• 21 December, 2024 15:24

Karozota.com

Sweden

المقالة السادسة عن الرهبان

Bykarozota.com

Oct 9, 2009

القديس أفراهاط الحكيم الفارسي

لنلبس ثياب العرس
صادقة هي الكلمة التي أقولها ومستحقة القبول، لنستيقظ من نومنا (رو 13: 11). ولنرفع قلوبنا وأيادينا إلى الله نحو السماء، لئلا يأتي رب البيت فجأة، حتى متى جاء يجدنا ساهرين (لو 12: 37). لنترقب ساعة العريس المجيد (مت 25: 4، 10) لندخل معه في حجاله. لنعد زيت سراجنا، فنخرج إلى اللقاء معه بفرحٍ. لنُعد الزاد في مسكننا، لأن الطريق ضيق وعسر. لننزع كل نجاسة ونتركها، ونلبس ثياب العرس.
لنتاجر بالفضة التي نتسلمها، فنُدعى عبيدًا مجتهدين (مت 25: 21).
لنثابر في الصلاة.
لنعبر مكان الخوف.
لنطهر قلوبنا من الشر فنرى العلي في كرامته.
لنكن رحومين، كما هو مكتوب لكي يكون الله رحيمًا بنا (مت 5: 7).
ليكن السلام حالاً بيننا، فندُعى إخوة المسيح.
لنجوع للبٌر فنشبع (مت 5: 6) من مائدة ملكوته. لنكن ملح الحق، فلا نصير طعامًا للحية.
لننقي زرعنا من الأشواك، فنأتي بثمرٍ مئة ضعف (لو 8: 7-8).
لنُقم بنياننا على الصخرة (مت 7: 24)، فلا يتزعزع بسبب الرياح والأمواج.
لنكن آنية للكرامة (2 تي 2: 21)، فيطلبنا الرب لاستخدامنا له.
لنبع كل مالنا ونشتري لأنفسنا اللؤلؤة (مت 13: 46)، فنغتني.
لنضع كنوزنا في السماء (مت 6: 20) حتى حين نذهب نفتحها ونسُر بها. لنفتقد ربنا في أشخاص المرضى (مت 25: 33-35)، فيدعونا لنقف عن يمينه. لنبغض أنفسنا ونحب المسيح، كما أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا (يو 12: 25، أف 5: 2). لنكرم روح المسيح، فننال نعمة منه. لنتغرب عن العالم. (يو 17: 14) كما كان المسيح ليس من العالم.
لنكن متواضعين ولطفاء، فنرث أرض الأحياء (مت 5: 4).
لنكن أمناء في خدمته، فيجعلنا نخدم في مسكن القديسين.
لنصلي صلاته بنقاوة، فتدخل أمام رب الجلال.
لنكن شركاء في آلامه، فنقوم في قيامته (2 تي 2: 11-12).
لنحمل علامته على أجسادنا، فنخلص من الغضب الآتي. فإنه مخيف هو يوم مجيئه، من يقدر أن يحتمله؟ (يوئيل 2: 11) غضبه شديد وملتهب، سيهلك الأشرار. لنضع على رؤوسنا خوذة الخلاص، لكي لا نُجرح ونموت في المعركة. لنمنطق أحقاءنا بالحق، فلا نوجد ضعفاء في القتال.
لنقوم ونوقظ المسيح، فيهدئ الأمواج عنا.
لنأخذ الترس تجاه الشرير، كاستعدادٍ لإنجيل مخلصنا (أف 6: 15-16).
لنقبل من ربنا السلطان أن نسود على الحيات والعقارب (لو 10: 19).
لنلقي عنا الغضب مع كل حدةٍ وشرٍ.
لا تخرج تجاديف من أفواهنا التي بها نصلي لله.
لا نلعن حتى ننجو من لعنة الناموس. لنكن عاملين مجتهدين، فنحصل على مكافأتنا مع الأولين.
