القديس مار أفرام السرياني
اسمعوا أيها الأحباء كم أن الله هو رحيم، وكونوا في الراحة. المرأة الخاطئة غفر زلاتها؛ نعم، لقد رفعها حين كانت مبتلاة. بالوحل فتح عيني الأعمى، حتى يرى بحدقتيه النور. للمشلول وهب الشفاء، فقام ومشى وحمل سريره. ولنا أعطى الجواهر، جسده ودمه المقدسين. لقد جلب عقاقيره سرياً وبها يشفي علانيةً. هو يطوف في أرض يهوذا كطبيب حاملاً أدويته.
سمعان دعاه إلى العيد ليأكل الخبز في بيته. فرحت المرأة الخاطئة عندما سمعت أنه جلس يحتفل في بيت سمعان. تجمعت أفكارها معاً مثل البحر وكالأمواج العظيمة جاشت محبتها. لقد شاهدت بحر النعمة، وكيف ألزم نفسه في مكان واحد واعتزمت أن تمضي وتُغرق كل شرها بين أمواجه. لأن قلبها أثم، فقد ربطته بسلاسل العذاب ودموعه، وابتدأت تندب في ذاتها: “ماذا نفعني هذا الزنا؟ ماذا أفادني هذا الفسق؟ لقد لوثت الأبرياء بدون خجل. لقد أفسدت اليتامى، وبدون خوف سرقت من البائعين بضائعهم، ولم يكتفِ جشعي. لقد كنت كالنبّال في الحرب، وقد قتلت الصالح والطالح. لقد كنت مثل عاصفة في البحر وغمرت سفن الكثيرين.
لماذا لم أربح رجلاً واحداً؟ فقد كان ليصلح فسقي، لأن رجلاً واحداً هو من الله أما كثيرون فهم من الشيطان. لقد قالت هذه الأشياء في داخلها ثم بدأت تتصرف بالظاهر. غسلت عينيها ومسحت الصبغة التي أعمتهما. تفجرت الدموع من عينيها على هذا الصباغ المميت. سحبت ورمت من يديها سوار شبابها الجذاب. خلعت عن جسدها غطاء الدعارة الكتاني وألقته بعيداً، وقررت أن تمضي وتزيّن نفسها بثوب المصالحة. خلعت من رجليها حذاء الفسق المزيَّن ووجهت خطواتها في طريق النسر السماوي. أخذت ذهبها براحتيها وحملته إلى وجه الملكوت وراحت تبكي في سرها إلى الذي يسمع في العلن: “هذا يا رب ما جنيته من الإثم، به سوف أشتري لنفسي العتق. هذا ما جمعته من الأيتام، به سوف أكسب رب الأيتام”. هذه الأشياء قالتها في سرها ثم بدأت بالتصرف في العلن. أخذت الذهب على راحتيها وحملت صندوق حليها في يديها.
ثم ذهبت مسرعة بأسى إلى العطار. رآها العطار وافتكر في نفسه، وراح يسألها. هكذا راح يقول لبنت الهوى بكلماته الأولى: “ألم يكفيك، يا ابنة الهوى، أنك أفسدت كل مدينتنا؟ ماذا يعني هذا الشكل الذي تُظهرين اليوم لمحبيك وكأنك رميت جانباً كل عبثك وكسوت نفسك بالتواضع؟ حتى الآن كنت دائماً تأتين إلي بمظهر مختلف عمّا أنت عليه اليوم. أنت لا تلبسين ملابس جميلة ولم تجلبي إلا القليل من الذهب ولست تطلبين المرهم الغالي الثمن لتجعلي فسقك لطيفاً. لكن عجباً! اليوم ثوبك خسيس، ولم تجلبي الكثير من الذهب.
لا أفهم تغيرك. لمَ هذا المظهر؟ إما اكتسي بثوب يناسب قدرتك أو اشتري مرهماً يلائم ملبسك وإلا فإن هذا العطر لا يناسب ولن يكون مناسباً لهذا اللباس. هل حدث أن بائعاً التقاكِ وجلب ثروة كبيرة وأنتِ رأيت أنه لا يحب ثيابكالمثيرة للشهوة؟ وهكذا خلعتِ الفسق عنك وكسوتِ نفسك بالخنوع حتى بتغيير الملابس تحققين ثروة أكبر. ولكن إن كان يحب هذا المظهر لأنه رجل محتشم بالحقيقة، إذاً وا أسفاه عليه! بماذا وقع؟ في خليج ابتلع بضاعته. ولكني أسديك نصيحة، كرجل يريد منفعتك، أن تبعدي عنك المحبين الكثيرين الذين لم يسعفوك بشيء منذ شبابك. ومن الآن فصاعداً اسعي وراء زوج يصلح رداءتك”. هذه الأشياء بالحكمة قالها العطّار لبنت الهوى. أجابت المرأة الخاطئة وقالت له، للعطار، بعد حديثه: “لا تعوّقني أيها الرجل، ولا توقفني بالأسئلة. لقد طلبتُ منك العطر ليس مجاناً إنما سوف أدفع لك ثمنه بدون تذمر. خذ الذهب قدر ما تريد واعطِني العطر الثمين، خذ ما لا يثبت واعطِني ما يثبت، وأنا سوف أذهب إلى الذي يدوم وسوف أشتري ما يدوم.
وبالنسبة لما قلتَه عن التاجر، لقد التقيت رجلاً يحمل ثروات غزيرة. لقد سلبني وسلبتُه. لقد سلبني انتهاكاتي وخطاياي، وأنا سلبته ثروته. وبالنسبة لما قلتَه عن زوج، لقد كسبت زوجاً في الملكوت، سلطانه يدوم إلى الأبد ومملكته لا تفنى”. وحملت العطر ومضت. لقد مضت بعجلة. عندما رآها الشيطان غضب وحزن حزناً عظيماً فيفكره. للحظة ابتهج ومن جديد للحظة أخرى حزن. لقد فرح في داخله لأنها تحمل الزيت المعطر.
لكنها مكتسية بلباس خسيس – هذا العمل أخافه. عندها شق طريقه إليها وتبعها كما يتبع السارق التاجر. تنصت إلى تمتمات شفتيها كي يسمع صوت كلماتها. راقب مقلتي عينيها عن قرب ليعرف أين يتوجَه بريق عينيها. وكان يمشي بقرب رجليها حتى يعرف أين هو ذهابها. الشيطان مليء بالدهاء، من كلامنا يعرف هدفنا. هكذا علمنا ربنا ألانرفع صوتنا عندما نصلي، حتى لا يعرف الشيطان كلماتنا ويقترب ويصبح خصمنا. وهكذا إذ رأى الشيطان أنه لا يستطيع تغيير رأيها أكتسى بزي رجل وجمع حوله حشداً من الشبان، مثل محبيها في الأوقات الغابرة. وعندها توجّه إليها هكذا: “بحياتك أيتها المرأة، أخبريني أين توجهين خطواتك؟ ماذا تعني هذه العجلة؟ فأنت مستعجلة أكثر من أي يوم آخر. ماذا يعني هذا الخنوع، فنفسك خانعة مثل خادمة؟ بدل ثياب الحرير الرفيع، وا أسفاه! أنت ترتدين ثوب حداد قذراً. بدل أساور الذهب والفضة، لا يوجد حتى خاتم في إصبعك.
بدل الصنادل الجميلة لقدميك لا تنتعلين حتى حذاء بالياً. اكشفي لي عن عملك هذا، فأنا لا أفهم تبدلك. هل هو أن أحد محبيك مات وتذهبين لدفنه؟ سوف نذهب إلى الجنازة لاحقاً ومعك نشترك في الحزن”. أجابت المرأة الخاطئة وقالت له، للشيطان بعد كلامه: “حسناً قلت أني أذهب لأدفن الميت، الميت الذي مات من أجلي. خطيئة أفكاري قد ماتت، وأنا أذهب لأدفنها”.
أجاب الشيطان قائلاً لها، للمرأة الخاطئة بعد كلماتها: “إذهبي أيتها المرأة، أنا أخبرك أني أول محبيك. أنا لست مكانك بذاتي، إنما أنا أضع يديّ عليك. سوف أعطيك مجدداً ذهباً أكثر مما مضى”. أجابت المرأة الخاطئة وقالت له،للشيطان بعد كلامه: “لقد ضجرت منك أيها الرجل، وأنت لم تعد أبداً حبيبي. لقد كسبت زوجاً في السماء، إنه الله، كل شيء انتهى، وسلطته تدوم إلى الأبد، ومملكته لا تزول. لهذا وا أسفاه! بحضورك أقول، وأقول مجدداً ولا أكذب.
لقد كنت أمة للشيطان منذ طفولتي إلى هذا اليوم. لقد كنت جسراً وهو يدوس علي، وقد أفسدت آلاف الرجال. لقد أعمى طلاء العينين عينيّ، وقد كنت عمياء بين عميان كثيرين أنا أعميتهم. لقد صرت بلا نظر دون أن أعلم أن هناك مَن يمنح النور للذين لا نظر لهم. عجباً! أذهب لأنال الضوء لعينيّ، وبذاك النور لأعطي النور لكثيرين. لقد كنت مقيدة بإحكام ولم أعرف بأن هناك مَن يقلب الأوثان. عجباً! أذهب لكي تُتلف أوثاني، وهكذا لتُتلف حماقات كثيرين. لقد كنت جريحة ولم أعرف أن هناك مَن يبلسم الجراح. وعجباً! أذهب لتُبلسم جراحي”.
هذه الأشياء قالتها بنت الهوى للشيطان بحكمتها، وهو راح يئن، وحزن وناح، وصرخ بصوت عالٍ وتكلّم هكذا: “لقد غُلبت بك أيتها المرأة ولا أدري ماذا أفعل”. ما أن اقتنع إبليس أنه لا يستطيع تغيير رأيها، راح يندب نفسه وهكذا تكلّم: “من الآن فصاعداً فَسُد اعتزازي وفخرُ كل أيامي. كيف لي أن أنصب لها شركاً، هذه الصاعدة إلى فوق؟ كيف لي أن أرمي سهاماً عليها، هذه التي لا تهتز؟ إذاً سوف أدخل في حضرة يسوع. عجباً! هي على وشك الدخول إلى حضرته. سوف أقول له هكذا: “هذه المرأة هي مومس”. ربما يرفض أن يستقبلها. وسوف أقول له هكذا: “هذه المرأة التي تقف في حضرتك هي إمرأة بنت هوى. لقد أسرت الرجال بدعارتها، إنها ملوثة منذ شبابها. لكن أنت أيها السيد، صالح وكل الرجال يزدحمون لرؤيتك. وإذا رأى الناس أنك تتكلم إلى المومس، سوف يبتعدون من حضرتك وواحد منهم لن يحييك”. هذه الأشياء قالها الشيطان في نفسه لكنه لم يتحرك.
ثم غيّر سبيل فكره، وهكذا كان ما تكلم به: “كيف سوف أدخل إلى حضرة يسوع، إذ أن الأشياء السرية مستعلنة لديه؟ إنه يعرفني، يعرف مَن أكون، وأن غايتي ليست أية خدمة حسنة. إذا اتفق وأن وبخني فأنا أفشل وكل خدعتي تضيع. سوف أمضي إلى بيت سمعان إذ أن الأشياء السرية ليست مستعلنة له. وفي قلبه سوف أضعها، وهو قد يعلق على هذه الصنارة. وهكذا سوف أقول له: “بحياتك يا سمعان أخبرني. هذا الرجل الذي ينزل في بيتك، أهو رجل صالح أم هو صديق لفاعلي الشر؟ أنا رجل غني وعندي ممتلكات، وأرغب مثلك أن أدعوه كي يدخل ويبارك ممتلكاتي. أجاب سمعان وهكذا قال للشيطان بعد كلامه: “منذ أول يوم رأيته لم أرَ أي شهوة فيه، إنما هدوءً وسلاماً، تواضعاً وحسن مظهر. المريض أبرأ من دون مكافأة، والعليل شفى من دون أجر.
إنه يقترب ويقف قرب القبر ويدعو فيقوم الميت.
يايرس دعاه ليقيم إبنته إلى الحياة، إيماناً بأنه قادر على إقامتها إلى الحياة. ومضى معه في الطريق، أعطى الشفاء للمرأة السقيمة التي اقتربت من ذيل ثوبه وخطفت الشفاء منه وحل عنها ألمها الذي كان مراً وصعباً. ولقد مضى أيضاً إلى الصحراء ورأى الجياع الباهتين من الجوع فجعلهم يجلسون على العشب وأطعمهم برحمته. في السفينة غفا كما شاء وهاج البحر على التلاميذ فاستيقظ ووبخ الموج فكان هدوء عظيم. الأرملة البائسة التي كانت تسير وراء ابنها الوحيد على طريق القبر، واساها فأعطاه إليها وأبهج قلبها. للرجل الذي كان أصماً وأعمى جلب الشفاء بصوته. البرص أبرأهم بكلمته؛ ولأعضاء المشلول أعاد القوة. للرجل الأعمى المتألم والمرهق فتح عينيه فرأىالنور. ولآخرَين التمساه مرة واحدة فتح أعينهما. أما بالنسبة لي أنا، هكذا سمعت بصيت الرجل من بعيد ودعوته ليبارك ممتلكاتي ويصون قطعاني”. أجاب الشيطان وقال لسمعان بعد كلامه: “لا تمدح رجلاً في بدايته حتى تعرف نهايته.
حتى الآن هذا الرجل رزين ولا تجد نفسه لذة في الخمر. إن مضى من منزلك وحرص على ألاّ يتحدث مع زانية، يكون عندها رجلاً باراً وليس صديقاً لفاعلي الشر”. وقفت المرأة الخاطئة المليئة بالانتهاكات متشبثة بالباب. شبكت ذراعيها بالصلاة وهكذا تكلمت راجية: “أيها الابن المبارك الذي نزلت إلى الأرض لخلاص الانسان، لا تغلق بوجهي لأنك أنت دعوتني وأنا أتيت.
أنا أعرف أنك ما نبذتني. إفتح لي أبواب رحمتك حتى أدخل يا سيدي وأجد فيك أنت ملجأً من الشرير وجمهرته. لقد كنت مثل العصفور الدوري والصقر طاردني، فهربت ووجدت مأوى في عشك. لقد كنت عجلة والنير ناكدني، وسوف أعود عن ضلالاتي إليك. ضع على كتفي نيرك حتى أحمله وأعمل مع ثيرانك”. هذا ما قالته الزانية على الباب بنحيب كثير. نظر رب المنزل ورآها فتغير لون وجهه، وراح يقول لها، للزانية، بأول كلامه: “إمضي أنتِ من هنا أيتها الزانية، لأن هذا الرجل الذي يقيم في منزلنا هو رجل بار والذين معه هم بلا لوم. ألا يكفيك أنك أفسدت كل المدينة؟ أنتِ أفسدت الطاهر بلا خجل؛ أنتِ سلبت اليتامى وما استحيتِ؛ وأنتِ سلبتِ مخازن التجار بهدوء غير مرتبك. منه (من يسوع) قلبك ونفسك يعملان للأخذ، ولكن منه لن تنهبي شيئاً لأنه بار ومَن معه بلا لوم. أجابت المرأة الخاطئة وقالت له، لسمعان أيضاً عندما انتهى: “أنت بالتأكيد حارس الباب، أنت يا مَن يعرف أشياء سرية. قدّم المسألة على المأدبة وأنت سوف تكون حراً من اللوم. وإذا أرادني أحد أن أدخل فهو يأمرني وأنا أدخل”. أسرع سمعان وأغلق الباب ودنا ووقف بعيداً. ثم تلكأ لوقت طويل ولم يعرض المسألة على المأدبة. لكن ذاك الذي يعرف ما هو سر أومأ لسمعان وقال له: “تعالَ إلى هنا، أنا آمرك، ألا يقف أحد ما عند الباب؟ كائناً مَن كان، افتح له ليدخل ودعه يحصل على ما يريد ثم يمضي. إن كان جائعاً جوعاً للخبز، في بيتك مائدة الحياة؛ وإن كان عطشاناً عطشاً للماء فالنبع المبارك في دارك. وإن كان مريضاً يطلب الشفاء فالطبيب العظيم في منزلك. يتعذب الخاطئون بحثاً عني، أنا لأجلهم بذلت نفسي. أنا لن أصعد إلى السماء، إلى المسكن الذي منه نزلت، حتى أحمل الخروف الذي ضلّ من منزل أبيه وأرفعه على كتفيّ وأحمله عالياً إلى النعيم”.
أجاب سمعان وهكذا قال ليسوع عندما انتهى من الكلام: “سيدي هذه المرأة التي تقف في المدخل هي بنت هوى: إنها فاسقة وغير حرة المولد، مدنسة منذ طفولتها. وأنت يا سيدي رجل بار والكل متلهفون لرؤيتك. وإذا رآك الناس تتحادث مع الساقطة، كلهم سوف يفرون من قربك وأحد لن يحييك”. أجاب يسوع وهكذا قال لسمعان عندما انتهى من الكلام: “كائناً مَن كان، افتح له ليدخل وأنت فلتكن بلا لوم. وحتى لو كانت سيئاته كثيرة سوف أقبله بدون توبيخ”.
اقترب سمعان وفتح الباب وابتدأ يتكلم هكذا: “تعالي، ادخلي، أنجزي ما أردتِ، لمَن هو مثلك”. المرأة الزانية، ملأى بالخطايا، تقدمت ووقفت عند رجليه، وشبكت يديها بالصلاة، وبهذه الكلمات تكلمت: “عيناي أصبحتا جداول لا تتوقف عن إرواء الحقول، واليوم تغسلان قدمي ذاك الذي يسعى وراء الخطاة. هذا الشعر، الغزير بالعقد منذ طفولتي إلى هذا اليوم، لا يحزنْك أنه سوف يمسح هذا الجسم المقدس. الفم الذي قبّل الفاسقين، لا تمنعْه من تقبيل الجسد الذي يغفر الخطايا والذنوب”. هذه الأشياء قالتها بنت الهوى مع بكاء كثير. وسمعان وقف بعيداً ليرى ما سوف يفعل لها.
لكن ذاك الذي يعرف الأشياء السرية وبّخ سمعان وقال له: “عجباً! سوف أقول لك يا سمعان ما أنت تفكر به من جهة الزانية. في فكرك تخيّلت وفي داخل نفسك قلت: “لقد دعوتُ هذا الرجل باراً ولكن للأسف! بنت الهوى تقبّله. لقد دعوته ليبارك ممتلكاتي وللأسف! بنت الهوى تعانقه. يا سمعان كان هناك مديونان لدائن واحد؛ الأول له عليه خمسمائة فلس والآخر خمسون.
ولما رأى الدائن أن الإثنين لا يملكان شيئاً البتة سامحهما وترك لهما دينهما. أي منهما ينبغي به أن يؤدي الشكر الأعظم؟ ذاك الذي تُرك له خمسمائة أم ذاك الذي تُرك له خمسون؟” أجاب سمعان وقال ليسوع عند انتهائه من الكلام: “ذاك الذي تُرك له خمسمائة يجب أن يؤدي شكراً أعظم”. أجاب يسوع وتكلم هكذا: “أنت هو الذي عليهالخمسون وهذه المرأة عليها الخمسمائة. عجباً! أتيتُ إلى بيتك يا سمعان وماءً لقدميّ لم تقدم؛ وهذه المرأة التي قلتَ عنها أنها كانت بنت هوى، ومنذ حداثتها تلوثت، فقد غسلت رجليّ بالدموع ومسحتهما بشعرها.
أينبغي بي أن أبعدَها يا سمعان من دون الحصول على المغفرة؟ الحق الحق أقول لك سوف أكتب عنها في الإنجيل. إمضِ أيتها المرأة مغفورة لك خطاياكِ وكل سقطاتك قد حُجبَت من الآن وإلى نهاية العالم”. فليحسبنا ربنا مستحقين لسماع كلمته “تعالوا ادخلوا يا مبارَكي أبي، رثوا المُلك المعَد لكل الذين يفعلون مشيئتي ويطيعون وصاياي”. له المجد ولنا الرحمة كل حين. آمين. آمين