ترتيلة التسبحة من طقس عيد الصليب – ترجمة الأب يوخنا ياقو
عن الصليب الذي ظهر في السماء: للملك المؤمن قسطنطين. وأعلمه عن مكانه الدفين: وأرسل والدته لتبحث عنه. في مدينة القدس أورشليم. رحلت الملكة هيلاني، وجاءت إلى مدينة أورشليم. ودعت اليهود، وسألتهم عن الصليب.
تقول الملكة هيلاني لقوم اليهود الجهّلة: إدعو لي جميع الكتبة، والكهنة معلمي الشريعة.
فأجاب القوم الكافر: ماذا تريدين يا ملكة الروم. فها نحن شعب مختار، من أبينا أبراهيم ومن داود.
أريد أن تخبروني، عن مكان صليب المسيح، الذي عليه صلبتم مخلصكم، ورذلتم جميع أعماله.
عن هذه الحكاية أيتها الملكة، من يستطيع أن يخبرك. فنحن الذين نعيش الآن، لم نسمع عنها من فاه إنسان.
إجمعوا عارفي الناموس جميعهم، والكتبة والفريسيين كلهم. ليخبروني الحقيقة كما هي، حقيقة صليب الابن.
انتخبوا منهم مائة رجل، وذهبوا وقالوا للملكة، هؤلاء يعلموا الناموس، وكل ما ترغبين يفعلوا.
انتم قضاة الشر، وأرذل من كتبة الشرير. إما بالنار ستظهروا غلبتكم، أو تعلموني عن الصليب.
احكمي أيتها الملكة بالعدل، وأمري وتكون مشيئتك. عن صليب يسوع الذي تسألين، لا نعلم موضعه.
منذ الآن النار مجهزة، كما يليق بافترائكم. فاذهبوا وابحثوا بدقة، علكم تجدوا من هو عليم.
هذا الرجل أيتها الملكة، من أب عفيف عادل. هو يعلم كيف يجيب، عن الأمر الذي جلالتك تسألين.
ويلك وطوباك يهوذا، بما ترغب اختر وخذ. إما الموت والنار والظلام، أو الحياة والطوبى بلا إنقضاء.
ومن هو ذلك العاقل، الذي يجد الحياة أو الطوبى، ويشتهي النار والظلام إن لم يكن غائب عن حسه.
قد حان الآوان يهوذا، فلا تستخف بأوامري. قم ودلـّني بحرص، عن صليب يسوع الذي صلبتموه.
قد مر زمن طويل، كما هو مذكور في الوثائق. ومن يستطيع أن يحدث، عن سر لم يُعلم منذ قرون.
إنزل إذن إلى أسفل الجبّ، وهناك تقبل أجرك. لئلا يرخيك الشيطان، كي لا تخبر الحقيقة كما هي.
حياتي إلى الهاوية قد وصلت، أي ذنب قد اقترفت. يا ابن يوسف النجار، ألا يكفيك من قومنا.
الصالحات التي اجترحت باسمه، حسبتها كقسوات. قوته الخفيّة ترهبك، ولأنك لا ترغب لذلك تعترف.
أفضل لي الموت من الحياة، ففي الجبّ أتعذب. أيتها الملكة أمري لأصعد، وأعلمك عن صليب ربي.
فأعطت التسبيح هيلاني، للمسيح أمام كل إنسان. أحمدك يا ابن داود، لأنك لم تحرمنا من الصالحات.
فأعطى يهوذا المجد، للمسيح رب العالم. بإيجاد الخشبة المسجودة، ورذل القوم الظالم.
كل ملوك روما، أمام تاج أبني يسجدوا. فبحرصه يكرّم، صليب المسيح المسجود.
كل الأنبياء والكهنة، تنبؤا عن مجيئه. وزكاّ والد أبي العادل، أمرني لأكشف عن الصليب.
لك انتخب المخلص، يهوذا لأنك لم تؤمن. فبسببك يتجلى مجد الصليب أمام كل الخليقة.
له أسجد وأحمد، الآن ولإنتهاء الدهور. تعالو لنصعده من الأرض، ونخجل القوم برؤيته.
من الأرض فاحت فجأة، رائحة البخور والطيب. وبيّن الصليب قوته، وتقوت به كل الأمم.
بغثة نهض يهوذا، بجبروت كقائد جيش. وكشف وأصعد من الأرض. ثلاث صلبان بنفس الموازاة.
فانتاب الشك الملكة، أيهم من الصلبان هو صليب المسيح، وبه خلص العالم كله.
نبوة جديدة أظهر، يهوذا الذي حصل على الحكمة. فمرت جنازة هناك، ووضعوا عليه الصليب وقام.
فتاقت الملكة وقبلته، لذلك الصليب الذي أحيا الميت. وغطته بذهب ثمين وجواهر كثيرة.
تلهف يهوذا بفرح واستعجل للمعمودية. وتقبل رسم المسيح، وأصبح كاهن ومبشر.
لكل الأمم أمرت، الملكة العظيمة هيلاني. يوم الثالث عشر من أيلول، يكون عيدًا لإكرامه.
والكنيسة قبلت أمرها، وبحرص نفذته. لعيد الصليب الكبير، الذي به خلصت من خطاياها.
انتشرت بشرى إيجاد الصليب، في كل أرجاء المعمورة. وسجدوا الملوك لوقاره، وكرّموه بمجد وتسبحة.
كان بهيّ مجد تجليه، عند صعوده من الأرض. وحتى المسامير المغروزة فيه، مرارة الشر تفهت.
شاءت الملكة وقبلت المسامير، الذين بأيدي وأرجل هيكل اللاهوت غُرزوا، فكانوا لخلاص البشرية.
استخدمت منهم بحرص في شد لجام فرس عربة قسطنطين الظافر، وبه يهزم العاصين.
أصوات المجد والحمد، تعالت من الكنيسة وأبناءها. للمسيح الذي حرر أبناءها، من عبودية الخطيئة.
قومي وحضري كهنتك وأبناءك، واحملي الأغصان والسعف. واهتفي له بالمجد الجديد، للمسيح بصوت السعانين.
الولاة وكل القضاة، بك يفتخروا ولهم كبرياء. وبك تتحقق كل وعود الأنبياء والصديقين العادلين.
أعظم هو من كل الأعياد، عيد الصليب المجيد، فبإكليله البهيّ تحرر كل الأبناء.
السماء بملائكتها ونورها، تحتفل بعيد الصليب. والأرض بناسها وكل ما عليها، تهتف له بمجد جديد.
الأطفال الذين هتفوا بالسعانين، يختلطوا مع قديسيك. والفتيان الذين حملوا الأغصان، سيروا مجد الصديقين.
الحمد لقوة الثالوث، والذي يعلن في الصليب. مبارك هو وقار الصليب، والذي أشرك بالمجد عبيده.
التسبحة من الروحانيين، والحمد من الجسديين. للآب والابن والروح القدس، الطبيعة المسجودة والممجدة.
مبارك في السماء، مسجود على الأرض. علامة الصليب الحيّ. الذي أفرح الملائكة والبشر، وأبهجهم بإيجاده. الحمد لقوتك أيها الرب يسوع، لعظمة صليبك.