكافأة بدون عمل شاق، ولا فلاح بدون نقد، ولا قيادة
حقيقية بدون الاتكال على الله... وتقدم لنا قصة حياة نحميا العديد من المباديء
للقيادة الناجحة، التي مازالت صالحة حتى اليوم :
(1) ضرورة
وضوح الهدف ومواصلة تقييمه في ضوء مشيئة الله. فلم يكن هناك شيء يمنع نحميا عن
ملازمة خط السير.
(2) الصراحة
والامانة، فكل واحد كان يعرف ما يريده نحميا، إذ كان يقول الحق، حتى عندما كان الحق
يزيد من الصعوبات في طريق الوصول إلى الهدف
(3) ان يكون
القائد فوق مستوى الشبهات والملامة، فقد كانت الاتهامات ضد نحميا فارغة وكاذبة.
(4) ان يكون
رجل الصلاة المستمرة، مستمدا القوة والحكمة من اتصاله بالله، فكل ما عمله نحميا كان
يمجد الله.
- اهمية وضوح
الرؤيا وممشاركتها مع الاخرين: كثيرا ما تبدأ النهضة الروحية برؤية من شخص واحد.
ولقد كان لدى نحميا رؤيا اعطاها له الله عندما وضع في قلبه الرغبة في بناء الاسوار،
وقد شارك نحميا فيها بحماسة مُلهماً قادة اورشليم لانجاز ذلك العمل. فهل اعطاك
الله رؤية؟ وهل ثمة اسوار من اي نوع كانت، يلزم بناؤها اليوم؟ فما زال الله يريد ان
يتّحد شعبه ويتدرب على انجاز عمله، واذ ندرك الحاجة الماسة في عالمنا، يستطيع الله
ان يعطينا الرؤية والرغبة في البناء. ولكن كثيرا ما نبخس الناس قدرهم، ونتحداهم
بأحلامنا من جهة عمل الله في العالم.. لذلك فلو ان الله غرس فكرة في عقلك لإنجاز
عمل له، فانه مهم جدا ان تشارك فيها آخرين، وثق أن الروح القدس سيقنعهم بأفكار
مماثلة. لا تعتبر نفسك الوحيد الذي يعمل الله من خلاله، فكثيرا ما يستخدم الله شخصا
واحدا لعرض الرؤية، ويقوم الآخرون بتحويلها إلى واقع. فعندما تشجع آخرين وتلهمهم،
فإنك تدفع فريقا للعمل لإنجاز مقاصد الله.
- التوبة
والنهضة: مع ان الله أعان نحميا وشعبه في بناء السور، إلاّ أن العمل لم يكمل الا
بعد ان أعاد الشعب بناء حياتهم روحياً، لقد علّم عزرا الشعب كلمة الله، وعندما
أصغوا إليها، أدركوا الخطية في حياتهم، واعترفوا بها، واتخذوا الخطوات اللازمة
للتخلص منها.. فلا يكفي ادراك الخطية والاعتراف بها، بل يجب أن تؤدي إلى الاصلاح،
وإلا تصبح مجرد تعبير عن الحماسة. والله لايريد عملاً من قلوب فاترة، فليس الواجب
هو إزالة الخطية من حياتنا فحسب، بل ان نطلب من الله أن يكون هو مركز كل ما نعمل.
بيانات أساسية
- المكان:
شوشن وأورشليم.
- المهنة:
ساقي الملك، وباني المدينة، وحاكم يهوذا.
- الاقرباء:
أبوه حكليا.
- معاصروه:
عزرا، أرتحشتا، طوبيا، سنبلط.
الآية الرئيسية
"وأطلعتهم عما
رعاني به إلهي من عناية صالحة، وعلى حديث الملك الذي خاطبني به، فقالوا: "لنقم ونبن
السور"، وتضافروا جميعاً للقيام بالعمل الصالح" ( نح18:2).
ونجد قصة
نحميا في سفر نحميا. |