SV الرئيسية تاريــخ لاهــوت   نشاطات أخبار سؤال وجواب  

تعازي وأحزان

شارك الآخرين أفراحك

إن الديانة النصرانية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

إقرأ المزيد عن الكنيسة

إنجيل الاسبوع

 

سؤال الشهر

 

مــيــديا

 

تـــقـــويــم

 

مــشــاركات

 

أرشيف

 

تـــحــميل

 

روابــــط

 

إتصل بـــنـــا

 

وصية

 جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.

 

 

 

يا نفس لك خيرات كثيرة

 

وقال له واحد من الجمع يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث
فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما
وقال لهم انظروا و تحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله
وضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته
ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري
وقال اعمل هذا اهدم مخازني و ابني اعظم و اجمع هناك جميع غلاتي و خيراتي
واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي و كلي و اشربي و افرحي
فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون
هكذا الذي يكنز لنفسه و ليس هو غنيا لله
.  (لوقا 12: 13 ـ 21)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

معظم البشر يظن بأن الحياة تتمثل باقتناء وفرة من الأملاك والثروات كي بعدها تتوفر له الراحة والطمأنينة، بإمكانه الأكل والشرب وأن يكون سعيدًا. يسوع على العكس من ذلك يرى بأن هذه الرغبة بإقتناء الكثير هي حماقة. الشخص الذي يعتبر الغنى الغاية العظمى في الحياة هو بالفعل عديم البصيرة للمقصد من الحياة. يسوع يحذرنا اليوم من الطمع والصراع لأجل الملك والثروة. هو يحذرنا من الموقف الذي يثمن الممتلكات والثروة. إنه يرغب بأن نرى حياتنا من وجهة نظر أوسع وأصح، بأن نرى حياتنا مع الأبدية المؤكدة. الحياة قد تكون سبعين أو ثمانين عام إذا كانت مديدة وهي تمر بأسرع ما يمكن من أمامنا. يومًا ما سنقف أمام الله للدينونة. والأهم أننا كنزنا ونكون أغنياء لله. من هذا المنظور يجب أن نرى حياتنا.

في المناسبة التي قيل فيها مثل الغني الغبي طرح سؤال من قبل أحد المستمعين، وفي أثناء ذلك اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضًا، معظمهم سمع تعليم يسوع حتى وإن كان كلامه موجهًا أولاً إلى تلاميذه. وبينما هو منشغل بتعليم تلاميذه، قال له واحد من الجمع: "يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث". هذا الشخص من الواضح أراد أن يستخدم يسوع اعتباره وصيته الجيد كمعلم ليؤثر على أخيه ليمنحه قسط أوفر من الميراث الذي كان يحق له. اليهود كان لهم ذلك النظام الذي يمنح نصيب أكبر من الميراث للأخ الأكبر. في هذه الحالة تعلق الأمر بأخوين، الأكبر سناً حصل على ثلثي المثيراث بينما الأخ الأصغر نال الثلث فقط. لكن هذا الشخص، ومن الواضح أنه كان الأخ الأصغر، لم يكن راض بهذا وأراد الحصول على المزيد، وأراد من يسوع بأن يستخدم إعتباره ومكانته ليساعده في ذلك.

مع طلبه هذا كشف عن جهالته الكبرى:

أولاً: هو لم يعلم شيء عن دور ومهمة يسوع. يسوع مُسح من قبل الله ليكون مخلص العالم. ما له صلة بوظيفة يسوع هو أن بطاعته وآلامه كفـّر عن خطيئة العالم وبشر بإنجيل الخلاص. لم يرسله الله ليكون موظفـًا في الدولة اليهودية ليعالج قضايا النزاع. لذلك أجابه ايضًا يسوع: "يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما". لم يتمكن أحد من جعل يسوع يخرج عن نطاق مهمته ويزاول أعمال أخرى عدا الخلاص والتي كان مرسلاً لإنجازها. طاعته لأبيه كانت طاعة تامة حتى الموت على الصليب وهي نفس الطاعة التي يحسبها الله منا.

ثانيًا: مع طلبه هذا أظهر هذا الشخص بأنه كان تماماً جاهلاً لمقصد الحياة وما هو الأهم فيها. قبلها بقليل كان يسوع قد علـَّم وقال: "لكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و بعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. بل اريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم نعم اقول لكم من هذا خافوا". (لوقا 12: 4ـ5). وقال أيضًا: "اقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله. ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله" (لوقا 12: 9،8). وجب على الشخص الذي سمع كلام يسوع هذا بأن يكون له شيء آخر في القلب. يوجد ما هو مهم في هذه الحياة، ما هو أهم من الثروة والممتلكات، لكن ليس لهذا الشخص، بالرغم من أنه كان قد استمع لتعليم يسوع، أتى ليسوع بطلبه ليساعده في إقتناء ميراث. هو كان مملوء من الشوق إلى الغنى الذي يخص شخص آخر وكان يملك تلك الرغبة الشديدة لإقتناء ما هو ليس من حقه.

لهذا السبب إغتنم يسوع الفرصة كي يحذر من الطمع. " قال لهم انظروا و تحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله".

الطمع هو أحد الأسباب لضلال معظم البشر وسقطوطهم في الهاوية، لأنه بطبيعة الطمع تعني أن المرء لا يأخذ الله ومشيئته بنظر الاعتبار فيما يخص خططه في هذه الحياة. الله ومشيئته ليس لهم مكان في قلب الطماع لذلك يدعى الطمع ايضًا في الإنجيل بعبادة الأوثان، "فانكم تعلمون هذا ان كل زان او نجس او طماع الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح و الله" (افسس 5:5). لأن الأهم في حياة من هو طماع هو جمع الممتلكات والثروات ورؤية النقود كوسيلة وضمان لحياة رغيدة. على عكس ذلك هو الشخص الذي يتوكل على الرب، فإنه يعلم بأن الحياة ليس إسراف بالممتلكات وعوضًا عن ذلك يبحث أولاً عن ملكوت الله وبرّه. الأهم في الحياة أن يكون المرء غنيًا لله.

وليوضح تحذيره لنا، ضرب لهم يسوع مثلاً: " انسان غني اخصبت كورته. ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري. و قال اعمل هذا اهدم مخازني و ابني اعظم و اجمع هناك جميع غلاتي و خيراتي. واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي و كلي و اشربي و افرحي".

الشيء الأول الذي نعلمه عن هذا الرجل بأن كان غنيًا، وأنه كان قد جمع الكثير في مخازنه، وهي ليست فقط للعوز والقسط المناسب للحياة وإنما تصل حد العيش بإسراف. نقرأ عنه أنه يخطط وليس لله ومشيئته من مكان في هذه الخطط، خططه تتركز على جمع الغلات وخزنها بوفرة. إن له أحلام مستقبلية، في أحلامه الحياة عبارة عن راحة، الأكل، الشرب وأن يكون سعيدًا وكذلك يرأى بأملاكه كضمان لتلك الحياة. لكنه كان غبيًا، أي كواحد غير عالم بالوضع الحقيقي. "فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون" (لوقا 20:12).

الشيء الذي لم يعلمه هذا الإنسان الغني بان الله قد حدد أيام حياته. الله حدد أيام كل البشر ويعطينا ذاك الوقت للعيش حسب مشيئته. "رأتني عيناك وأنا جنين، وفي سفرك كُتبت أيامي كلها وصورت قبل أن يكون منها شيء." (مزامير 16:139).

هذا الإنسان الغني لم يعلم بأن ذاك الحد الذي وضعه الله لحياته سيكون كان تلك الليلة التي فيها وضع خططه لجمع غلاته وحلم بحياة رغيدة. نفس الليلة ستنقضي حياته، ثروته لن تجيده نفعًا، لن تعمل شيء ما لضمان حياته الجيدة. الموت سيجعل ثرواته، تحضيراته، خططه وأحلامه عديمة القيمة. شخص آخر سيحصل على ما جمعه هو، بينما هو فقيرًا، فارغ اليدين ومرتبك سيقف أمام الله لأجل محاسبته على حياته وكيف دبر وقته والهبات التي أعطاها الله له. " هكذا الذي يكنز لنفسه و ليس هو غنيا لله" (لوقا 21:12).

في إنجيله يعدنا يسوع بكنوز روحية وأبدية، وإننا أغنياء لله بالإيمان الذي نملك به مثل هكذا كنوز. من هو غني لله يأخذ بعين الحذر الطمع لأن يسوع يحذرنا من الطمع بأنه خطر على الإيمان. من هو غني لله يرأى ايضًا حياته بمنظور آخر غير الذي يراه الإنسان الغني. المرء الغني لله يعلم بأن حياة الإنسان ليست إسراف بالممتلكات. المغزى من الحياة ليست بجمع الثروات والمقصد منها ليس بوفرة الغلات. كلا: المغزى من الحياة هو تمجيد الله ومشاركته في ملكوته.

الذي يتوكل على الرب ليس بحاجة ليقلق نفسه ليوم غد، فهو في عناية الله. نحن سنعمل حسناً لأجل كل من عليه عبء ولنشارك من هم في عوز ولن نقلق أبدًا انفسنا ونغمّها لأجل ما تتطلبه الحياة. علينا أن نعمل لكن ليس لحد قلقنا على غدنا القادم.

يسوع يكمل بقوله: " من اجل هذا اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون و لا للجسد بما تلبسون"، " فلا تطلبوا انتم ما تاكلون و ما تشربون و لا تقلقوا. فان هذه كلها تطلبها امم العالم و اما انتم فابوكم يعلم انكم تحتاجون الى هذه. بل اطلبوا ملكوت الله و هذه كلها تزاد لكم. (لوقا 12: 29 ـ 31). الرب وعدنا بأن يعطينا ما نحتاج لحياتنا كل الأيام التي حددها لنا، لذلك لسنا بحاجة لأن نهتم بهذه. الشيء المهم والذي يجب أن يشغل كل تفكيرنا هو طلب ملكوت الله وبره. عندها لنا ذلك الكنز الذي لن نتركه وراءنا عندما نموت لكن يعطينا البركة الأبدية.

من هو غني لله يأخذ بنظر الإعتبار الله ومشيئته في كل خططه. قبل كل شيء يجب أن نعلم بأن حياتنا في يد الله وتصير كما هو يشاء. يعقوب يكتب في رسالته: "هلم الان ايها القائلون نذهب اليوم او غدا الى هذه المدينة او تلك و هناك نصرف سنة واحدة و نتجر و نربح. انتم الذين لا تعرفون امر الغد لانه ما هي حياتكم انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل. عوض ان تقولوا ان شاء الرب و عشنا نفعل هذا او ذاك" (يعقوب 4: 13 ـ 15).

ومتى ما تعلق الأمر بنقودنا ومقتنياتنا، سننظر لمشيئة الله كوسيلة في تدبيرها. عند أخذ كلمات الرب كنصيحة لن نجد أي مبرر لجمع الممتلكات بإسراف لكي يتم حراستها والعيش بوفرة لاحقاً. لو تمكن ذلك الإنسان الغني بقراءة نصوص الإنجيل هذه وعمل بها بجدية حسب كلمة الرب لكان بإمكانه عمل العكس عوض ان يجمع غلاته في مخازن كبيرة. " و اما من كان له معيشة العالم و نظر اخاه محتاجا و اغلق احشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه. يا اولادي لا نحب بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق" (1 يوحنا 3: 18،17).

الموضوع الذي تناوله يسوع هنا في الإصحاح 12 في المثل عن الإنسان الغني الذي نفسه طلبت في نفس الليلة التي حلم بالممتلكات والوفرة فيها، نفس الموضوع يدرجه في كل الإصحاح. نحن ينبغي أن نرى حياتنا من منظور صحيح. ينبغي أن نتذكر دائمًا بأن يومًا ما سيكون الأخير في حياتنا، لن نخاف من الذين يقتلون الجسد و بعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر، سنخاف من الله الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم. منه سنخاف لكن ليس مخافة الأعداء بل بمعرفة أننا أبناءه الأحباء باسم يسوع المسيح. هو يعتني بنا ويعطينا كل ما نحتاج كل أيام حياتنا، باسم يسوع المسيح نملك كنوزًا في السماء وهناك سيكون قلبنا. نحن خدامه وسندير وقتنا وقوتنا وكل ما أعطاه لنا حسب خدمته كل الأيام. هذا سنعمل عالمين بأن إبن الإنسان سيعود في يوم لا نعلمه. طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده أميناً في خدمته. آمين

   Copyright ® 2007 www.karozota.com

             Österns Gamla Kyrka