• 22 December, 2024 03:54

Karozota.com

Sweden

عن الصلاة

Bykarozota.com

Jun 22, 2009

القديس أفراهاط الحكيم الفارسي

قوَّة الصلاة الصادرة عن قلبٍ نقيٍ

  1. تبعث نقاوة القلب صلاة أقوى من كل الصلوات التي تُتلى بصوتٍ عالٍ. فالصمت مع العقل الأصيل أفضل من الصوت العالي لمن يصرخ.

أعطني يا عزيزي الآن قلبك وفهمك، واسمع عن قوَّة الصلاة النقيَّة، وكيف أن آباءنا القدِّيسين اجتهدوا في صلاتهم أمام الله، وكيف قدَّموها كتقدمة طاهرة (مـل1: 11). فبالصلاة قُبلت التقدمات.
الصلاة هي التي نجَّت نوح من الطوفان.
الصلاة تكسي عرينا.
الصلاة تهزم الجيوش.
الصلاة تعلن الأسرار.
الصلاة تشقَّ البحر.
الصلاة شقَّت طريقًا عبر الأردن.
الصلاة أوقفت الشمس فلم تغرب.
الصلاة جعلت القمر يقف.
الصلاة حطمت الخطيَّة.
الصلاة أطفأت النار.
الصلاة أغلقت السماء.
الصلاة رفعت من الحفرة وأنقذت من النار والبحر.
قوَّة الصلاة عظيمة جدًا مثل قوَّة الصوم النقي. وكما شرحت وقلت لكم في المقال السابق عن الصوم لا أمل عن أن أتكلَّم معكم هنا عن الصلاة.

تقدمتا هابيل وقايين

  1. أول كل شيء قبل الله تقدمة هابيل بسبب نقاوة قلبه، ورُفضت تقدمة قايين (تك4: 4).كيف نعرف أن تقدمة هابيل قُبلت، بينما رُفضت تقدمة قايين؟ وكيف شعر هابيل بقبول تقدمته؟ وكيف تأكَّد قايين من رفض تقدمته؟ سأحاول قدر استطاعتي شرح ذلك.

أنت تعلم يا عزيزي أن علامة التقدمة المقبولة من الله هو نزول نار من السماء وحرق التقدمة. عندما قدَّم هابيل وقايين تقدماتهما معًا، نزلت النار الحيَّة التي تخدم أمام الله (مز 104: 4) والتهمت ذبيحة هابيل النقيَّة، بينما لم تمس ذبيحة قايين غير النقيَّة. وهكذا عرف هابيل قبول تقدمته، وقايين رفض تقدمته. لقد عُرفت ثمار قلب قايين بعد ذلك حين اُختبر ووجد أن قلبه مملوء غشًا، حين قتل شقيقة، وهكذا فما حبل به في فكره ولدته يداه. ولكن نقاوة قلب هابيل كانت أساس صلاته.

النار السماويَّة وقبول التقدمات

  1. سأوضح لك يا عزيزي كيف اُستخدمت النار في التهام التقدمات المقبولة. عندما قدَّم منوح والد شمشون تقدمة، نزلت نارًا حيَّة والتهمت التقدمة (قض 13: 20)، وكان داخل لظى اللهب الملاك الذي تكلم معه وهو صاعد إلى السماء.

كذلك إبراهيم عندما أكد الله له وعده بأنه سيُولد له ابن، قال له الله: “خذ لي عجلة وعنزة وكبشًا عمر كل منها ثلاث سنوات ويمامة وحمامة” (راجع تك 15: 9). وعندما قدَّم الذبيحة قطعها إلى أجزاء، ورصَّها شق كل واحدٍ مقابل صاحبهٍ. وقع عليه سبات وظلام، ونزلت نار ومرَّت على الأجزاء والتهمت تقدمة إبراهيم (تك 15: 17).
وكذلك التقدمات التي كانت تُقدم في خيمة الاجتماع، كانت تنزل نار حيَّة تحرقها.
وعندما قدَّم ناداب وأبيهو ابنا هارون التقدمة باحتقار، نزلت النار كالمعتاد عند تقديم التقدمة، لكنها لم تلمس التقدمة، لأن التقدمة لم تُقدَّم بنقاوة. وعندما رأيا أن النار لم تلمس التقدمة أحضرا نارًا من الخارج كي تلتهم التقدمة، حتى لا يتعرَّضا للومٍ من موسى عندما يسألهم لماذا لم تلتهم النار تقدمتهما. النار التي أتيا بها من الخارج فعلاً التهمت التقدمة، لكن نارًا من السماء نزلت والتهمت ناداب وأبيهو. وبذلك حُفظت قداسة الرب من أولئك الذين احتقروا خدمته (لا 10: 2).
وبالمثل عندما انشق المائتان وخمسون على موسى وقدَّموا بخورًا بدون تصريح، أُمرت النار أن تنزل من حضرة الرب، والتهمت المنشقِّين. وهكذا احتفظت مباخرهم بالقداسة على حساب حياتهم.
وعندما بنى سليمان الهيكل وقدَّم ذبائح وتقدمات كثيرة، ثم صلَّى نزلت النار من السماء والتهمت دهن المحرقة الموضوعة على المذبح (2 أي 1: 2).
وعندما قدَّم إيليَّا تقدمة نزلت النار والتهمتها (1 مل 18: 38)، وقُبلت تقدمته كما قُبلت تقدمة هابيل، في حين رُفضت تقدمة عبدة البعْل كما سبق أن رُفضت تقدمة قايين.
والغرض من كتابة كل هذه الأمثلة عن النار أن تتحقَّقوا بأن النار التهمت تقدمة هابيل.

قوَّة الصلاة

  1. والآن يا عزيزي اسمع عن هذه الصلاة الطاهرة، وما تحمله من قوةٍ واضحة فيها. عندما صلَّى إبراهيم أعاد الذين أسرهم الملوك الخمسة (تك 14: 16). كذلك صلاته جعلت العاقر تلد (تك 21: 2). وأيضًا بقوَّة صلاته استحق الوعد بأن من نسله تتبارك كل الأمم (تك 22: 18).

واسحق أيضًا أوضح قوَّة الصلاة عندما صلَّى عن رفقة فأنجبت أولادًا (تك 25: 21). وصلَّى من أجل أبيمالك، فأوقف الغضب الإلهي عنه (تك 25: 21).

الصلاة والسماء المفتوحة

  1. عندما صلَّى أبونا يعقوب أيضًا في بيت إيل رأى السماء قد انفتحت، وسُلَّم يصعد إلى أعلى (تك 28: 2). هذا الذي رآه يصعد هو رمز مخلِّصنا، وباب السماء هو المسيح. هذا يطابق قول السيِّد المسيح: “أنا هو الباب، إن دخل بي أحد فيخلُص” (يو 10: 9). وقال داود أيضًا: “هذا هو باب الرب، والصدِّيقون يدخلون فيه” (مز 118: 20).

السُلَّم الذي رآه يعقوب هو رمز مخلِّصنا، الذي بواسطته يصعد الصدِّيقون من المملكة السفلى إلى المملكة العُليا.
والسُلَّم أيضًا رمز صليب مخلِّصنا الذي رُفع مثل السُلَّم، والرب يقف فوقه…
والآن دعا يعقوب المكان بيت إيل (تك 28: 18)، وهناك أقام يعقوب عمودًا من الحجر كشهادةٍ،ٍ وصبَّ عليه الزيت. فعل أبونا يعقوب هذا كرمزٍ، متوقِّعًا تلك الحجارة أن تُمسح بالزيت، لأن الذين يؤمنون بالمسيح هم الحجارة التي تُمسح بالدهن، وكما يقول القدِّيس يوحنا (المعمدان) عنهم: “لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم” (لو 3: 8). هكذا كانت صلاة يعقوب رمزًا لدعوة الشعوب.

يا لاقتدار صلاة يعقوب!

  1. اُنظر يا عزيزي كم من الرموز كانت مخفيَّة في رؤيا يعقوب. رأى باب السماء الذي هو المسيَّا. ورأى السُلَّم رمز الصليب. ومسح الحجارة بالزيت كرمزٍ للشعوب. هناك أيضًا نذر يعقوب بأن يعطى العشور إلى اللاويِّين، ففيه اختفى الذين يعطون العشور والذين يتقبَّلون البكور (تك 28: 22).

في صلبه يهوذا جرو أسد (عب 7: 9-10؛ تك 28: 18)، المخفي فيه المسيَّا الملك، الذي به أشار إلى مسحة المعموديَّة. والأسباط التي كانت معه نذرت العشور إلى اللاويِّين. وكان الملوك الذين في صلبه يرفعون معنويَّاته… وبعصاه فقط عبر الأردن (تك 32: 10).
يا له من رمزٍ مدهشٍ عندما أمسك في يديه متنبَّأ عن علامة صليب النبي العظيم (تك 29: 1). “ثم رفع (يعقوب) رجليه، وذهب إلى أرض المشرق” (تك 29: 1)، لأنه من هناك “أشرق نور للأمم” (لو 2: 32).
لقد انحنى عند البئر الذي كان على فمه حجر، والذي لم يقدر على رفعه عديد من الرجال، فإن كثيرين من الرعاة لم يقدروا على رفعه وفتح البئر، حتى جاء يعقوب (تك 29: 8-10) ورفع الحجر بقوَّة الراعي المخفي في أعضائه، وسقى غنمه.
جاء كثير من الأنبياء (الرعاة) دون أن يستطيعوا أن يكتشفوا المعموديَّة، حتى جاء النبي العظيم، وفتحها بنفسه وفيها اعتمد. ونادى بصوته الحنون معلنًا: “إن عطش أحد فليُقبل إليّ ويشرب” (يو 7: 37).
صلَّى يعقوب أيضًا عندما عاد من عند لابان، وعندما أُنقذ من أيدي عيسو أخيه. صلَّى هكذا معترفًا وقائلاً: “بعصاي عبرت هذا الأردن، والآن قد صرت جيشين” (تك 32: 10). يا له من رمز مدهش لمخلِّصنا! عندما أتى ربنا أولاً خرج (المسيح) العصا من جزع يسَّى، وذلك مثل عصا يعقوب (التي عبر بها الأردن)… وفي المجيء الثاني سوف يعود بجيشين، واحد من الشعب (اليهود) والآخر من الشعوب (الأمم)، مثلما عاد يعقوب إلى بيت أبيه اسحق بجيشين.
عاد يعقوب مع أبنائه الاِحدى عشر، وسوف يأتي مخلِّصنا ومعه اِحد عشر، لأن يهوذا لا يكون معهم. وبعد ذلك وُلد بنيامين، فأصبح ليعقوب اثني عشرة ولدًا، وبعد اختيار متياس أكمل الاثني عشر تلميذًا لمخلِّصنا.

يا لاقتدار صلاة موسى!

  1. ماذا نقول عن القدرة غير المحدَّدة لصلوات موسى؟

بصلاته أُنقذ من أيدي فرعون.
وترآى الله له في الشكيناه[1].
بصلاته أتت العشرة ضربات على فرعون (خر 7-11).
بصلاته انشقَّ البحر (خر 14: 21).
بصلاته صار الماء المر ماءً عذبًا.
بصلاته نزل المن، وأعطيت السلوى (خر 16-17).
بصلاته انشقت الصخرة وخرج منها الماء (خر 17: 8-13)،
هزمت عماليق، وأعطت قوَّة ليشوع (عد 21: 21-35).
اقتلعت عوج وسيحون في الحرب (عد 16: 31).
أنزلت الأشرار إلى الهاويَّة (عد 16: 47-50).
رفعت غضب الله عن شعبه، وسحقت عجل الخطيَّة (خر 32: 20).
جلبت لوحي الحجر من الجبل، وجعلت وجه موسى يلمع (خر 34: 29).
كانت صلاته أقوى من صلاة يعقوب ويشوع ابن نون عندما اِرتفعت صلاته أمام الله شقَّت نهر الأردن أمامه (يش 6). وهدمت أسوار أريحا، واقتلعت عاخان (يش 7).
صلاته أرجعت الشمس، وجعلت القمر ثابتًا (يش 10: 12)، ممَّا هزم الملوك، وأخضع الأرض (يش 12) وأعطاها للإسرائيليِّين ميراثًا.

أمثلة لاقتدار صلوات الأبرار

  1. دعنا الآن نأتي إلى الصلاة الصامتة، صلاة حنَّة أم صموئيل. كيف صارت موضع سرور الله، وفَتحت رحمها العاقر، ونزعت عارها، وولدت نذيرًا أو كاهنًا (1صم 1).

وصموئيل أيضًا عندما صلَّى أمام إلهه، وأظهر شرّ الإسرائيليِّين، عندما طلبوا ملكًا. قدَّم صموئيل ذبيحة كاملة على المذبح (1 صم 12: 17-18)، ونزل المطر…
صلَّى داود أيضًا أمام إلهه، وأُنقذ من يدي شاول. وأيضًا صلَّى بعدما أحصى الشعب، وحوَّل عنهم الغضب والعقاب الإلهي، عندما نال المهلك سلطانًا عليهم (2 صم 24: 17).
آسا أيضًا صلَّى وأظهرت صلاته قوَّة عظيمة، عندما خرج إليه زارح الكوشي بجيشٍ قوامه مليونًا ضده. عندئذ صلَّى آسا وقال: “ستُعرف قوَّتك يا إلهنا عندما تبيد شعبًا ضخمًا بشعبٍ قليلٍ” (2 أي 14: 12-15). وهكذا هُزم هذا الجيش الكبير بقوَّة صلاة آسا.
ابنه يهوشافاط حطَّم جيش الأعداء بصلاته التي هزمتهم (2 أي 20: 3-30).
حزقيا أيضًا صلَّى وبصلاته تغلَّب على 185000 رجلاً حيث عمل الملاك كقائدٍ لجيشه (1 مل 19: 15، 35).
صلَّى يونان أمام إلهه من أعماق البحر، وسمعه الله (يون 2)، واستجاب صلاته، وأُنقذ بدون أيَّة أذيَّة. اخترقت صلاته الأعماق، وهزمت الأمواج، وكانت أقوى من العاصفة. لقد اخترقت الغيوم، وطارت في الهواء (سيراخ 35: 17)، فتَحت السماوات وقربت من عرش العظمة بواسطة جبرائيل الذي يقدِّم الصلاة أمام الله. نتيجة لذلك لفظت الأعماق النبي، وأوصل الحوت يونان بأمان على البر.
كذلك في حالة حنانيا وعزاريا وميصائيل، هزمت صلواتهم اللهيب، وخمدت قوَّة النيران، وغيَّرت من طبيعتها الحارقة. لقد أطفأت حنق الملك، وأنقذت الرجال الأبرار (دا 3).

صلاة دانيال

  1. عندما صلَّى دانيال أيضًا سدَّت صلاته أفواه الأسود (دا 6)، لقد انسدَّت الأفواه المفترسة أمام لحم وعظام إنسانٍ. لقد بسطت الأسود مخالبها، وتلقفت دانيال حتى لا يسقط على الأرض، احتضنته بين ذراعيها، وقبَّلت قدميه. وعندما وقف دانيال في الجب لكي يصلِّي رفع يديه إلى السماء وعلى مثال دانيال تبعته الأسود وقلَّدته.

ذاك الذي تقبَّل صلاته. نزل وسدَّ أفواه الأسود. وذلك لأن دانيال قال لداريوس: “إلهي أرسل ملاكه، وسدَّ أفواه الأسود، فلم تضرُّني”. (دا 6: 22)
وبالرغم من أن الجب كان مغطَّى ومختوم إلاَّ أن النور أشرق داخله، وسُرَّت الأسود عندما رأت النور الذي ظهر لأجل دانيال. وعندما غلب النوم دانيال وأراد أن ينعس ركعت الأسود حتى يمكنه أن ينام فوقها وليس على الأرض. لقد كان الجب أكثر استنارة من عُليَّة ذات نوافذ كثيرة. وفي الجب قدَّم صلوات كثيرة أكثر من عليَّته، حيث كان يصلِّي فقط ثلاث مرَّات في اليوم (دا 6: 10)، وعندما انتصر وفرح دانيال. وأُلقي الذين اتَّهموه في الجب بدلاً منه، فانفتحت أفواه الأسود والتهمتهم وسحقت عظامهم.
وبصلاة دانيال عاد المسبيِّين من بابل بعد سبعين سنة.
هكذا استخدم كل واحدٍ من آبائنا الأبرار سلاح الصلاة عندما كانت تقابله المحن، وبهذه كان يُنقذ من المحن.

الصلاة الخفيَّة

  1. بالمثل علمنا مخلِّصنا هذا النوع من الصلاة. يجب أن تصلِّي سرًا لذاك الذي هو في الخفاء وهو يرى الكل، هكذا قال السيِّد المسيح: “أدخل إلى مخدعك، وأغلق بابك، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (مت 6: 6).

أحبَّائي، لماذا يعلمنا مخلِّصنا قائلاً: “صلِّ إلى أبيك في الخفاء، والباب مغلق”؟
سوف أريكم ذلك على قدر استطاعتي. تعرِّفنا كلمات سيِّدنا أن تصلِّي بقلبك في الخفاء، والباب مغلق، لكن ما هو الباب الذي يجب أن تغلقه؟ إن لم يكن هو فمك، لأنه هو الهيكل الذي يسكن فيه المسيح، كما قال الرسول: “أما تعلمون أنكم هيكل الله؟” (1 كو 3: 16)، فلكي يدخل الله إلى إنسانك الداخلي في هذا المسكن، يجب أن يُنظِّف من كل شيء غير طاهر، بينما يكون الباب، أي فمك، مغلقًا.
إن لم يكن هكذا، فكيف نفهم هذه العبارة؟
اِفترض أنك كنت في الصحراء، حيث لا يوجد بيت ولا باب، كيف لا تستطيع أن تصلِّي في الخفاء؟
وإذا حدث أنك كنت فوق قمَّة جبل كيف لا تقدر أن تصلِّي؟
أوضح مخلِّصنا كذلك كيف أن الله يعرف إرادة القلب والفكر، كما قال الرب: “أبوكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه” (مت 6: 8).
وكما كُتب أيضًا في إشعياء النبي: “ويكون أني قبلما يدعون أنا أجيب، وفيما هم يتكلَّمون أنا أسمع” (إش 65: 24). مرَّة أخرى يقول إشعياء بخصوص الأشرار: “فحين تبسطون أيديكم، أستر عينيّ عنكم، وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع” (إش 1: 15). كما قال حزقيال النبي: “إن صرخوا في أذنيّ بصوت عال لا أسمعهم” (حز 8: 18). قال هذا عن الصلاة الغاشة غير المقبولة، اِسمع كل كلمة بتمييز، وتمسَّك بمعناها.

أكون في وسطهم

  1. هنا يقول مخلِّصنا شيئًا آخر يجب أن نصغي إليه بفهمٍ: “لأنه حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم” (مت 18: 20). كيف يجب أن نفهم هذا يا أحبَّائي؟ هل هذا يعني أنه إن كنتَ وحيدًا لا يكون المسيح معك؟ إنه مكتوب فيما يخص المؤمنين بالمسيح أن السيِّد المسيح يسكن فيهم (يو 6: 56-57). بهذا نرى أنه حتى قبل أن يكون هناك اثنان أو ثلاثة فإن المسيح يكون معهم.

أكثر من ذلك أريكم موضعًا ليس فيه اثنان أو ثلاثة بل أكثر من ألف مجتمعين باسم المسيح، لكن المسيح ليس في وسطهم، وفي نفس الوقت يوجد إنسان واحد وحيد والمسيح معه.
كم هي عادلة وجميلة تلك الكلمات التي تفوَّه بها مخلِّصنا للذين يسمعون، لأنه قال: “لأنه حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم”…

لست وحدك!

  1. سأريك يا عزيزي الآن كيف كان الله موجودًا في كل واحد من أسلافنا الأبرار الذين كانوا يصلٌّون.

– عندما صلَّى موسى على الجبل كان وحده وكان الله معه. ليس حقيقيًا أن صلاته لم تُسمع لأنه كان وحده، بل على العكس، فإن صلاة موسى سُمعت بشدَّة ونزعت غضب الله.
– أيضًا إيليا كان وحده فوق جبل الكرمل، وأظهرت صلاته قوَّة مدهشة. إذ بصلاته أُغلقت السماء، وحلَّ الأربطة، وأنقذ الشعب من أيدي الموت، وأبعدهم عن الهاوية.
بصلاته أيضًا اقتلع دنس إسرائيل.
بصلاته نزلت النار في ثلاث مناسبات مختلفة. مرة على المذبح ومرَّتين على الشرفاء.
وكانت النار وسيلة انتقام له عندما نزلت وهو يصلِّي، وعندما ركع على ركبتيه وصلَّى سمعت صلاته على الفور، في حين أن الأربعمائة وخمسين صرخوا بأعلى صوت ولم تسمع صلاتهم، لأنها كانت توسلاً باسم البعل، لكن إيليا بالرغم من أنه كان وحده سُمعت صلاته.
– كذلك يونان النبي عندما صلَّى من أسفل الهاوية سُمعت صلاته بالرغم من أنه كان وحده، واُستجيبت صلاته فورًا.
– أيضًا صلَّى أليشع فأقام إنسانًا من الهاوية، وأُنقذ من أيدي الآثمة الذين أحاطوا به، وبالرغم من أنه في الظاهر كان وحده، ولكن جيشًا عظيمًا كان حوله، لأنه قال لتلميذه: “لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم” (2 مل 6: 16). بالرغم من أنهما كانا وحدهما، ولكن حقيقة لم يكونا وحدهما.
لقد أعطيتكم هذه الأمثلة كي تقدروا أن تستوعبوا ما قاله ربنا: “لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم” (مت 18: 20).

تقدمة بلا عيب

  1. كما أكَّدْت عليك سابقًا أنه في اللحظة التي تبدأ فيها الصلاة اِرفع قلبك إلى أعلى واِخفض عينيك إلى أسفل وصلِّ في الخفاء إلى أبيك الذي في السماء. هذا كله كتبته إليك عن موضوع الصلاة وكيف أن الصلاة تُسمع عندما تكون نقيَّة، ولا تُسمع عندما لا تكون نقيَّة. لأنه يوجد بيننا أُناس يكرِّرون الصلاة ويطيلون التضرُّعات ويضاعفون في قامتهم، يرفعون أيديهم، ولكن عمل الصلاة الحقيقي بعيد عنهم، لأنهم يصلَّون الصلاة التي علَّمها لنا مخلِّصنا: “واغفر لنا ما علينا، كما نغفر نحن أيضًا لمن لنا عليهم”، ومع ذلك يفشلون في حفظ هذا الأمر وتنفيذه. اعلم أيها المصلِّي وتذكَّر أنه عندما تصلِّي تقدِّم تقدمة للرب.

لا تدع الملاك جبرائيل الذي يرفع الصلوات يخجل من أن يرفع تقدمة بها عيب.
عندما تصلِّي كي يغفر لك الله لابد أن تغفر أنت أيضًا أولاً في داخلك، هل حقًا أنت تغفر أم أنك فقط باللسان تصلِّي أنك تغفر؟…
يجب أن لا تكون مخادعًا للرب وتقول “أنا أغفر” وأنت عمليًا لا تغفر، لأن الله ليس مثلك بشر يمكن أن تخدعه. “إذا أخطأ إنسان إلى إنسان يدينه الله. فإن أخطأت إلى الرب، فمن يصلِّي من أجلك؟” (1 صم 2: 25)
اِستمع مرَّة أخرى لما يقوله الرب: “إن قدَّمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك فاُترك هناك قربانك قدَّام المذبح، واِذهب اِصطلح مع أخيك، وحينئذ تعال وقدِّم قربانك” (مت 5: 23-24).
عندما تبدأ صلاتك لا تعود تتذكَّر أي غضب أو حنق ضد أخيك. فإن وُجد تذكر أن صلاتك متروكة أمام المذبح وأن جبرائيل الذي يرفع الصلوات لا يريد أن يرفع الصلاة من الأرض، إذ فحص الصلاة ووجد عيب في تقدمتك. ولكن عندما تكون نقيَّة يرفعها أمام الله. إن وجد في صلاتك الكلمات: “اِغفر لي، وأنا أغفر للآخرين” عندئذ يقول جبرائيل رافع الصلوات: “أولاً أعفو عن المدينين لك، وأنا أرفع صلاتك إلى الذي أنت مدين له”.
سامح المدينين لك بمائة وزنة” (مت 18: 23-25) في حالتك الفقيرة، فيعفو عنك دائنك بالمقابل بمقدار عشرة آلاف وزنة حسب غنى عظمته. فلا يسألك عن رد الدين أو الفوائد.
وإذا رغبت في الغفران للآخرين، حينئذ يستقبل جبرائيل رافع الصلوات تقدَّمتك ويرفعها إلى أعلى. وإن لم تغفر حينئذ يقول لك: “إنني سوف لا أضع تقدمتك غير الطاهرة أمام المذبح المقدَّس”. وبدلاً من ذلك خذ تقدمتك معك، وعندئذ يترك جبرائيل تقدَّمتك ويذهب. اِسمع ما يقوله النبي: “ملعون الماكر الذي يوجد في قطيعه ذكر وينذر ويذبح للسيد عائبًا للأرض” (مل 1: 14). لأنه يقول أيضًا: “قربه لواليك أفيرضى عليك أو يرفع وجهك؟” (مل 1: 8) لذلك يجب أن تعفو عن مدينيك قبل صلاتك، وبعد ذلك فقط صلي، وحين تصلِّي ترتفع صلاتك أعلى أمام الله، ولا تبقى على الأرض.

راحة الله في إراحة المتعبين

  1. الآن يقول بالنبي: “هذه هي راحتي، أعطوا راحة المتعبين” (إش 28: 12). هذه راحة الرب. آه أيها الإنسان سوف لا تحتاج إلى القول: “اِغفر لي”؛ أعطِ راحة للمتعبين، آزر المرضى، وأعطِ الفقراء، فإن هذه الأعمال هي حقيقة صلاة.

كما سأشرح لك يا عزيزي، أنه في كل مرَّة تمارس راحة الرب هي صلاة. لأنه مكتوب أنه عندما زنا زمري مع المرأة المديانيَّة فلما رأى ذلك فينحاس بن ألعازار دخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبَّة وطعن كليهما، الرجل الإسرائيلي والمرأة (عد 25: 6-8). هذا القتل اُعتبر كصلاة، لأن داود قال في المزمور: “فوقف فينحاس وصلى فامتنع الوباء، فحسب له برًا إلى دورٍ فدورٍ إلى الآن” (مز 106: 30- 31)، لأنه قتلهما كان لأجل الرب اعتبر ذلك كصلاة له.
انتبهوا يا أحبَّائي لئلا عندما تحين لك الفرصة “لإعطاء راحة” حسب إرادة الله تقول: إن وقت الصلاة قد حلَّ، أقوم الآن بالصلاة ثم بعد ذلك أُمارس الأعمال، وبينما أنت تقبل إلى إتمام صلاتك تكون الفرصة التي يمكنك فيها ممارسة “أعمال الراحة” قد وّلت منك وسوف تعجز عن عمل الوصيَّة وعمل “راحة الرب”. وسوف تكون من خلال صلاتك قد ارتكبت خطيَّة كان بالأحرى أن تعمل “راحة الرب” فتُحسب صلاة.

الصلاة والحب العملي

  1. اسمعوا لما يقوله بولس الرسول: “لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا” (1 كو 11: 31).

اُحكم في داخلك كما أقول لك.
اِفترض أنك ذهبت إلى رحلة طويلة، وجف قلبك من العطش في الحر، وحدث أن مرَّ بك أحد إخوتك، وقلت له: بلِّل لساني فإني أموت من العطش، فأجابك: إنه وقت الصلاة. فإنني سوف أصلِّي ثم أعود لكي أقدِّم لك المساعدة، وعندما كان يصلِّي، وقبْل أن يعود متْ من العطش. أيهما أفضل أن يصلِّي أم أن ينقذك من الهلاك؟
وأيضًا لنفرض أنك ذهبت في رحلة أثناء الشتاء. وواجهك المطر والثلج وقاربت على الموت من البرد. وحدث أنك جريت إلى صديقٍ لك في وقت الصلاة. وأجابك على النحو السابق ومتْ أيضًا من البرد، ماذا سيكسب صديقك من صلاته؟ لأنه لم ينقذ شخصًا من ضيقته.
لذلك عندما وصف إلهنا وقت المجازاة، عندما يفصل بين من يجب أن يبقى عن يمينه ومن يبقى عن يساره، يقول لمن هم عن يمينه: “لأني جُعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبًا فآويتموني” (مت 25: 35). ثم يخاطب بنفس الطريقة الذين عن يساره، ولأنهم لم يفعلوا أي شيء ممَّا سبق يرسلهم إلى النار، وأما الذين عن يمينه فيرسلهم إلى الملكوت.

الصلاة المحبوبة

  1. الصلاة جميلة وأعمالها مستقيمة، الصلاة المقبولة تُشعر الإنسان بالراحة. تُسمع الصلاة عندما نشعر بالغفران فيها.

الصلاة المحبوبة هي الصلاة النقيَّة الخالية من كل غش. وتكون الصلاة قويَّة عندما تعمل قوَّة الله فيها.
عزيزي، كتبت إليك أن الإنسان عندما يلتزم أن يتمم مشيئة الله، وتكون المحور الأساسي لصلاته، يسمو الإنسان في صلاته. قلت لكم هذا لا تهملوا الصلاة.
يلزم أن تشتاقوا إلى الصلاة ولا تكلُّوا منها. كما قال ربنا وهو مكتوب: “انه ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يُمل” (لو 18: 1)، يجب أن تتُوقوا إلى السهر، واِنزعوا عنكم الغفلة والنوم. يجب أن تكونوا مستيقظين في كل وقت بالنهار والليل ولا تفتروا.

استخدم كل أنواع الصلاة

  1. الآن أعرض لكم ظروف الصلاة المختلفة: الطلبة والشكر والتسبيح.

في الطلبة يسأل الشخص الرحمة لأجل خطايانا، وفي الشكر تقدِّم الشكر لأبيك السماوي. وفي صلاة التسبيح نسبِّح الله لأجل أعماله.
عندما تكون في الضيق قدِّم طلبة لله.
عندما يعطيك الله عطايا صالحة، فلتشكر العاطي.
عندما يتهلَّل ذهنك، قدِّم لله التسبيح.
لذلك قدِّم هذه الصلوات بتمييز إلى الله. اُنظر إلى داود عندما كان يقول دائمًا: “في منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برِّك” (مز 119: 62). وفي مزمور آخر يقول داود: “هلِّلويا، سبِّحوا الرب من السماوات، سبِّحوه في الأعالي” (مز 148: 1). وفي مزمور آخر: “أبارك الرب في كل حين، دائمًا تسبحته في فمي” (مز 34: 1)، لذلك لا تستعمل نوعًا واحدًا من الصلاة، ولكن استخدم كل الأنواع في أوقات متفرِّقة.

اغتسلوا، تنقُّوا!

  1. إني أثق يا عزيزي أن كل ما يطلبه الناس من الله بمثابرة ينالونه. ولكن الله لا يُسر بالذي يقدَّم صلاته باستهتار، كما هو مكتوب أن هذا هو المطلوب ممن يقدم صلاة، أن يفحص تقدمته جيدًا، لئلاَّ يوجد فيها لوم، وبعد ذلك فقط يقدِّمها (راجع مت 5: 23-24). التقدمة هنا هو الصلاة وبهذا لا تبقى تقدمتك (صلاتك) على الأرض. فما هي هذه التقدمة إن لم تكن صلاتك كما كتبت لك قبلاً. لأن داود قال: “اِذبح لله حمدًا. وأوْفِ العليّ نذورك، وادعني في يوم الضيق، أنقذك فتمجِّدني” (مز 50: 14).

