سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

اليوم السابع والعشرون للصوم الكبير

قدوة


للإطلاع على الكلمات السابقة

7 6 5 4 3 2 1
14 13 12 11 10 9 8
21 20 19 18 17 16 15
28 27 26 25 24 23 22
35 34 33 32 31 30 29
42 41 40 39 38 37 36
49 48 47 46 45 44 43

   

 

مقدمة

إن كانت الكلمة تنير، فالقدوة تجذب. ولذلك فالله يعطي الإنسان، كمرب حكيم، أمثلة ليتبعها، ونماذج ليقتدي به.
 

العهد القديم
طرق الله والأمثلة البشرية
يكيّف الله نفسه وفق ضعف البشر الذين هم أبناء في حاجة إلى تكوين، وفي الوقت نفسه خطأة في حاجة إلى إصلاح. لم يكن من الميسور أن يقدم لهم الكتاب المقدس، كمثال أعلى، ذاك الذي خلقهم على صورته (تكوين 1: 26- 27)، لأن الوصول إلى هذا الأنموذج مُتعذَر بسبب سموه. فالخاطئ يدعي بإمكانه التشبه بالله (تكوين 3: 5)، أما البار فيكتفي بالاجتهاد في تلبية دعوة خالقه والسير معه، أي أن يحيا حياة الاستقامة الكاملة الواجبة أمام حضرته " تعالى (تكوين 17: 1، راجع 5: 22، 6: 9). وكذلك نجد في الأمر الإلهي: "كونوا قديسين لأني أنا قدوس، نوعين متميزين من القداسة: قداسة الله القائمة في سموَ سره، وقداسة الإنسان القائمة في الطهارة التي تقتضيها العبادة الإلهية، في حضرة الله القدّوس وسط شعبه (لاويين 19: 2، راجع خروج 29: 45)، فليست هنا إذاً دعوة للإقتداء بالله. ومع ذلك يسمح لنا تعليم الأنبياء أن نستشف طلب الله من الإنسان أن يسلك الطرق التي ارتضى تعالى نفسه بأن يسلك فيها (إرميا 9: 23، راجع ميخا 6: 8). سوف يجد الشعب الأمثلة التي يحتاجها بالتطلعّ إلى آبائهم. وبحكهم على الشجرة من ثمارها، سوف يمرون في مواقفهم ما يجب أن يقتدوا به، وما يجب أن يتجنّبوه نجد، من ناحية، إيمان ابراهيم وأمانته (تكوين 15: 6، 22: 12 - 16)، ومن جهة أخرى، ارتياب آدم وحواء وتمرّدهما (تكوين 3: 4- 6)، والتاريخ مليء من هذه الشخصيّات التي تستضيء.بمثالها والتي يستعرضها " الحكماء " أمام أعين تلاميذهم (سيراخ 44: 16 إلى 49: 16. راجع 1 مكابيين 2: 50-60). إذن، فعلى الشيوخ أن يشعروا مثل ألعازار مسئوليتهم تجاه الشعب، ولا سيما الشبان فهم. فعليهم أن " يبقوا قدوة شهامة ويتقوا المنية ببسالة "، إذا لزم الأمر (2 مكابيين 6: 24- 31).
 

العهد الجديد
الارتقاء من الأمثلة البشرية إلى الأنموذج الإلهي
يعيد العهد الجديد إلى أذهاننا تعليم السلف: فلا يجوز أن نقتدي بقايين القاتل (1 يوحنا 3: 12)، ولا بجيل البرية العاصي (عبرانيين 4: 11)، بل علينا أن نقتدي بالأنبياء في جلدهم وصبرهم وبهذا الجمع الغفير من شهود الله (يعقوب 5: 10) في إيمانهم ومثابرتهم (عبرانيين 12: 1). ومن جهة أخرى، للمؤمنين شهود من هذا الطراز أمام أعينهم (6: 12) فليقتدوا بإيمان رؤسائهم (13: 7)، وبسيرة هؤلاء النماذج الحية، أمثال بولس وغيره. وكثيراً ما حث الرسول المؤمنين على الإقتداء به (1 كورنتس 4: 16 غلاطية 4: 12)، سيمّا بالعمل الجاد، كما فعل هو لكي يعطيهم قدوة (2 تسالونيكي 3: 7- 9). وليكن الشيوخ قدوة للمؤمنين على مثاله (1 تيموتاوس 4: 12، تيطس 2: 7، 1 بطرس 5: 13)، فتصير جماعاتهم مثالاً بدررها (1 تسالونيكي 1: 7، 2: 14). لكن لا يوجد للمؤمن سوى أنموذج كامل واحد، يعكس الآخرون صورته، ألا وهو يسوع المسيح. ولا يقدّم بولس نفسه مثالاً لنا إلا لأنه يقتدي بالمسيح (1 تسالونيكي 1: 26، 2 كورنتس 11: 1). هذا هو الأمر الجديد الأساسي: بفضل يسوع ابن الله الذي تأنّس أصبح الإنسان قادراً على الإقتداء بربّه (1 تسالونيكي 1: 6)، وبالتالي بالله نفسه (أفسس 5: 1). وفي الواقع، يسوع هو الينبوع والمثال لهذا الإعلان الكامل القائم في العفة والأمانة (عبرانيين 12: 2). والذين يؤمنون به فقد أولاهم أن يصيروا أبناء الله ويحيوا بحياته (يوحنا 1: 12، غلاطية 2:20). ومنذئذٍ يستطيع الإنسان أن يقتدي بمثال الرب ويحذو حذوه في طريق المحبة المتواضعة التي جعلته يبذل حياته (يوحنا 13: 15، أفسس 5: 2، 1 بطرس 2: 21، 1 يوحنا 2: 16، 3: 16)، ويستطيع أن يحب إخوته كما أحبهم يسوع (يوحنا 13: 34، 15: 12). الواقع أن يسوع أحبهم كما أحبه أبوه (يوحنا 15: 9). والإقتداء بيسوع يعني يعني الإقتداء بالآب. والاستجابة لدعوتنا بأن نكون صورة حقيقية للمسيح (رومة 8: 29)، وهو صورة أبيه الكاملة (كولسي 1: 15)، تعني تجدّد أنفسنا على صورة خالقنا (كولسي 3: 10، راجع تكوين 1: 26 - 27) . ليس في إمكاننا فقط بل من واجبنا أن نكون قديسين كما أن أبانا السماوي قدوس (1 بطرس 1: 15- 16، راجع لاويين 19: 22). وبسيرنا في هذا الطريق نتمم وصية المسيح نفسه، فإنه يريدنا أن نقتدي بالاَب أي بصلاحه الكامل (متى 5: 48)، وبمحبته الرحيمة (لوقا 6: 36، راجع أفسس 4: 32). وإن فعلنا ذلك، موف يأتي اليوم الذي فيه نصبح أشباه ذاك الذي اقتدينا به، "لأننا نراه كانا هو" (1 يوحنا 3: 2).

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English