لنحمل ثقل اليوم، فنطلب أجرًا أوفر. لا نكون عمَّالاً بطالين بعد أن استأجرنا ربنا لكرمه (مت 20: 1).
لنُغرَسْ ككرومٍ وسط كرمه، فإنها الكرمة الحقة (يو 15: 1). لنكن كرومًا مثمرة فلا نُقتلع من الكرمة.
لنكن رائحة طيَّبة، فتفوح الرائحة على كل المحيطين بنا (2 كو 2: 15).
لنكن فقراء في العالم، فنُغني الكثيرين بتعاليم ربنا.
لا ندعو أحدًا أبانًا على الأرض (مت 23: 9)، فنكون أبناء الآب الذي في السماوات.
وإن كنا لا نملك شيئًا، لكننا نملك كل شيء (2 كو 6: 9-10). وإن كان لا يعرفنا أحد، لكننا معروفين لكثيرين.
لنفرح في رجائنا في كل وقتٍ (رو 12: 12)، حتى يفرح بنا ذاك الذي هو رجاؤنا ومخلصنا.
لندين أنفسنا بالحق، ونحكم عليها حتى لا نحني وجوهنا أمام القضاة الذين سيجلسون على الكراسي ويدينون الأسباط (مت 19: 28).
لنأخذ لأنفسنا سلاحًا للمعركة (أف 6: 16)، هو الاستعداد للإنجيل.
لنقرع باب السماء (مت 7: 7)، فيُفتح أمامنا وندخل فيه.
لنسأل الرحمة باجتهاد، فننال ما هو ضروري لنا. لنطلب ملكوته وبره (مت 6: 33).
لنتأمل في ما هو فوق، في السماويات، حيث المسيح صاعد وممجد. لكن لننسي العالم الذي هو ليس لنا، حتى نبلغ الموضوع الذي نحن مدعوون إليه. لنرفع أعيننا إلي العلا لنرى الضياء المتجلي. لنرفع أجنحتنا كالنسور، لنرى حيث يكون الجسد (مت 24 28).
لنُعد القرابين للملك ثمارًا شهية هي الصوم والصلاة.
لنحفظ بالنقاوة عربونه لكي ما يأتمنا على كل كنزه. لأن من يغش في عربونه لا يُسمح له بالدخول في خزانته.
لنهتم بجسد المسيح، فتقوم أجسادنا عند صوت البوق.
لننصت إلي صوت العريس فندخل معه في خدره. لنعد هدية العُرس في يوم عرسه، ونخرج للقائه بفرحٍ. لنرتدي الثوب المقدس فنتكئ في الموضع الرئيسي للمختارين. من لا يرتدي ثوب العرس يُطرح في الظلمة الخارجية (مت 22: 13). من يستعفي من العرس لا يذوق الوليمة (لو 14: 18).
من يحب الحقول والتجارة يمُنع من مدينة القديسين. من لا يحمل ثمرًا في الكرمة يُقتلع ويُطرح في العذاب. من ينال وزنات فليردها إلي معطيها مع زيادة (مت 25: 16)…
من تربى على القتال فليحفظ نفسه من العالم؛ من رغب في نوال الإكليل، فليركض في الجهاد كمنتصرٍ (1 كو 9: 24)…
من أخذ شبه الملائكة يصير غريبًا عن البشر…
من وضع على عاتقه نير القديسين فليبُعد عنه الأخذ والعطاء (التجارة)…
من أحب البيت السماوي، فلا ينزل ليعمل بناءً من طين.
من ينتظر أن يُخطف في السحاب، لا يصنع لنفسه مركبات مزينة.
من ينتظر وليمة العريس، لا يحب ولائم هذا العالم…
من يحب السلام، فليتطلع إلي سيده كرجاء الحياة.

حرب مع عدو الخير
عدونا حاذق يا عزيزي، ومحتال ذاك الذي يقاتلنا. يُعد نفسه للهجوم على الشجعان الظافرين، ليجعلهم ضعفاء. أما الواهون الذين له فلا يحاربهم، إذ هم مسبيون مُسلمون إليه.
من له جناحان يطير بهما عنه، فلا تبلغ إليه السهام التي يقذفها نحوه؟ يراه الروحيون يحارب، ولا يتسلط سلاحه على أجسادهم. لا يخافه كل أبناء النور، لأن الظلمة تهرب من أمام النور. أبناء الصالح لا يخشون الشرير، لأنه أعطاهم أن يطأوا عليه بأقدامهم (تك 3: 15).

الهروب من السكنى مع راهبة
يا إخوتي، إن كان إنسان ما راهبًا أو قديسًا يمارس حياة العزلة لكنه يرغب في امرأة مرتبطة بالنذر الرهباني مثله لتسكن معه، فخير له في هذه الحالة أن يأخذ امرأة علانية (كزوجة) ولا يسقط في الشهوة…
لتسكن المرأة مع امرأة، والرجل مع رجلٍ. وأيضًا إذا رغب رجل (راهب) أن يستمر في القداسة، لا يسمح لزوجته أن تسكن معه (إن نذرا الرهبنة معًا)، لئلا يعود إلي حاله السابق.

تحذير للعذراء البتول
يا أيتها العذارى اللواتي خطبتن أنفسكن للمسيح، عندما يقول راهب ما لإحداكن: “سأسكن معكِ وتخدمينني” يلزمها أن تقول له: “أنا مخطوبة لرجل ملوكي، وإياه أخدم. فإن تركت خدمته لأخدمك، يكتب كتاب طلاقي، ويطردني من بيته. وبينما تطلب أنت أن تكرمني، وأطلب أنا أن أُكَّرم منك، فلنحذر لئلا يصيبني ويصيبك جرحًا خطيرًا. لا تأخذ نارًا في حضنك (أم 4: 27)، لئلا تحرق ثيابك. لكن لتكن وحدك مكرمًا، وأثبت أنا في كرامتي. أما بخصوص تلك الأمور التي يُعِّدها العريس للأبدية، وليمة عرسه، فلتعد هدية العرس، ولتهيئ نفسك للقاء معه. أما عني فإني أعد الزيت حتى أدخل مع العذارى الحكيمات ولا أبقى خارج الباب مع العذارى الجاهلات.

سمات البتوليين
لتسمعوا إذن يا أحبائي الذين أكتب إليكم، أعني ما يخص المتوحدين والرهبان والبتوليين والقديسين.
قبل كل شيء يليق بالإنسان الذي وُضع عليه النير أن يكون ثابتًا في إيمانه. وكما كتبت إليكم في الرسالة الأولى أنه يجب أن يكون غيورًا في الصوم والصلاة، حارًا في محبة المسيح، متواضعًا وديعًا وحكيمًا. ليكن حديثه هادئًا مبهجًا، وفكره مخلصًا مع الجميع. ليزنْ الكلمات التي ينطق بها، ويصنع سياجًا لفمه يصرفه عن الكلمات المضرة، ويبتعد تمامًا عن الضحك الطائش.
ليته لا يحب بهرجة الثياب، ولا يليق به أن يطيل شعره ويزينه ويدهنه بعطور.
ليته لا يجرى وراء الولائم، ولا يرتدي ثيابًا فاخرة.
لا يتجاسر ويشرب المزيد من الخمر.
ليطرد عنه أفكار العظمة وينزع عنه اللسان الماكر.
ليطرد عنه الحسد والحنق، وينزع الشفاه المخادعة.
ليته لا يحتقر إنسانًا يتوب عن خطاياه، ولا يستخف بأخيه الصائم، ولا يستخف بمن لا يستطيع الصوم…
في الوقت المناسب لينطق بكلمته وإلا فليصمت.
لا يجعل نفسه محتقرا بسبب بطنه بأن يشحذ…
ليته لا ينطق في مداهنة مع شرير أو مع عدوه. وليجاهد ألا يكون له عدو على الإطلاق.

يا لعظمة البتولية!
إذ أكتب هذا أذكر نفسي وأذكرك أنت أيضًا يا عزيزي أن تحب البتولية، النصيب السماوي، الشركة مع حارسي السماء، فليس من أمرٍ يُقارن بها. والمسيح يسكن في مثل هؤلاء. الصيف قريب، وشجرة التين أخرجت البراعم، وأخرجت أوراقها (مت 24: 32). لقد تحققت العلامات التي أعطاها مخلصنا. إذ قال: “تقوم أمة على أمة، ومملكة على مملكة، وتكون… مجاعات وأوبئة، وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء” (لو 21: 10-11).

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *