التكوين
23: 1 – 24: 51 ؛ مزمور 9: 14 – 21؛ امثال 3: 1 – 6 ؛ طوبيا 5:
1 – 21؛متى 8: 1 – 17
وفاة سارة ودفنها
23
وعاشت سارةُ مئةً وسَبْعًا وعِشْرينَ سنَةً 2وماتَت في قريةِ
أربعَ، وهيَ حَبرونُ، في أرضِ كنعانَ. ودخلَ إبراهيمُ يندُبُ سارةَ ويبكي علَيها.
3فلمَّا قامَ مِن أمامِ جثمانِها قالَ لبَني حِثٍّ: 4«أنا غريبٌ
ونزيلٌ
بَينَكُم. دعوني أملِكُ قبرًا عِندَكُم لأدفِنَ فيهِ مَيتي مِنْ
أمامي». 5فأجابَهُ بَنو حِثٍّ: 6«إسْمَعْ لنا يا سيّدي. اللهُ جعلَكَ رفيعَ
المَقامِ فيما بيننا، فاَدفِنْ مَيتَكَ في أفضلِ قُبورِنا، لا أحدَ مِنَّا يَمنعُ
قبرَهُ عَنكَ لتدفِنَ فيهِ مَيتَكَ».
7فقامَ إبراهيمُ واَنحنى لأهلِ تِلكَ الأرضِ، لبَني حِثٍّ
8وقالَ لهُم: «إنْ كُنتُم تَقبلونَ أنْ أدفِنَ مَيتي مِنْ أمامي فاَسمعوا لي
واَطلبوا مِنْ عَفرونَ بنِ صُوحرَ 9أن يُعطيَني مغارةَ المَكفيلةِ التي لَه في
طَرَفِ حقلِهِ بثمنٍ كاملٍ، لتكونَ قبرًا أملُكُهُ فيما بَينَكُم. 10وكانَ عَفرونُ
الحثِّيُّ جالسًا معَ بَني حِثٍّ، فأجابَ إبراهيمَ على مَسامعِ كُلِّ
بَني حِثٍّ الذينَ جاؤوا إلى مَجلسِ بابِ المدينةِ:
11«لا يا سيّدي، اَسمَعْ لي. الحقلُ وهبتُهُ لكَ، والمغارةُ التي فيهِ أيضًا. هذِهِ
هِبَةٌ لكَ مِني بمشهدٍ مِنْ بَني قومي. فاَدفِنْ مَيتَكَ».
12فاَنحنى إبراهيمُ أمامَ أهلِ تِلكَ الأرضِ، 13وقالَ لعَفرونَ
على مَسامِعِهِم: «لَيتكَ تسمَعُ لي، فأعطيَكَ ثَمنَ الحقلِ. خذْهُ مِني فأدفِنَ
مَيتي هُناكَ». 14فأجابَ عَفرونُ إبراهيمَ: 15«إسمَعْ لي يا سيّدي. أرضٌ
تساوي أربعَ مئةِ مِثقالِ فِضَّةٍ، فأيَّةُ قيمةٍ لها
بَيني وبَينَكَ؟ اَدفِنْ مَيتَكَ فيها». 16فسمِعَ إبراهيمُ لعَفرونَ ووزَنَ لَه
الفِضَّةَ التي ذكَرَها على مَسامعِ بني حِثٍّ، أي أربعَ مئةِ مثقالِ فِضَّةٍ مما
هو رائج بَينَ التُّجارِ.
17فأصبحَ حَقلُ عَفرونَ الذي في المكفيلةِ تُجاهَ مَمْرا:
الحقلُ والمغارةُ وكُلُّ ما فيهِ مِنْ شجرٍ بجميعِ حُدودهِ المُحيطةِ به 18مُلْكًا
لإبراهيمَ بمشهدٍ مِنْ كُلِّ
بَني حِثٍّ الذينَ جاؤوا إلى بابِ المدينةِ. 19وبَعدَ ذلِكَ
دفَنَ إبراهيمُ سارةَ اَمرأتَهُ في مغارةِ حَقلِ المكفيلةِ تُجاهَ مَمْرا، وهيَ
حَبرونُ، في أرضِ كنعانَ. 20وهكذا اَنتقلَ الحَقلُ والمغارةُ التي فيه مِنْ بَني
حِثٍّ إلى إبراهيمَ مُلْكًا لقبرٍ.
زواج إسحق
24
وشاخ إبراهيمُ وتقدَّمَ في السِّنِّ.
وباركَ الرّبُّ إبراهيمَ في كُلِّ
شيءٍ. 2وقالَ إبراهيمُ لكبيرِ خدَمِ بَيتهِ ووكيلِ جميعِ
أملاكهِ: «ضَعْ يَدكَ تَحتَ فَخذي 3فأستَحلِفَك بالرّبِّ
إلهِ السَّماءِ وإلهِ الأرضِ أنْ لا تأخذَ زوجةً لاَبني
مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الذينَ أنا مُقيمٌ بَينَهم، 4بل إلى أرضي وإلى عَشيرتي
تذهبُ وتأخذُ زوجةً لاَبني إسحَقَ. 5فقالَ لَه الخادمُ: رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ
تتبعَني إلى هذِهِ الأرضِ، فهل أرجعُ باَبنِكَ إلى الأرضِ التي جئْتَ منها؟» 6فقالَ
لَه إبراهيمُ: «إيّاكَ أنْ ترجعَ باَبني إلى هُناكَ. 7فالرّبُّ إلهُ السَّماءِ الذي
أخذَني مِنْ بَيتِ أبي ومِنْ مَسقَطِ رأسي، والذي كلَّمني وأقسمَ لي قالَ:
«لِنسلِكَ أُعطي هذِهِ الأرضَ، هوَ يُرسلُ ملاكَهُ أمامَكَ فتأخذُ زوجةً لاَبني
مِنْ هُناكَ. 8وإنْ أبَتِ المرأةُ أنْ تَتْبعَك فأنتَ بريءٌ مِنْ يميني هذِهِ أمَّا
اَبني فلا ترجعْ بهِ إلى هُناكَ». 9فوضَعَ الخادمُ يدَهُ تَحتَ فخذِ إبراهيمَ
سيّدِهِ وحلَفَ لَه على ذلِكَ.
10وأخذَ الخادمُ عشَرةَ جمالٍ مِنْ جمالِ سيّدهِ وشيئًا مِنْ
خيرِ ما عندَهُ وسارَ متوجهًا إلى أرامِ النَّهرينِ، إلى مدينةِ ناحورَ. 11فأناخ
الجمالَ في خارج المدينةِ على بئرِ الماءِ عِندَ الغُروبِ، وقتَ خروج النِّساءِ
ليستقينَ ماءً. 12وقالَ: «يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، وَفقْنِي اليومَ
وأحسِنْ إلى سيدي إبراهيمَ. 13ها أنا واقِفٌ
على عينِ الماءِ، وبناتُ أهلِ المدينةِ خارجاتٌ
ليستقينَ ماءً، 14فليكُنْ أنَّ الفتاةَ التي أقولُ لها:
أميلي جرَّتَكِ لأشرَبَ، فتقولَ: اَشربْ
وأنا أسقي جمالَكَ أيضًا، تكونُ هيَ اَلتي عيَّنتَها
لعَبدِكَ إسحَقَ. وهكذا أعرفُ أنَّكَ أحسنْتَ إلى سيّدي».
15وما كادَ يَتِمُّ كلامُهُ حتى خرجت رِفقةُ وجرّتُها على
كَتِفِها، وهي اَبنةُ بتوئيلَ اَبنِ مِلْكَةَ اَمرأةِ ناحورَ أخي إبراهيمَ.
16وكانتِ الفتاةُ بِكْرًا، جميلةَ المنظَرِ جدُا، فنزلت إلى العَينِ وملأت جرَّتَها
وصَعِدت. 17فأسرَعَ الخادمُ إلى لِقائِها
وقالَ: «أسقني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ». 18فقالت:
«إشربْ يا سيّدي».
وأسرعت فأنزلت جرّتَها على يدِها وسقتْهُ. 19ولمَّا فرغت مِنْ سَقْيهِ قالت: «أستقي
لجمالِكَ أيضًا حتى تشربَ كفايتَها». 20فأسرعت وأفرغت جرّتَها في الحَوضِ وعادت
مُسرِعةً إلى البئرِ لتستقيَ،
فاَستقت لجميعِ جمالِهِ، 21بَينما هوَ يتأمَّلُها صامتًا ليعرفَ
هل سَهَّلَ الرّبُّ طريقَهُ أم لا.
22ولمَّا فرغتِ الجمالُ مِنَ الشُّربِ أخذَ الرَّجلُ خزامةً
مِنْ ذهَبٍ وَزنُها نِصفُ مِثقالٍ وسوارَينِ ليدَيها وَزنُهُما عشَرَةُ مثاقيلَ
ذهَبٍ، 23وقالَ: «بنتُ مَنْ أنتِ؟ أخبريني، هل في بَيتِ أبيكِ موضِعٌ نَبيتُ فيهِ؟»
24فقالت لَه: «أنا بنتُ بتوئيلَ اَبنِ مِلْكةَ اَمرأةِ ناحورَ». 25وقالت لَه:
«عِندَنا كثيرٌ مِنَ التِّبنِ والعَلَفِ وموضِعٌ للمَبيتِ أيضًا». 26فركعَ الرَّجلُ
ساجدًا للرّبِّ .
27وقالَ: «تبارَكَ الرّبُّ إلهُ سيّدي إبراهيمَ فهوَ لم يمنعْ رأفتَهُ وإحسانَهُ
عَنْ سيّدي، فهداني في طريقي إلى بَيتِ
أخيهِ».
28فأسرعتِ الفتاةُ إلى بَيتِ أُمِّها وأخبرتْ
بما جرى. 29وكانَ لرفقةَ أخ اَسمُهُ لابانُ، فخرَج
لابانُ مُسرِعًا إلى الرَّجلِ، إلى العَينِ، 30حالما رأى الخزامةَ في أنفِ أُختهِ
والسوارَينِ في يَديَها وسَمِعَها تقولُ: «هذا ما قالهُ الرَّجلُ لي»، فوجدَ
الرَّجلَ واقفًا معَ الجمالِ عِندَ العَينِ. 31فقالَ لَه: «أُدخلْ
يا مَنْ باركَهُ الرّبُّ، لماذا تقِفُ هُنا في الخارج
وأنا هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعًا لجمالِكَ؟» 32وأدخلَ الرَّجلَ إلى البَيتِ وحَلَ
عَنْ جمالِه، وجاءَ بالتِّبنِ والعَلَفِ، وأعطى الرَّجلَ ماءً لِغَسلِ رجليهِ
وأرجلِ الذينَ معهُ.
33ولمّا جيءَ بالطَّعامِ قالَ الرَّجلُ: «لا آكُلُ حتى أقولَ ما
عِندي». فقالَ لَه لابانُ: «تكلَّمْ». 34قالَ: «أنا خادمُ إبراهيمَ، 35والرّبُّ
بارَكَ سيّدي كثيرًا فاَغتنى. أعطاهُ غنَمًا وبقَرًا وفضَّةً وذهَبًا وعبيدًا
وإماءً وجمالاً وحميرًا. 36وولَدت لَه سارةُ اَمرأتُهُ اَبنًا بعدما شاخت، فأعطاهُ
سيّدي جميعَ ما يملِكُ. 37واَستحْلَفني سيّدي قالَ: لا تأخذْ لاَبني زوجةً مِنْ
بَناتِ الكنعانيّينَ الذينَ أنا مُقيمٌ بأرضِهِم، 38بل إلى بَيتِ أبي وإلى عَشيرتي
تذهبُ وتأخذُ زوجةً لاَبني. 39فقلتُ لسيّدي؛ رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تتبعَني.
40فقالَ لي: الرّبُّ الذي سلكْتُ أمامَه يُرسلُ ملاكَهُ مَعكَ ويُسهِّلُ طريقَكَ،
فتأخذُ زوجةً لاَبني مِنْ عَشيرتي ومِنْ بَيتِ أبي. 41وبذلِكَ تبرأُ مِنْ يمينِكَ
التي حَلَفْتَها لي، وإذا جئتَ إلى عَشيرتي ولم يُعطوكَ كُنتَ بريئًا أيضًا مِنْ
يمينِكَ. 42فجئتُ اليومَ إلى العينِ وقلتُ: يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، أرني
إنْ كُنتَ تُسهِّلُ طريقي هذِهِ. 43ها أنا واقفٌ
على عَينِ الماءِ، فالصَّبيَّةُ التي تَخرج لِتَستقيَ
وأقولُ لها: اَسقيني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ، 44فتقولُ لي: إشربْ
وأنا أستقي لِجمالِكَ أيضًا تكونُ هيَ المرأةُ التي
عيَّنَها الرّبُّ لاَبنِ سيّدي.
