سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

اليوم الثاني عشر للصوم الكبير

بارقليط


للإطلاع على الكلمات السابقة

7 6 5 4 3 2 1
14 13 12 11 10 9 8
21 20 19 18 17 16 15
28 27 26 25 24 23 22
35 34 33 32 31 30 29
42 41 40 39 38 37 36
49 48 47 46 45 44 43

   

 

مقدمة
إن لفظ بارقليط، (باليونانية parakletos) لفظ مأخوذ من كتابات القديس يوحنا. وهو يعبّر، ليس عن طبيعة شخص، بل عن وظيفته: مَن يُدعى إلى جانب ad-vocatus, para-kaleo، فهو من يلعب دور المساعد الإيجابي، والمحامي، والمؤيد (ومعنى "المعزي"- المشتق على الأرجح من أصل لغوي خاطئ- غير وارد في العهد الجديد). ويقوم بهذه المهمة يسوع المسيح الذي هو "شفيع لنا عند الآب وهو كفارة عن خطايانا" في السماء (1 يوحنا 2: 1)، كما يقوم بها أيضاً الروح القدس الذي يحقق حضور يسوع فعلياً من حيث هو الشاهد والمدافع عنه بين المؤمنين (يوحنا 14: 16- 17 و26- 27، 15: 26- 27، 16: 7- 11 و13- 15).
1. الروح القدس وحضور يسوع:
يرتبط مجيء البارقليط بانطلاق يسوع (يوحنا 16: 7) الذي ينشىء مرحلة جديدة في تاريخ حضور الله ما بين البشر. ففي خطابه بعد العشاء السري، ينبىء يسوع بأنه سوف يعود، ليس فقط عند نهاية الأزمنة (14: 3)، ولكن خلال حالات ظهورا ته الفصحية (14: 18- 20، 16: 16- 19). سوف يغمر الفرح التلاميذ، عندما يرون يسوع ظاهراً لهم بعد قيامته (16: 22). إلا أن حضوره ما بين تلاميذه لن يكون طابع حسّي، وانما "روحاني". فحتى الآن، كان "يقيم مع ذويه" (14: 25). أما الآن، فإن الآب سوف يهب لهم باسم يسوع (14: 26)، ومن أجل صلاته، "مؤيداً آخر" (14: 16)، سوف يرسله يسوع نفسه (15: 26، 16: 7) فمع كون الروح هو "آخر" غير يسوع، إلا أنه يؤدي بخضور يسوع إلى كماله. وأسوة بيسوع، هو "فيهم" (14: 17، 17: 23)، ومثل يسوع، يقيم "مع" المؤمنين (14: 17 و25)، ولكنه سيمكث معهم "إلى الآبد" (14: 16، راجع متى 28: 20) إذ أنه من الآن يقدم مسبقاً الأمكنة التي مضى يسوع ليعدّها في بيت الآب (14: 2- 3). وهو روح الحق (14: 17، 16: 13)، هذا الحق الذي هو يسوع (14: 6), المضاد لأبي الكذب (8: 44)، وهو الذي يميّز من الآن فصاعدا العبادة الصادقة لللآب (4: 23- 24). كذلك الروح القدس (14: 26) الذي استحق يسوع القدوس (6: 69), بتقديسه (17: 19) أن يعطيه لأتباعه (20: 22، 7: 39)، "فيقدسهم" (17: 17). بحيث لا يكونون بعد من العالم (17: 16). وكما لا يظهر يسوع نفسه للعالم (14: 21- 22) الذي يبغضه (7: 7، 15: 18- 19)، كذلك الروح أيضاً لا يستطيع العالم أن يتلقّاه (14: 17).
2. روح الحق، ذاكرة الكنيسة الحيّة:
وفي جماعة التلاميذ يصبح حضور البارقليط إيجابياً. فسيقوم بتمجيد يسوع (16: 14)، ويكون ذلك أولاً بإحياء تعليمه: سوف "يعلّمكم جميع الأشياء ويذكّركم جميع ما قلته لكم" (14: 26). ويتم هذا التعليم وهذا التذكير بالاتصال الوثيق بيسوع على نفس المنوال الذي به أنجز يسوع رسالته، متحداً دائماً بأبيه. وكما أن يسوع يتصرف بما هو للآب (16: 15, 17: 10)، فكذلك الروح "سوف يأخذ مما لي ويطلعكم عليه" (16: 14- 15). وسوف يذكر مما قاله يسوع، لأنه "لا يتكلم بشيء من عنده، ولكن يتكلم. مما يسمع"، كما كان يسوع يأخذ كل شيء من عند أبيه (5: 30، 8: 40، 15: 15)، ولم يكن تعليمه "من عنده" (8: 28، 12: 49 و50، 14: 10). وكما أن من رأى يسوع قد رأى الآب (14: 9)، فكذلك المسحة (Chrisma) تعلّم كل شيء (1 يوحنا 2: 27)، أي أن الروح "يرشد إلى الحق كله" (يوحنا 16: 13): أو"يقدّم تقديماً جديداً"، في ضوء الفصح، الأحداث السابقة (راجع 2: 22، 7: 39، 11: 1 5- 52، 12: 16، 13: 7). وبذلك هو يشهد للمسيح (15: 26)، ويجعل التلاميذ يشهدون معه وبه (15: 27).
3. روح الحق، مدافع عن يسوع:
لا يكشف البارقليط فقط حقاً بنقص الباطل، ولكنه يبرر الحق في مواجهة كذب العالم. بصفته "روح الحق"، فإنه يشهد للمسيح في الدعوى التي يقيمها العالم ضد يسوع، داخل قلوب تلاميذه. فبينما تقدم الأناجيل الازائية الروح كمدافع عن التلاميذ، إذ يساقون للمحاكمة أمام الملوك (مرقس 13: 11)، نرى يوحنا يقدمه مدافعاً عن يسوع: فبعد أن كان التلاميذ يقفون في صف المتهمين، هاهم وقد أصبحوا يحكمون على قضاتهم، على نحو ما كان عليه يسوع خلال حياته الأرضية (يوحنا 5: 19- 47). فالبارقليط يخزي العالم على أمور ثلاثة (16: 8- 11): الخطيئة، إذ هي تقوم على عدم الإيمان بيسوع, والبر، حيث يظهر برّ يسوع الذي يتمجد عند الآب، والحكم، لأن الإدانة صدرت ضد سيّد هذا العالم. لذلك بفضل البارقليط الذي يتلقّاه المؤمن ويسمعه، ها إن يقيناً يملأ قلبه: ليس الحق من جانب العالم بل من جانب يسوع. فالمؤمن إذاً على حق هو أيضاً عندما يؤمن ويعاني الشدة من أجل معلمه. فبالاشتراك معه، قد غلب، منذ الآن، العالم وإبليس (16: 33).

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English