• 2 December, 2024 20:55

Karozota.com

Sweden

الرجاء

Bykarozota.com

Dec 26, 2020

القديس مار افرام السرياني

أيها السيد القدوس إن نفسي حزينة وقد تقدمت إليك متضرعة أن تنقذها من العدو، وساجدة لك بتواضع صارخة إليك من أجل ذلك الذي يحزنها، قد لجأت إليك بشوق تعهدها فإنك إن أعرضت عنها هلكت، إن تفقدتها من أجل رأفاتك فقد ظفرت إن أقبلت إليها خلصت، إن استجبت لها ثبتت فأيقظ غيرتها لأنها خطيبتك كما يقول بولس الرسول “فإني أغار عليكم غيرة الله أني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح.

أيها السيد أدبني برأفاتك ولا تسلمني إلى يد العدو… إنني لست أعرف آخر سواك. نعمة شفتيك لا تحصى إنها تمنح الشفاء لكافة الذين يقبلون إليك. جراحاتي تشفى برأفاتك دائمًا ثم يعاودها الألم من أجل تهاوني، أنسى الطبيب وقت صحتي فينساني وقت مرضي. لا أنس إنك تحملتني من أجل تحننك، فالأم إذا أطرفها طفلها لا تحتمل أن تبتعد عنه إذ تغلب من تحننها، وكذا الطير في كل ساعة يفتقد صغاره بالطعام وبتعب يغذيهم. فإن تكن هذه التي لا نطاق لها، لها مثل هذا التحنن فكم بالحري تحننك.

ها عين الماء تنبع دائمًا بلا انقطاع وتمنح المقبلين إليها الماء مجانًا، وبلا حسد وغير محتاجة إلى مديح بني البشر. وها عين لجة رأفاتك تبدو للسمائيين والأرضيين مدبرًا كل نفس، وأنت غير محتاج إلى مديح، وتمجيد سائر البرايا لأنك ممجد بجوهر عظمتك وجلال مجدك الدائم ومحبتك نافعة دائمًا لخلاصنا، وبسابق علمك تعرف المقبل إليك فقبل أن يصل إلى الباب تفتح له، قبل أن يجثو ساجدًا تقبله، وقبل أن ينبع دموعًا تتقاطر عليه رأفاتك، يعترف عن آثامه فتعطيه الغفران ولا تذكر له ما مضى من توانيه.

تبصر التواضع والبكاء وخشوع القلب فتهتف أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه إياها اذبحوا العجل المسمن ولتفرح الملائكة أيضًا  معنا.

هكذا بنعمتك تقبل الذي يقبل إليك لأنك تتوق أن تبصر الدموع وتعطش إلى معاينة التوبة وتسر بحرص الحريصين أن يتوبوا.

كما تقدم التلاميذ وهم سائرين في البحر وأيقظوك وبصوتك المبارك هدأت الرياح… هكذا استجب لعبراتي فإنها نهارًا وليلاً.

الأطباء تعبوا اثني عشر عامًا ولم يشفوا نازفة الدم، أما أنت فمنحتها الشفاء إذ تقدمت ولمست هدب ثوبك فأرح نفسي الحزينة من تعيير العدو أيها الطبيب المتحنن الذي صنعت الصلح بين السماء والأرض.

أنت غير المائت قدمت لأجلنا بل وصابرت على كل شيء لذا نحن بلا عذر. يا سيدي إنني بنفس حزينة أصرخ وأتضرع إليك من أجل عدوي. فأنظر يا سيدي وازجر هؤلاء المجربين فإنهم في كل ساعة يسرقونني ولا أعلم، يذهونني ولا تخشع، ويمنعونني عن الاستغاثة لك لأنهم عرفوا إنني أهتف إليك بدموعي. إن فرح هذا العالم يعطي حزنًا أما الحزن والتنهد يسبب سرورًا وحياة أبدية.

أيها السيد إنني كل حين مريض لكن نعمتك تمنحني الشفاء مجانًا هناك أناس في مصارعتهم ينهزمون، وأناس يكللون وأناس

بحياة مريرة يتذوقون حلاوة الحياة الأبدية، وقوم آخرون بحياة الرخاء يكتسبون مرارة العذاب الأبدي.

الذين يحبون الله بكل قلوبهم محاربته ليست لديهم شيئًا، أما الذين يحبون العالم فمحاربته عندهم بصعوبة ولا يحتملونها.

مغبوطون بالحقيقة هم الذين يحتقرون أشياء العالم، ومغبوطون هم الذين يبكون نهارًا وليلاً لينجو من الرجز الآتي.

الطوبى للذين يضيعون ذاتهم بإرادتهم فإنهم يرفعون الطوبى للمساكين فإن نعيم الفردوس ينتظرهم.

الطوبى للذين يتعبون أجسادهم بالأسهار وكثرة النسك فإن ابتهاج الفردوس معد لهم.

الطوبى للذين صاروا في طاعة هيكلا للروح القدس، الطوبى للذين صلبوا ذواتهم، الطوبى للذين منطقوا أحقاءهم بالحق ولهم مصابيح معدة يتوقعون عريسهم. مغبوط المقتني أعينًا لمعاينة النصيب الأبدي.

الطوبى لمن نظر إلى تلك الساعة الرهيبة دائمًا، الطوبى لمن صار على الأرض بلا أوجاع ليصير كالملائكة ويتفطن أسرار

العلي وينطقها ويعمل ويتجر ويربح غير مهتم باللذات والشهوات.

ليكن لنا دائمًا فكر أقوال الرب والملائكة الرؤساء والشاروبيم والسارافيم والآباء الرسل والشهداء والقديسين وكافة البرايا التي لها ذلك بنعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح دائمًا.

لك أجثو ساجدًا أيها الرب يسوع المسيح ابن الله الحي. أعطني ولكافة الذين يحبونك أن نعاينك بمجد في ملكك ونرث مع كافة الذين أحبوك وتاقوا إليك أيها السيد الرب.

يا أحبائي إن توانينا واضطجعنا في هذا الزمان اليسير فلا يكون لنا دالة في ذلك اليوم إذ ليس لنا عذر عن خطايانا.

إنه منذ أن نزل إلينا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح انتزع عنا كل عذر لأنه وهب لنا حين جاء تلك الحياة الأبدية.

كنا أعداء فصالحنا، أرضيين فصرنا سمائيين، مائتين فدعينا غير مائتين، بني الظلمة فصرنا بني النور، عبيدًا للخطية فحررنا، مساكين فصرنا أغنياء، تائهين فأرشدنا، ممقوتين فأحببنا، ظالمين فزكينا، غير مرحومين فرحمنا، خاطئين فخلصنا، لقد كنا ترابًا ورمادًا فأبناء الله، عراة فسترنا وصيرنا وارثين معه نظير ابنه في الميراث الأبدي.

هذه العطايا والنعم وهبها لنا ربنا فماذا نكافئه عنها يا أحبائي؟

هلموا فلنطرح عنا كل اعتناء واهتمام هذا العالم الباطل ونخدمه بحرص ونشاط فها مجيئه قد حان بالحقيقة. تعالوا يا إخوتي لنستيقظ منتظرين ربنا الختن الذي لا يموت. فها قد انتهى الليل وأقبل النهار فيا بني النور بادروا إلى النور وأخرجوا إلى استقباله بفرح، أروه فضائلكم قدموا نسككم وإمساككم، أسهاركم، أتعابكم، دموعكم، زهدكم، لا ترقدوا ولا ينظر أحدكم إلى الوراء. بل ليكن نظركم إلى العلي إلى ذلك الجمال السمائي لنتأمل ذلك الفرح الذي لا ينتهي، والذي لا تشبع نفوسكم من معاينة مجده وبهاءه وحسنه.

من يجوع فليصبر لأن مائدة الملكوت تنتظره، ومن يعطش فليثبت فها نعيم الفردوس قد اعد له. من يسهر ويصلي ويسبح ويبكي فليتأيد فإن سرور ربه يعزيه، وكل واحد منا في ذلك اليوم سيرى أية فضيلة قد اقتناها من ههنا أو أي أتعاب صبر عليها.

فإذا أشهر الشهداء تعاذيبهم، والنساك نسكهم ..فالمضطجعون بماذا يفخرون هل بتوانيهم وهلاكهم؟

إنني أخشى يا إخوتي أن يتم فينا ذلك القول أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية.

فهلموا نسجد ونبكي وننوح أمامه بشدة ليعطينا استنارة النفس فنعرف حيل عدونا، إذ يجعل أمامنا العثرات، واللذات، وطول زمان هذه الحياة الحاضرة، وجزعًا من النسك وعجزًا عن الصلوات وبمقدار ما يحرص على هذا نحرص نحن على التواني

والتهاون. لنعلم أن أيامنا قصرت، والوقت قد قرب، ورب المجد سيجيء في مجد بهاءه وقوات ملكه الرهيبة فيجازي كل واحد كنحو أعماله. فيا ربي لا تجازيني نظير أعمالي بل خلصني بنعمتك وترآف عليّ بتحننك فإنك أنت الممجد إلى أبد الدهور آمين.

جرحت فلا تيأس لأن المجاهد مرارًا كثيرة يسقط ويقوم مكللا انهضي تشجعي يا نفسي وقولي منذ الآن بدأت لا تلبثي في الهفوات لئلا تدفعي طعامًا للطيور والوحوش، اخضعي متضرعة بخطاياك إذا أردت الدخول إلى ملك الكل فإنه لا يطلب هدية فهو محب للناس فتقدم بضمير نقي إذ قبل أن تفتح فمك قد تقدم فعرف نتائج قلبك فلا تكتم الألم لأنه طبيب يرثي الكل. شفى المريض المزمن بكلمة إذ قال له قم احمل سريرك وامش ففي الحال قام ومشى، شفى الأبرص وأقام لعازر من الموت بعد أربعة أيام. وهكذا أعمال الله لا تحصى. لقد قال إذا كنتم وانتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه فتقدم معترفًا بخطاياك قائلا “إنني قد أخطأت في السماء وقدامك ولست مستحقًا بعد أن ادعى لك ابنًا.

لست مستحقًا أن اسمي اسمك المجيد بشفتي الخاطئة، يا ربي أتضرع إليك أن لا تبتعد عني إذ لولا يدك تسترني لكنت هلكت

أعضدني أنا الضال. ترآف عليَّ كالعشار وكاللص اليمين إذ وهبت له الفردوس يارب إنك قد جئت لا لتدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة.

أيها الحبيب لتستقم صلاتك كالبخور قدام الله ولتسمع قوله عظيم هو إيمانك. وليقيمنا معه لأن له المجد والإكرام والسجود الدائم إلى الأبد.

قيل أنصتي أيتها السموات فأتكلم ولتسمع الأرض أقوال فمي. يهطل كالمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي. فهو كالندى الذي يحيي الموتى فالموتى سينهضون والذين في القبور سيقومون.

إن كافة الأشياء ممكنة لدى الله وليس شيء يصعب عليه. فإن ذكرت السموات وإن قلت الأرض، إن ذكرت لجة البحار وإن قلت الأعماق وإن ذكرت بحارًا أخرى كلها في يده وكأنها كلا شيء.

يقول إشعياء النبي “من كال بكفه الماء وقاس السموات بالشبر وكال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان، من قاس روح الرب ومن مشيره يعلمه”

ويقول حبقوق النبي “سمعت فارتعدت أحشائي. من الصوت رجفت شفتاي”.

ويقول بولس الرسول سيبوق فيقام الأموات عديمي الفساد ونحن نتغير لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت. حينئذ تصير الكلمة: ابتلع الموت إلى غلبة. أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية.

من أجل هذا لا يبكي المسكين ولا يستعظم الغني، ولا يحزن الضعيف، ولا يتشامخ القوي ولا يغتم العبد، ولا يفتخر السيد فإننا من الأرض وفي التراب يسكن جسمنا إلى أن يجيء الرب يحيي أجسامنا المائتة.

الصديقون فليفخروا بالرب ويسروا لأنهم مغبوطون كافة الذين يوجدون حينئذ أهلا لذلك الصوت المبارك” تعالوا إلىَّ يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم”.

فاصبروا الآن يا صانعي العدل متحملين الأتعاب من أجل ميراث الله فإن تعب هذه الحياة الوقتية يمنحكم دالة جزيلة في الدهر الآتي، وضيقة هذا العالم الحاضر تصير لكم نياحًا وعزاء، والبكاء الآن يسبب لكم فخرًا لأنه مغبوطون هم كافة الصابرين له، فالأبرار يسكنون صهيون، الذين يخدمونني يبتهجون بالسرور، أما الأشرار فيصيحون من أجل وجع قلوبهم ويولولون الذين يخدمونه يدعوهم باسم جديد وينسون حزنهم الأول ستكون لهم سماء جديدة وأرضًا جديدة وما لم يخطر على قلبهم من السرور والابتهاج.

فإذا عرف أن لدي عمل حسنًا أصرخ إليك أيها الرب الصالح والفادي قائلا اغفر لي أنا الخاطيء فإن ذلك العشار الذي يفوق حقارتي كان واقفًا على قدميه مطرقًا إلى أسفل ويقرع صدره متضرعًا.

فأنا بما أني مفرط في الهفوت أنطرح على وجهي هاتفًا إليك أيها المتحنن والطاهر المرهوب اللهم اغفر لي أنا الخاطيء غير المستحق لئلا تكون لي دينونة.

وإذا أستجريء أن أسمي بلساني النجس وشفتي الدنسة اسمك القدوس والفائق السبح إلى الدهور فلتصر لي الاستغاثة يارب

باسمك لاستنارة وقداسة الجسد والروح.

البخور إذا ارتفع مل البيت نسيمًا طيبًا فكم أولى ذكرك يارب الذي هو أحلى من العسل والشهد الذي يملأ نفوس الذين يتوقون إليك بإيمان كل قداسة واستنارة.

الذي نزل من حضن الآب وصار لنا طريقًا للخلاص يعلمنا التوبة بصوته الإلهي “ما جئت أدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة”  وأيضًا” لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى”.

فإن كنت أنا الذي أقول هذه الأقوال فلا تسمعني إطلاقًا، وإن كان الرب نفسه يقولها فلمَ تتهاون بحياتك متوانيًا عنها؟! إن عرفت أن لذاتك جراحات من الأفكار والأفعال فلمَ تتوانى عن جراحاتك الخفية؟ وممن تخاف؟ أمن الطبيب إنه ليس قاسيًا، ولا عديم الرحمة والتحنن، إنه لا يستعمل دواء غير مقبول وكاويًا لأنه يداوي بالنصح فقط. إن شئت أن تتقدم إليه فهو مملوء تحننًا جاء لأجلك من حضن الآب، من أجلك تجسد لتتقدم إليه بلا خوف، من أجلك تأنس ليشفي جراحاتك الخفية، وبمحبة جزيلة يدعوك قائلا: أيها الخاطيء تقدم وأبرأ بسهولة، اطرح عنك ثقل الخطايا. قدم اتضاعًا ضع على جراحاتك دموعًا لأن هذا الطبيب السماوي الصالح يشفي الجراحات بالدموع والتنهد. هل تعلم أيها الحبيب في أية ساعة يأمر الطبيب السماوي فيغلق باب مداواته؟ اطلب إليك أن تتقدم وتحرص أن تبرأ فإنه يشاء أن يفرح بتوبتك الموكب السماوي.

في حال قولهم قد هلكت وما تستطيع أن تخلص البتة، فلنقل لهم نحن لنا إله متحنن طويل الأناة فلا نيأس من خلاصنا.

لأن الذي قال لا تصفح للقريب سبع مرات فقط بل سبعين مرة سبع مرات هو أولى بالأكثر أن يصفح الخطايا للمنتظرين خلاصه. فإن هم انهزموا من تلك الجهة يتبادرون من جهة أخرى قائلين لنا: إذ لكم إله متحنن وطويل الأناة وغافر الخطايا فلماذا لا تستمتعون أكثر بلذات العالم ثم تتوبون. فنقول إن كان الكتاب يحذرنا قائلا إنها الساعة الأخيرة فإلى أي ساعة ننتظر إن أهملنا خلاصنا في فعل الشر قدام إلهنا قاتل الشيطان فتبيد القتال مثل إنسان جالسًا تحت شجرة فإذا تجمعت عليه وحوش البرية يقفز إلى أعلى الشجرة فلا تضره ولتكن لك الشجرة هي مخافة الله فتكون النعمة تؤازرك في سائر طرقك، وتجعل أعداءك تحت موطيء قدميك.

هكذا يجب على المؤمنين أن يسلكوا في هذا العمر. فمتى عرض لنا حزن أو ضيقة فلننتظر راحة من الله ومعونته توافينا لئلا في كثرة الحزن واليأس في الخلاص نصير موتى. وكذلك إن صار لنا فرح فلننتظر الحزن لئلا بالفرح الكثير نتناسى النوح. ولنأخذ مثالا الذين يسيرون في البحر فإذا أدركتهم شدة الرياح والشتاء الشديد لا ييأسون من خلاصهم، بل يقاومون الأمواج منتظرين الصحو. وإذا كانوا في الهدوء والسكون يتوقعون تدفق الأمواج فمن هنا يكونون في يقظة كل حين لئلا تصير الرياح بغتة وتجدهم غير مستعدين فتنقلب السفينة بهم في البحر.

هكذا نحن نحتاج أن نرصد الحالين كليهما لأن المستعد إن وافاه أمر لا يتعجب كمما كان ينتظره.

لا يمكنك أن تستمع لكلمات مخلصنا، بينما أنت لا تعرف نفسك وإذا كنت تحفظ أحكامه بينما ذهنك بعيد عنه فمن الذي يعطيك مكافأتك؟ من الذي يدخر لك الجزاء؟ لقد اعتمدت باسمه إذًا اعترف باسمه بالأقانيم الآب والابن والروح القدس هذه الثلاثة أقانيم لتكن حصنًا يحميك من التمزق والصداع، لا ينتابك الشك في الحق لئلا تهلك بسببه. لقد اعتمدت بالماء ولبست المسيح عندما دعي اسمه عليك، صرت عرشًا لله، وختمه على جبهتك. فاحذر لئلا تصير لآخر حتى لا كون لك سيدًا آخر. واحد هو الذي جبلنا برحمته؛ واحد هو الذي افتدانا على الصليب، إنه هو الذي يقود حياتنا، وهو وحده له سلطان على ضعفنا، وهو وحده يهبنا قيامته. إنه يجازينا حسب أعمالنا فطوبى لمن يعترف به، ويسمع وصاياه ويحفظها. أنت أيها الإنسان الذي هو فوق الجميع لاحظ طرقك لئلا تغضب بأفعالك الآب الصالح الحنون.

ما أعظم نعمة الله مراحمه لا تقاس طوبى للإنسان الميت الذي يعلن له الله مراحمه وويل للنفس التي ينكر عليها نعمته.

تهلل يا ابني بالرجاء، ازرع بذارًا صالحة ولا تفشل (غل 6: 9) فإن الزارع يبذر على رجاء، والتاجر يسافر على رجاء، كذلك أنت يا من تحب الصلاح توقع المكافأة بالرجاء. لا تبدأ في عمل ما بدون صلاة. واختم كل أعمالك بعلامة الصليب الحي، لا تغادر بيتك قبل أن ترسم علامة الصليب، أيضًا في الطعام أو الشراب، في النوم أو اليقظة، في البيت أو في الطريق، كذلك في وقت الراحة لا تهمل هذه العلامة لأنه لا يوجد حارسًا لك مثلها، ليكن الصليب سورًا لك في مقدمة كل أعمالك، علمها لأبنائك ولينفذوها باهتمام.

التجيء إلى الله فهو ملجأ لك، ولا يستحيل أو يتغير، اضبط الضحك بالآلام واضبط محبة اللهو بالحزن. الرجاء هو عزاء الآلام، والصبر هو عزاء الحزن، آمن وصدق أيها العاقل لأن الله هو الذي يقودك. وإذا كانت عنايته لا تتخل عنك فلا يوجد شيء يمكنه أن يضرك وإذا كان خلاص الإنسان يمكن أن يتم على يد إنسان ونجاة الحقير تتم على يد العظيم فكم بالأولى الالتجاء إلى الله الذي يحفظ المؤمن، لا تخف بسبب الأعداء الذين يهاجمونك بالعنف لأن عين الله الساهرة سوف تحفظ روحك وتتحول الأمور الضارة لصالحك، لن يرغمك أحد على طريق إلا إذا كان بحريتك، لا يقع أحد في تجربة تفوق حدود طاقته، لا شر في التأديب إذا كان هدفه الحرية، فالأحداث لا تناقض الحرية، ولكن اتجاهها يتغير لصالح المؤمن.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *