إنه شيء
آخر بعيد كل البعد عن أن يكون نقاش نظري حول وجود الحياة الأبدية أو
إستمرار الحياة على وجه عام.
لنتأمل في
أنه توجد حياة أبدية، ونحن نفقدها. إفرض بأن حياتنا الأرضية تنتهي بموت
أبدي، بالرغم من أن الحياة الأبدية مع خالقنا كانت في متناول اليد، كعطية،
كفرصة جديدة.
حسناً،
ماذا نعمل لنرث الحياة الأبدية. والجواب على هذا السؤال سيكون بتعليم يسوع
اليوم. لأنه يا أحبائي من المهم أن نبحث الإجابة عن مثل هكذا سؤال بينما
لازال بإمكاننا التأثير على اسلوب حياتنا.
قد نقول
بأن المرء لا يستطيع مطلقاً الحصول على إجابة مُرضية لسؤالنا عن الحياة
الأبدية قبل أن يحين الوقت. لكن يسوع أجابنا بطريقة أخرى وبكلماته يتحدانا.
أنه يذكر مثال السامري الصالح والذي له الكثير من الأسس والذي يستطيع المرء
أن يتأمل الكثير من خلاله. إن لا يوجد أي شك على الإطلاق بأن يرويه كي يظهر
كيف كنا لنتصرف مع رفاقنا في الإنسانية. عندما نحب سيدنا الرب الذي أعطانا
حياتنا ونحب قريبنا كنفسنا عندها لنا الحياة الأبدية.
إن يشرح
بأن قريبنا هو كل رفيق لنا في الإنسانية والذي يصادفنا في الطريق وبحاجة
إلى عوننا. عندما نظهر المحبة لبعضنا البعض، وقبل كل شيء للغريب، عندها
نحيا بحسب مشيئة الله.
لكن
الماساة هي بالطبع بأننا لا نعامل بعضنا هكذا حتى وإن وافقنا مع أنه وجب أن
تكون هكذا. بالتأكيد يوجد الكثير ممن هم منسحقين في الطرق التي نمر بها
والتي لا نطيق أو نقدر على مساعدتهم. إنه من السهل أن نحس بالشعور بالاحباط
والعجز عندما نرى حالة العوز. المرء يُغرى بالتفكير بانه مساعدته لا تجدي
شيئاً.
لكن
المثال قد يُفسر بطريقة أخرى ويعطينا إجابة أعمق لسؤالنا: كيف سأربح
الحياة الأبدية؟ من هو أصلاً السامري الصالح الحقيقي؟.
انت وانا
متأكدين جدًا بأننا على الأغلب أحد الأثنين ممن يسرعوا بالمرور من أمام
الساقط على حافة الطريق. لكننا نغيض النظر باننا قد نكون ايضًا في محل
الساقط في الطريق.
لنفرض أن
المثل سيفهم بأن يسوع يتحدث عن نفسه. هو بعينه ذلك السامري الصالح. هو من
يأتي إلينا ويخلصنا. إنه هو من يعثر علينا في فشلنا، خطايانا وشعورنا
بالإحباط. إنه هو من يضمّد جراحنا ويقودنا إلى مكان نجد فيه الأمان
والرعاية، وبعدها نحن كسعاة سنساعد ونضمّد جراح بعضنا الآخر. "هذا هي
المحبة ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا و ارسل ابنه كفارة
لخطايانا" يكتب لنا الرسول يوحنا في رسالته الأولى.
الرب علم
ورأى بأننا فشلنا بإظهار المحبة الواجبة لبعضنا البعض. الرب رأى بأننا
غيرنا الحياة إلى شيء آخر غير ما كان المقصود منها. لكنه اشفق علينا وأرسل
ابنه كي يظهر كيف للحياة أن تـُحيا. هو أرسل يسوع لنا ليبحث ويخلص كل ما
كان ضالاً. بالايمان به واتباعه ممكن لكل شيء أن يتغير. بالايمان به
واتباعه لنا الحياة الأبدية. بمحبته نلنا نحن الغفران والاستقامة وورثنا
الحياة الأبدية مجددًا.
هنا حصلنا
على الإجابة عن سؤالنا: "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" والنتيجة هي
التحرر بخدمة بعضنا البعض. نحن قد خلصنا بيسوع، نحن الآن مدعوين باتباعه.
عندها لسنا بحاجة بالشك بخلاصنا أو بالحياة الأبدية. لأنها العطية لجميع من
يؤمن بيسوع. هو يحررنا بحيث قوتنا وطاقتنا توضع لخدمة الآخر، بحيث نصبح نحن
أيدي يسوع الممدودة التي تساعد اينما وصلنا.
هو يحسبنا
معه، نحن أحرار بعطية محبة وخدمة بعضنا البعض وبالبحث عن الذين هم بحاجتنا
وقيادتهم إلى بر الأمان. نحن لسنا بحاجة لنيل أهداف مستحيلة كي نحب ونخدم.
لاحظ من حولك، هناك يوجد الكثير ممن يحتاجونك.
عندما
تسأل يسوع: "ماذا أعمل لأربح الحياة الأبدية؟" يمد يسوع يده إليك، هو يحس
بك وباشتياقك، ويعلم بهمومك وماذا يعوز قلبك. يده ممدودة إليك اليوم، امسك
بها بالايمان وقل:
إلهي، أنا
بحاجة إليك... أنا اؤمن بانك الطريق والحق والحياة. خلصني من خطاياي
وفشلي... واغفر لي إهمالي لك. افتح عيني لأرى من هم حولي، اقربائي اينما
وُجدوا. أعنني لأكون يد عون ايضًا للآخرين، بالشكر والتسبيح لأنك قد
خلصتني.
وقتها لك الحياة الأبدية. |