45وما كُدْتُ أنتهي مِنَ الكلامِ في قلبي حتى خرَجت رِفقةُ
وجرّتُها على كَتِفِها، فنزلت إلى العَينِ واَستقت. فقلتُ لها: إسقيني. 46فأسرعت
وأنزلت جرّتَها وقالت: إشربْ
وأنا أسقي جمالَكَ، فشربْتُ، وسقَتِ الجمالَ أيضًا.
47فسألْتُها: بنتُ مَنْ أنتِ؟ فقالت: بنتُ بتوئيلَ بنِ ناحورَ ومِلْكَةَ. فوضعْتُ
الخزامَةَ في أنفِها والسِّوارَينِ في يَدَيها، 48وركعْتُ وسجدْتُ للرّبِّ
إلهِ سيّدي إبراهيمَ وباركْتُه لأنَّه هداني سَواءَ
السبيلِ لآخذَ اَبنةَ أخيهِ لاَبنِه. 49والآنَ إنْ كُنتُم تترأفونَ بسيّدي
وتُحسِنونَ إليهِ فأخبروني، وإلاَ فأنصرف عَنكُم يَمينًا أو شِمالاً».
50فأجابَ لابانُ وبتوئيلُ: «مِنْ عِندِ الرّبِّ
صدرَ الأمرُ، فلا نقدِرُ أنْ نقولَ فيهِ شَرُا أو خيرًا.
51هذِهِ رفقةُ أمامَكَ. خذْها واَذهبْ
فتكونَ زوجةً لاَبنِ سيّدِكَ كما قالَ الرّبُّ».
سفر طوبـيا إلى مادي مع رافائيل
5
فقالَ طوبـيَّا لأبـيهِ: «يا أبـي، كُلُّ
ما أمرتَني به أفعلُهُ 2ولكِنْ كَيفَ أحصِّلُ وديعةَ
الفِضَّةِ وأنا لا أعرِفُ الرَّجلَ الـذي أودَعتَها عِندَهُ؟» 3فأجابَهُ والِدُهُ:
«هذا هوَ الصَّكُ، خُذهُ واَذهَبْ بِه إلى تحصيلِ الوديعةِ معَ رفيقٍ لكَ أعطِيهِ
أجرتَهُ وأنا حيJ
بَعدُ».
4فلمَّا خرجَ طوبـيّا لِـيبحثَ عَنْ رفيقٍ لَه وجَدَ رافائيلَ
الملاكَ ولم يكُنْ يَعرِفُ أنَّهُ ملاكٌ_ 5فسألَه: «هل تَذهَبُ مَعي إلى راجيسَ وهل
تَعرِفُ الطَّريقَ إليها جيِّدًا؟» 6فأجابَهُ الملاكُ: «أذهبُ معكَ، فأنا أعرِفُ
الطَّريقَ كُلَ المعرفةِ لأنِّي كُنتُ مُقيمًا في تِلكَ المدينةِ عِندَ أخينا
جبعائيلَ».
7فقالَ لَه طوبـيّا: «إنتظرْني حتـى أُخبِرَ أبـي بهذا الأمر »،
فأجابَهُ الملاكُ: «إذهبْ، ولا تَتأخَّرْ». 9فذهَبَ إلى البَيتِ وقالَ لأبـيهِ:
«وجَدْتُ رجُلاً يُرافِقُني»، فأجابَه أبوهُ: «أدخِلْهُ إلى هُنا لأعلمَ مِنْ
أيَّةِ عَشيرةٍ هوَ، وإنْ كانَ يُوثَقُ بِه».
10فدخَلَ الملاكُ وسلَّمَ على طوبـيتَ.
11وسألَهُ طوبـيتُ: «أخبِرْني يا أخي مِنْ أيَّةِ عَشيرةٍ وسبطٍ
أنتَ؟» 12فأجابَهُ: «هل أنتَ تَبحثُ عَنْ عَشيرةٍ وسِبْطٍ أو عَنْ واحدٍ تَستأجرُهُ
لِـيذهَبَ معَ اَبنكَ؟» فقالَ لَه طوبـيتُ: «يَهمُّني يا أخي أنْ أعرِفَ اَسمَكَ
واَسمَ عَشيرتِكَ». 13فأجابَهُ الملاكُ: «أنا عزريا بنُ حننيا العظيمُ مِنْ بَني
قَومِكَ». 14فقالَ طوبـيتُ: «أهلاً وسهلاً بكَ يا أخي، أرجو أنْ لا أكونَ أسأتُ
إليكَ لأنـي طلَبتُ مَعرِفةَ عَشيرتكَ وسِبْطِكَ ويَسرُّني أنَّكَ يا أخي مِنْ أصلٍ
كريمِ. فأنا عرَفْتُ حننيا وناثان ابني سملَيا حينَ ترافَقْنا إلى أُورُشليمَ
للصَّلاةِ وتَقديمِ الأعشارِ وبواكير الغِلالِ، فهُما لم يَحيدا عَن اَتِّباعِ
هذِهِ الفريضةِ كما فعَلَ إخوتُنا بَنو قَومِنا، فيا أخي، أنتَ مِنْ أصلٍ عريقٍ،
15ولكِنْ أخبِرْني ما أُجرتُكَ؟ هل يكفي دِرهمٌ في اليومِ علاوةً على ما تُنفِقُهُ
أنتَ واَبني على لوازمِ السَّفرِ؟ 16وإذا عُدتُما سالِمَينَ أدفعُ لكَ أجرةً
إضافيةً». 17فاَتفقا على ذلِكَ.
وقالَ طوبـيتُ لابنِهِ: «تأهَّبْ للسَّفرِ يا اَبني على بَركاتِ
الله». فلمَّا أعدَ لوازِمَ السَّفرِ قالَ لَه أبوهُ: «إذهبْ معَ هذا الرَّجلِ يا
اَبني، والله ساكِنُ السَّماواتِ يُوفِّقُكما وملاكُهُ يُرافقُكُما». فذهَبا معًا
والكلبُ يتبعهُما. 18ولكِنْ ما إنْ خرجا حتـى أخَذت حنَّةُ أُمُّهُ تبكي وتقولُ
لِزوجِها: «أرسلتَ ولدَنا، وهوَ عُكَّازتُنا في الرَّواحِ والمجيءِ. 19لا تَطمعْ في
تكديسِ المالِ وهوَ نفايةٌ بالنسبةِ إلى قيمِة ولدِنا، 20فما عِندَنا مِنَ الرّبٌ
يكفي لِمعيشتِنا».
21فقالَ لها طوبـيتُ: «لا تَقلقي، يا أختي، فولدُنا سيَعودُ
إلينا سالِمًا وعيناكِ ستُبصرانِهِ 22لأنَّ الملاكَ الصَّالِـحَ يُرافِقُهُ
ويوفِّقُهُ حتـى يَرجِـعَ إلينا سالِمًا». 23فتوقَّفت حنَّةُ عَن البُكاءِ.
14تحَنَّنْ يا ربُّ واَنظُرْ إلى شَقائي
على أيدي الذينَ يُبغِضونَني.
أبعِدْني عَنْ أبوابِ الموتِ
15أِهَلِّلَ في أبوابِ أورُشليمَ
وأُخبرَ مُبتَهِجا بخلاصِكَ.
16الأمَمُ وَقعُوا في حُفرةٍ حَفَروها،
وفي شَرَكٍ أخفَوهُ علِقَت أرجلُهم.
17الرّبُّ يُعرَفُ بِعَدالةِ أحكامِهِ،
والشِّرِّيرُ يَعلَقُ بِعَملِ يدَيهِ.
18الأَشرارُ يَرجعونَ إلى عالَمِ الأمواتِ،
وكُلُّ أُمَّةٍ تنسَى اللهَ.
19البائِسونَ لا يُنسَونَ إلى الأبدِ،
ورجاءُ المَساكينِ لا يَخيبُ.
20قُمْ ياربُّ فلا يَتَجبَّرِ الإنسانُ،
وَدَعِ الأُمَمَ تَحتَكِمُ إِليكَ.
21إملأْ قُلُوبَهُم بِالخوفِ يا ربُّ
ليَعلموا أنَّهم بشَرٌ.
3
لا تَنسَ نصيحَتي يا اَبني،
واَحفَظْ وصايايَ في قلبِكَ،
2لأنَّها تزيدُ أيَّامَكَ أيّامًا،
سِنيَ حياتِكَ سلامًا.
3لا تَترُكِ الرَّحمةَ والأمانةَ،
بلِ اَعْقِدْهُما قِلادةً في عُنُقِكَ
واَكتُبْهُما على لَوحِ قلبِكَ.
4فتَنالَ كُلَ حُظوَةٍ وإكرامِ
في أعينِ اللهِ والنَّاسِ.
5بكُلِّ
قلبِكَ اَطْمَئِنَّ إلى الرّبِّ
ولا تَعتَمِدْ على فِطنَتِكَ.
6أينما سِرْتَ تعَرَّفْ
إليهِ،
فيُيَسِّرَ لكَ طريقَكَ.
شفاء الأبرص
(مرقس 1: 40-45, لوقا 5: 12-16)
8
ولمّا نزَلَ يَسوعُ مِنَ الجبَلِ، تَبِعَتْهُ جُموعٌ كبـيرةٌ.
2ودَنا مِنهُ أبرَصُ، فسجَدَ لَه وقالَ: "يا سيَّدي، إنْ أرَدْتَ فأنْتَ قادِرٌ أنْ
تُطَهَّرَني". 3فمَدَّ يَسوعُ يدَه ولَمَسهُ وقالَ: "أُريدُ، فاَطهُرْ!" فطَهُرَ
مِنْ بَرَصِهِ في الحالِ. 4فقالَ لَه يَسوعُ: "إيّاكَ أن تُخبِرَ أحدًا. ولكن
اَذهَبْ إلى الكاهنِ وأرِهِ نَفسَكَ. ثُمَّ قَدَّمِ القُربانَ الَّذي أمرَ بِه
موسى، شَهادةً عِندَهُم".
شفاء خادم الضابط
(لوقا 7: 1-10؛ يوحنا 4: 43-54)
5ودخَلَ يَسوعُ كَفْرَناحومَ، فجاءَهُ ضابِطٌ رومانِـيٌّ
وتَوَسَّلَ إلَيهِ بِقولِهِ: 6"يا سيَّدُ، خادِمي طَريحُ الفِراشِ في البَيتِ
يَتوَجَّعُ كثيرًا ولا يَقدِرُ أنْ يَتحرَّكَ". 7فقالَ لَه يَسوعُ: "أنا ذاهبٌ
لأشفِـيَهُ". 8فأجابَ الضّابِطُ: "أنا لا أستحِقٌّ، يا سيَّدي، أنْ تَدخُلَ تَحتَ
سقفِ بَيتي. ولكِنْ يكفي أنْ تَقولَ كَلِمَةً فيُشفى خادِمي. 9فأنا مَرؤوسٌ ولي
جُنودٌ تَحتَ أمري، أقولُ لِهذا: إذهَبْ! فيذهَبُ، ولِلآخَرِ: تَعالَ! فيجيءُ،
ولِخادِمي: إعمَلْ هذا، فيَعْمَلُ". 10فتعجَّبَ يَسوعُ مِنْ كلامِهِ وقالَ
لِلَّذينَ يَتبَعونَهُ: "الحقَّ أقولُ لكُم: ما وجَدتُ مِثلَ هذا الإيمانِ عِندَ
أحَدٍ في إِسْرائيلَ. 11أقولُ لكُم: كثيرونَ مِنَ النَّاسِ سيَجيئونَ مِنَ
المَشرِقِ والمَغرِبِ ويَجلِسونَ إلى المائدةِ معَ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ في
مَلكوتِ السَّماواتِ. 12وأمّا مَنْ كانَ لَهُمُ المَلكوتُ، فيُطْرَحونَ خارِجًا في
الظٌّلمَةِ، وهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ".
13وقالَ يَسوعُ للضّابِطِ: "إذهَبْ، وليَكُنْ لكَ على قَدْرِ
إيمانِكَ". فشُفِـيَ الخادِمُ في تِلكَ السّاعةِ.
شفاء حماة بطرس
(مرقس 1: 29-34؛ لوقا 4: 38-41)
14ودَخَلَ يَسوعُ إلى بَيتِ بُطرُسَ، فوَجَدَ حَماةَ بُطرُسَ
طَريحَةَ الفِراشِ بالحُمَّى. 15فلَمَسَ يدَها، فتَركَتْها الحُمَّى. فقامَت
وأخَذَتْ تَخدُمُه.
16وعِندَ المساءِ، جاءَهُ النَّاسُ بِكثيرٍ مِنَ الَّذينَ فيهِم
شَياطينُ، فأخرَجَها بِكَلِمةٍ مِنهُ، وشفَى جميعَ المَرضى. 17فتَمَّ ما قالَ
النَّبـيٌّ إشَعْيا: "أخذَ أوجاعَنا وحمَلَ أمراضَنا". |