فعندما لم تجد منه شيئاً غضبت عليه. وبعد ايام ماتت ابنة اختها، فصلى القديس الى
الرب واعادها الى الحياة، فاعطته تلك المرأة كمية من الذهب ليوزعه على الفقراء
والمحتاجين والمصابين بالجرب. واخذ تلك الشابة وجلبها الى دير الراهبات .
وتوجه الى روما عبر البحر فركب السفينة ولم يتذوق شيئاً لعدة ايام، وفي وسط البحر
هبت عاصفة فصلى الى الرب وسكنت العاصفة وبدأ بتعليم الملاحين تعاليم الرب وشرائعه
وقوانينه فعندما وصلوا الى روما توجه جميع الملاحين الى الدير واصبحوا رهباناً.
وفي احد الايام وبينما كان في روما جاءه رجل وطلب منه صدقة فلم يكن يملك شيئاً فطلب
من الرجل ان يبيعه الى والي المنطقة ويأخذ سعره وقبل ان يفترق عنه اعطاه صليباً
فعندما دخل الرجل المدينة وقعت جميع الاصنام التي كانت على ابواب المدينة فحسبوه
ساحراً إلا انه اوضح لهم بأنه ليس ساحراً بل الصليب هو من جعل الاصنام تقع وآمن
بالصليب عدد كبير من الناس. والقديس سرافيون عندما دخل سيده معبد الاوثان دخل معه
القديس وطلب منه ان يضع مع الاوثان الصليب فوافق سيده فعندما أدخل الصليب بين
الاصنام وقعت جميع الاصنام وتحولت رماداً. عندئذ آمن سيده وقص ذلك على زوجته فامنت
هي ايضاً بعد ان شفاها القديس من مرض اصابها. فعمدهم باسم الثالوث المقدس، كما وشفى
شاب اخر في روما كان له روح نجس.
ومن روما اتجه الى اثينا. ولم يتذوق الطعام لمدة اربعة ايام فجاع، وصعد الى تلة
وقال يا اهل اثينا اسمعوا لي: لدي ثلاثة اصحاب دين ورثتهم من الاباء منذ صغري وهم
يضربونني. فانا استطعت ان اوفي لاثنان منهم اما الثالث فلم اتمكن منه فهو يقول لي:
اما ان توفي لي الدين او ان تموت. فاجتمع جميع فلاسفة اثينا ولم يعرفوا الرد.
فقالوا له من هم هؤلاء الثلاثة. فقال لهم محبة الجسد والتكبر والطعام. فمحبة الجسد
والتكبر فزت عليهم باسم الرب يسوع المسيح اما الطعام والمعدة فلم اتمكن منهم.
فاعطاه احد الفلاسفة قطعة ذهبية فذهب واشترى بها رغيف خبز واكل. فارادوا الفلاسفة
ان يتحدث معهم فقال انا لا اتحدث الا امام الحق. فادخلوه بين الاوثان ليتحدثوا معه
عن الفلسفة. ولكن اصنامهم وقعت وتكسرت. فقال لهم نحن نؤمن بان رأس الحكمة هي مخافة
الرب. وبدأ يشرح لهم عن المسيح وتعاليمه فامنوا به وعمدهم. ومن روما واثينا عاد
الى مصر ليزور البرية الكبيرة ويلتقي بالقديسين. وهناك قتل تنيناً. وبعدها دخل دير
فاخوميس وكان لا يأكل الا كل سبعة ايام مرة واحدة. وبعد مدة اختار له كوخاً صغيراً
فدخل اليه واوصد الباب وراءه ولم يخرج من هناك الى يوم وفاته ، وكان يتحدث الى
الرهبان من كوة.
وفي يوم
انتقال روحه فتح الكوة ونادى القديس فاخوميس رئيس الدير وجميع الاخوة الرهبان
وعلمهم ان يكونوا يقضين ومداومين على الصلاة والصوم وان يكونوا متواضعين ورحماء.
وفي النهاية رسم على ذاته علامة الصليب ثلاث مرات. ففاضت روحه. ففتح الرهبان باب
كوخه ، فعندما حلوا رداءه وجدوه لابساً لوحة حديدية كانت قد اصابته بقروح عديدة ،
ووضعوه في القبر باكرام لائق. |