الكثير
يعتقد، بأن الله وعظمته هي عن بعد. لكن الإنجيل والخبرة المسيحية تقول شيء
آخر. يسوع قريب والسعادة الآن هي في متناول اليد. وهذه هي المفارقة
المتضاربة في صعود المسيح. وبذلك تجلـّت عظمته.
نحن لن
نقف وننظر فقط إلى السماء إذا أردنا أن نجد يسوع. هناك العديد ممن يتحرون
في السماء الزرقاء كمن يبحث عن طير غير معروف، كي يكتشفوا شيء ما أو
لأيجاد شيء يؤمنون به، لكن الغريب أن ما نبحث عنه هو قريب قرب المنظار أو
آلة التصوير إلى أعيننا.
لنتأمل
في روعة الخلق... قد يتسائل البعض وما علاقة روعة الخلق بصعود يسوع. قبل
أيام قرأنا بأن يسوع يطلب من الآب بأن يمجده عند ذاته بالمجد الذي كان له
عند الآب قبل كون العالم. أما في رسالة كولوسي (1: 16) نقرأ " فانه فيه خلق
الكل ما في السماوات و ما على الارض ما يرى و ما لا يرى سواء كان عروشا ام
سيادات ام رياسات ام سلاطين الكل به و له قد خلق" عند وصف الخلق في سفر
التكوين"نعمل الإنسان على صورتنا"، الثالوث الأقدس يتحدث، الآب والابن
والروح القدس يخلق فردوس للبشر مستمدًا بريقه من عظمة ومحبة الله. وبالرغم
من سقطة الخطيئة والعصيان يعكس الخلق في الكثير من الصلات المزيد من عظمة
الله. وإلا لم يكن باستطاعتنا أن نرنم "عظيمة هي الأرض" نحن نتصور هذه
الجملة، ونتأمل في جمالها في الكبيرة والصغيرة.
لكن مع
الاحتفاظ بهذا التفكير علينا مع ذلك أن نلاحظ فيما إذا بحثنا عن الله في
الطبيعة لكن من السهل على ذلك الذي ينادي في الغابة إيجاده. لكن الصدى فقط
من يعود... وهو صوتنا الخاص بنا الذي نسمع. إنه لا يفي بالغرض أن نجد الرب
في طبيعة مجروحة ومعذبة.
ولهذا
السبب نحتاج إلى كلمة الله، والتي تكشف لنا يسوع المسيح. الرؤية في الإنجيل
ليست صدى لتفكير الإنسان أو طموحاته، لقد كان الروح من ألهم رجال ونساء
قديسيين وأظهر ما رغب الله بقوله. إنه ليس صدى أمالنا، وإنما العكس فإنها
تنطلق على الأغلب ضد أفكارنا وتصوراتنا البشرية. لذلك على الإنسان أن يكون
شكاك ـ وبالأخص في وقتنا الحاضر ـ عندما يتسائل البشر بصورة روحية أو كنسية
عن معنى الإيمان المسيحي دون أن يسأل الشخص عن وحي الإنجيل وما يقوله.
الإنجيل
يلوّن المسيح لنا، ويظهر ما نرغب بمعرفته عن خلاصنا وما هو صالح لأجلنا.
عظمة المسيح تشع نحونا عبر كلام الله، بإنجيل الخلاص. لأن كل الإنجيل يتحدث
عنه، قد يكون أحيانًا بصورة معتمة أو صعبة الفهم، لكن بالرغم من ذلك يكون
المسيح نواة ونجم الإنجيل. عبر الإنجيل، عند قراءته مع إرشاد الصلاة وإهداء
روح القدس يستطيع المرء جديًا تعلم معرفة عظمة الله، ومحبته الرائعة.
يسوع
يقول لأبيه " انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم كانوا لك و
اعطيتهم لي و قد حفظوا كلامك" لقد تمم كل شيء بآلامه وموته وبقيامته
العظيمة. وهكذا أظهر الله عظمة محبته إلى البشرية الضائعة والتائهة. إن ما
يقصده يسوع ويتحدث عنه وتممه هو روعة الخلاص.
ماذا
يقصد يسوع عند حديثه إلى الآب " وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني". يسوع لا
يتحدث عن انهم شعروا وإنما يقصد فعليًا أنهم عرفوا مع معنى الكلمة حرفيًا.
من الواضح أن الكل يعلم بأنه يوجد شخص إسمه يسوع، وأنه يوجد كنائس وأديان،
لكن هذا لا يعني بالطبع أنهم يعرفوا من هو يسوع ومن أين أتى. الكثير يعتقد
بأننا نؤمن بإله واحد والذي فعليًا لا نؤمن به، كلا... نحن نؤمن بالإله
الذي خبّر عنه يسوع. المرء يتعلم أولاً معرفة الله عندما يقبل يسوع كسيده
ومخلصه " ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم
انا من نفسي". إذا رغب أحد بمعرفة الله يجب الإعتراف بالوهية يسوع، وهذا ما
يرفضه هذا العالم الهائج أن يعمله.
ولكن
الذي يبحث يجد، والذي يقف ويعكس كل ما هو غامض ويتعلق بالخلق ويبحث عن
الطريق المؤدي إلى كلمة الرب، سيجد أن الله هو قريب والسعادة هي في متناول
اليد.
أنه لأجل
خلاص العالم الضائع قدم يسوع من عند الآب. أنه لخلاص وإيجاد كل ما هو ضائع
سلم هو حياته على الصليب وغفر خطايا وذنوب العالم. أنه لأجل إظهار عظمته
والإعلان عن غلبته على الخطيئة والموت عند خروجه حيًا من القبر، ولأجل تسلق
عرش عظمته صعد اليوم إلى السماء. عن يمين الآب يسأله لأجلنا ويناشده
لصالحنا. هو قريب منا عن طريق المعين، الروح القدس الذي سيعلمنا ويذكرنا
بكل ما قاله... والذي يرغب بالقدوم والعيش معنا وتجديد وتحويل كل شيء حسب
مشيئته.
يسوع
يصبح مبجل عندما محبة الله تنتقل إلى قلوبنا ونحب بعضنا البعض وننشر بشارة
الإنجيل بأن العالم مخلص، وأن يسوع لأجلنا صعد إلى السماء لأجل أن يعد لنا
منازل في بيت أبيه. عندئذ نحيا العظمة الأبدية حين يتم الزمن وسيعيد الله
خلق كل شيء من جديد. حينها سيأتي يسوع مجددًا في مجد السماء ومجده ويجلب من
آمن وأحبه إلى ما رتبه الله لأجله. "لأن له الملك والقوة والمجد إلى الأبد.
آمين" |