الموت هبط والحياة ارتفعت. الهاوية مغلقة والمعمودية مفتوحة. الشمال مقفرة واليمين
ترعد. أول أمس اُبتلع الراعي وتشتت رعيته. أما اليوم هربت الذئاب وابتهجت الرعية.
أول أمس ارتشى يهوذا... قيافا يحكم ويُسمَع... حنان يوشي... الكتبة متشوشين...
بيلاطس يقعد والرب معانق للخشبة. اندراوس يهرب... سمعان ينكر... يوحنا بعيد... توما
مختفي... يعقوب متعجب... وكل التلاميذ مشتتين في كل مكان. أما اليوم قيافا متحير...
حنـّان ينتهر... يهوذا مشنوق... المال مُكرّه... الكتبة ساكتين... رؤساء الجماعة
يخفون وجوههم... اللاويين يذمّون بعضهم الآخر... بيلاطس ينذهل... الحرس والجنود
ليسوا بموجودين... وجماعة الذئاب متفرقين. الراعي يتحدث مع الحِمال والرعية شهقت
رائحته واهتاجت. مريم فرحت، سالوم مبتهجة، المجدلية حاملة بشارة السلام . التلاميذ
رفعوا رؤوسهم والرسل خرجوا من مخبأهم. سمعان ويوحنا مسرعين للقبر. متى وبرتلماوس
ابتهجوا بفرحتهم. أندراوس ويعقوب نسوا ضيقهم، توما يشكر، بيلاطس يسبح، طريق القبر
يرعد، والجلجثة مقفر. انتقل الحزن للشمال ونهضت التعزية من اليمين. باب القبر خدر
المصلوب. هنا نهتف جميعًا ونقول "أين شوكتك يا موت... وغلبتك يا هاوية"
اليوم ارتشى حراس القبر وقالوا:
تلاميذه سروقه ونحن نيام. وبعد ذلك رأته مريم المجدلية والبقية. وعلناً يقول الرسل:
نعلم أن المسيح قام من بين الأموات ولن يموت ثانية، والموت لن يتسلط عليه. ولأننا
لهذه الفرحة دُعينا ولهذا الحج تهيأنا، لنضم بعضنا الآخر بالحب... ولنقبّل بعضنا
البعض بمحبة. نعطي السلام للكل. سلام بدون خداع، خال من النفاق، سلام خال من رأي
منقسم، سلام ليس كالأسخريوطي ومجازاته كانت المشنقة. لكن ليكن كسلام الرب الذي
أرسله لجماعة الرسل في العليّة. السلام معكم جميعًا... لأن السلام هو زوال العداوة
العتيقة. ولأننا للسلام دُعينا ولأجله اجتمعنا... كعادتنا في كل عام: القيامة فيكم
والحياة بالمسيح.
الرب حرّرنا من الموت، ومن
مائتين لغير مائتين، ومن آداميين لمسيحيين، ومن أرضيين لسماويين، ومن نفسيين
لروحانيين، عوض مشاكسين لرفيقين، عوض مثيرين لآليفين، عوض غاضبين طيبين ، عوض
لاعنين رحماء، عوض متجاسرين عفيفين، عوض متكبرين وقورين، عوض شامخين بسطاء، عوض
ظالمين حامدين، عوض فاسقين صائمين، وعوض سكارى نزيرين، عوض فاحشين محتشمين، عوض
كسالى مجتهدين، عوض خطاة أبرار، عوض أثيمين مستقيمين، عوض أشرار صالحين. نحب بعضنا
البعض من كل قلبنا. ولأننا لهذا السلام دُعينا أحبائي: صفقوا جميعًا... سبحوا
بعلو... ارفعوا ربوبيًا... امدحوا روحيًا للذي قام من بين الأموات اليوم. وبقيامته
أقامنا جميعًا... آمين.
وكيف للص الأيمن الذي هو مثيلنا
وعده بأن يكون معه في الفردوس، معه يأهلنا لتقبل تجليه السماوي وشركته في ملكوت
السماوات... آمين.
|