والصلاة النقيَّة هي أفضل التقدمات.
كن مجتهدًا يا عزيزي في الصلاة التي فيها تتحدَّث إلى الله لحسابك. فقد كُتب في إشعياء النبي أنه أعلم الإسرائيليِّين بخطاياهم، وسمَّاهم حكَّام سدوم (إش 1: 10) عوض قوله “ربَّيت بنين ونشَّأتهم” (إش 1: 2)، لأنهم استبدلوا المجد والكرامة بالخزي.
قال أولاً إشعياء: “ربَّيت بنين ونشَّأتهم”، لكنه قال بعد ذلك: “اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم. أصغوا إلى شريعة إلهكم يا شعب عمورة” (إش 1: 10). وعندما لم يستمعوا إلى رسالة النبي عندما قال لهم: “بلادكم خربة، مدنكم محرقه بالنار” (إش 1: 7) عندئذ دعاهم “قضاة سدوم، وشعب عمورة”. قدَّموا ذبائحهم لكي يغفر الله لهم، ولكن لم تُقبل منهم، لأن شرَّهم كان عظيمًا كما كان حال بيت عالي الكاهن، فقد قيل في الكتاب المقدََّس أن شر بيت عالي لا يُغفر بذبائح وتقدمات (1 صم 3: 14). وانطبق على الإسرائيليِّين نفس الجملة عندما قال إشعياء لهم: “لماذا لي كثرة ذبائحكم؟ يقول الرب: أُتخِمت من محرقات كباش وشحم مسمَّنات، وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسر. حينما تأتون لتظهروا أمامي، من طلب هذا من أيديكم تدوسوا دوري؟” (إش 1: 11-12). وعندما سأله الشعب: لماذا طلبت الذبائح، ولماذا لم تقبل تقدماتنا؟ أجاب النبي: “أيديكم ملآنة دمًا” (إش 1: 15).
وعندما سأل الشعب: ماذا نفعل؟ أجابهم النبي: “اغتسلوا تنقُّوا اعزلوا شرّ أفعالكم من أمام عينيّ، كفُّوا عن فعل الشرّ، تعلَّموا فعل الخير، اطلبوا الحق، اَنصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة” (إش 1: 16-17).
سأل الشعب النبي عندما نفعل هذا ماذا يحدث لنا؟ فقال لهم النبي: “هلُمَّ نتحاجج يقول الرب، إن كانت خطاياكم كالقُرمز تبيَضّ كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف” (إش 1: 18).
ولكن كيف يتكلَّم الإنسان مع الله إلاَّ بالصلاة بدون لوم، لأنه أي عيب في الصلاة لا يتوافق مع الله؟ كما هو مكتوب: “إن كثَّرتم الصلاة لا أسمع، أيديكم ملآنة دمًا” (إش 1: 15). وقال لهم عندما تغتسلون نتكلم معًا. “إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف، وإن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيْتم وتمرَّدتم تؤكلون بالسـيف، لأن فم الرب تكلَّم” (إش 1: 18-19).

أسرار مجيدة

  1. يا لها من أسرار مجيدة تنبأ عنها إشعياء عندما قال لهم: “أيديكم ملآنة دمًا” (إش 1: 15) وماذا يكون هذا الدم إن لم يكن دم المسيَّا الذي أخذوه على أنفسهم وعلى أولادهم، ودم الأنبياء الذين قتلوهم؟ هذا الدم كان قرمزيًا وأحمر قاني وهو علامة لهم (إش 1: 16). هذا الدم الذي لا يمكن أن يُنظف ألا بالاغتسال بواسطة ماء المعموديَّة، والاشتراك في جسد ودم المسيح. إن الدم لا يُغسل إلاَّ بالدم، والجسد لا ينظَّف إلا بجسد المسيح. الخطيَّة تُغسل بالماء، وبالصلاة تتحدَّث مع جلال الله.

اُنظر يا عزيزي كيف رُفضت الذبائح، واحتلت الصلاة مكان الذبائح. فلنحب من الآن الصلاة النقيَّة ولنتحدث في الطلبة، وفي بدأ كل صلاة يجب أن تصلي الصلاة الربانيَّة. لتشتهِ كل ما كتبته لك عنه. وفي كل وقت تصلِّي، تذكَّر صديقك المخلص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *