سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

اليوم الثاني للصوم الكبير

إتباع


للإطلاع على الكلمات السابقة

7 6 5 4 3 2 1
14 13 12 11 10 9 8
21 20 19 18 17 16 15
28 27 26 25 24 23 22
35 34 33 32 31 30 29
42 41 40 39 38 37 36
49 48 47 46 45 44 43

   

 

مقدمة
إتباع الله معناه السير في طرق الله، تلك الطرق التي من خلالها قاد الله شعبه زمن الخروج، وتلك التي سيخطها ابن الله، ليأتي بجميع البشر إلى نهاية الخروج الجديد، الحقيقي.
 

1. دعوة اسرائيل:
إن الشعب بخروجه من مصر، كان يلبي دعوة من الله لأتّباعه (راجع هوشع 11: 1). ففي الصحراء يسير إسرائيل وراء الله، يقوده بعمود الغمام وعمود النار (خروج 13: 21)، ويرسل ملاكه ليشق طريقاً لشعبه (خروج23: 20 و23). ويسمع اسرائيل دون ما إنقطاع هذا النداء بإتباع الله، على نحو إتّباع المخطوبة لخطيبها (إرميا 2: 2)، والقطيع لراعيه (مزمور 80: 2)، والشعب لملكه (2 صموئيل 15: 13، 17: 9) والمؤمن لإلهه (1 ملوك 18: 21). ففي الواقع يعبّر الأتّباع عن التعلُّق الكلي والخضوع المطلق، أي عن إيمان وطاعة. ولذا فإن هذا الرجل، المدعو كالِب، الذي لم يشك أبداً، يُكافأ "لإتّباعه الله إتباعاً تاماً" (تثنية 1: 36) وأما داود، الذي حفظ الوصايا، فيظل مثال الذين يتبعون الله بكل قلوبهم (1 ملوك 14: 8). وعندما يعد الملك يوشيا وكل الشعب بأن يحيوا طبقاً للعهد، فإنهم يقررون "إتباع يهوه". فمن الآن وصاعداً سيكون مطلب المؤمن، على الدوام، "إتباع طرق الرب" (مزمور 18: 22، 25: 4...). إتّباع الله إذاً هو من متطلبات الأمانة. فالله في الواقع هو إله غيور: إنه يحظر إتّباع آلهة أخرى، أي تقديم عبادة لها، والاقتداء بممارسات أتباعها (تثنية 6: 14). إلاّ أن إسرائيل يستجيب لنداء الآلهة المحلية؛ فما أن يصل أرض كنعان حتى تتنازع "البعول" قلبه المكرس لإله سيناء (تثنية 4: 3). وإذا به يعرج بين الجانبين إلى أن يُدوِّي الصوت النبوي بعنف: "إن كان يهوه هو الإله فاتبعوه، وإن كان البعل إياه فاتبعوه" (1 ملوك 18: 21). وعلى غرار إيليا، يؤنب الأنبياء، دون انقطاع، إسرائيل على "فجوره بالابتعاد عن الله" (هوشع 1: 2)، وعلى إتباعه آلهة غريبة (إرميا 7: 6 و 9، 9: 13، 11: 10). إنهم، بوعظهم بالتوبة، يدعون للعودة إلى الطريق الذي اتّبعه اسرائيل زمن الخروج (هوشع 2: 17)، وإلى الرجوع إلى الله.

2. على خطى المسيح:
أ) الخطوات الأولى:
يقول يسوع لسمعان وأندراوس، ويعقوب، ويوحنا، ومتى: "اتبعوني"، كلمة ذي سلطان، فلا يترددون (مرقس 1: 17- 20، 2: 14). أما وقد صاروا تلاميذ المسيح، فسيدرّبهم تدريجياً على سر رسالته وسر شخصيته. فاتّباع يسوع، في الواقع، لا يعني اعتناق تعليم له أدبي وروحي فحسب، وإنما مشاركته في مصيره أيضاً. وهكذا فهم على استعداد، ولا شك، لمشاركته في مجده: "قد تركنا نحن كل شيء وتبعناك، فماذا يكون جزاؤنا؟" (متى 19: 27). إلا أنهم يجب أن يتعلموا أنه لا مناص لهم من أن يشاركوه أولاً في تجاربه وآلامه. ويطالب يسوع بالتجرد الكامل، بزهد في المال والطمأنينة. وبترك الأقارب (متى 8: 19- 22، 10: 37، 19: 16- 22)، دون ما مقاسمة أو رجعة (لوقا 9: 61-62). هذا المطلب قد يدعى إليه الجميع، لكن ليس الجميع يلبّونه، ذلك ما كان من الشاب الغني (متى 19: 22- 24).

 

ب) حتى التضحية:
إن التلميذ، وقد زهد في خيرات العالم وتعلقاته، يتعلّم أن يتبع يسوع حتى الصليب. "من أراد أن يتبعني، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (متى 16: 24). وعندما يقتضي يسوع من تلاميذه مثل هذه التضحية، لا تضحية خيراتهم وحسب، بل تضحية أشخاصهم أيضاً، أو يظهر نفسه كإله، ويبيِّن نهائياً إلى أيّ مدى تبلغ مطالب الله. لكن التلاميذ لن يستطيعوا أداء هذه المطالب إلاّ عندما يتمم يسوع أولاً فعل هذه التضحية. فهذا بطرس المستعد بالروح لاتّباع يسوع حيثما يذهب، والذي لضعفه لا يتورع عن تركه أسوة بباقي التلاميذ (متى 36 35 و56)، إنه لا يستطيع أن يدرك ذلك إلا فيما بعد (يوحنا 13: 36- 38)، عندما يفتح يسوع الطريق بموته وقيامته: عندئذ فقط سوف يذهب بطرس إلى حيثما لم يكن ليخطر بباله (يوحنا 21: 18- 19).

 

جـ) إيمان وإقتداء:
قد نقل لاهوتيّو العهد الجديد هذا الم
جاز: ففي نظر بطرس، إتّباع المسيح يعني تطابق الإنسان عليه في سر موته وقيامته، وهذا التطابق المقدّر لنا في قضاء الله منذ الأزل (رومة 8: 29)، يتفتح لنا بالعماد (رومة 6: 3- 5)، وينبغي التعمق فيه عن طريق الإقتداء (1 كورونثوس 11: 10)، والإشتراك بالإختيار في الألم الذي خلاله تظهر قوة القيامة (2 كورونثوس 4: 10- 11، 13: 4، فيلبي 10:3- 11، 1 بطرس 2: 21). وأما عند يوحنا، فإتّباع المسيح يعني الإيمان به إيماناً كاملاً، تأسيساً على آيات خارجية (يوحنا 4: 42)، إيماناً يتغلب على كل تردد من جانب الحكمة البشرية (يوحنا 6: 2 و66- 69)، ويعني إتّباع نور العالم وإتخاذه رائداً (يوحنا 8: 12)، ويفيد الانتظام في صف الخراف التي يجمعها الراعي الواحد في قطيع واحد (يوحنا 10: 1- 16). أخيراً، فإن المؤمن الذي يتبع الرسل (أعمال 113: 43) يبدأ على هذا النوع من إتّباع المسيح "حيثما يذهب" (رؤيا 14: 4، راجع يوحنا 8: 21- 22)، في انتظار الدخول في حاشيته التي تخترق الحجاب إلى حيث دخل هو من أجلنا سابقاً (عبرانيين 6: 20). عندئذ سيتحقق وعد يسوع: "من أراد أن يخدمني يتبعني، وحيث أكون يكون خادمي" (يوحنا 12: 26).

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English