1. الإستخدام الطيب أو القبيح للّسان:الموت والحياة في يد اللسانن" (أمثال 18: 21).
إن هذا الشعار القديم في الآداب العامة له صداه عند الحكماء (أمثال، مزامير،
سيراخ)، وحتى عند يعقوب: " به نبارك ربنا، وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله
" (يعقوب 3: 2- 12). وعن اللسان البذيء، يصدر الكذب، والغش والرياء، والإغتياب،
والنميمة (مزمور 10: 7، سيراخ 51: 2- 6). إنه أفعى (مزمور 140: 4)، وموسى مسنونة
(مزمور 52: 4)، وسيف حادّ (مزمور 57: 5)، وسهم قاتل (إرميا 7:9 ،18:18).
ولكن على هذه الملاحظة المطبوعة على خيبة الأمل "من الذي لم يخطى بلسانه؟ " (سيراخ
19: 17)، تجيب هذه الأمنية: " مغبوط من لم يزلل بلسانه! " (25: 11). ولذلك فأَمله
أن يكون في يوم الرب، ضمن بقية المختارين، ولن يكون هناك "لسان مكر" (صفنيا 3: 13).
وهذا الرجاء ليس عبثاً، لأنه منذ الآن يمكننا أن نصف لسان الصدّيق: أنه فضة نقيّة
(أمثال 10: 20): يهذّ بعدل اللّه ويعلن حمده، (مزمور 35: 28، 45: 2)، إنه يعترف
بقدرته في العالم أجمع (إشعيا 45: 24). وأخيراً فإن اللسان مثل الشفتين يكشف عن قلب
الإنسان، فيجب أن تتجاوب أعماله مع كلامه: " لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان، بل
بالعمل والحق " (1 يوحنا 3: 18، راجع يعقوب 1: 26).2. تنوع اللغات:إن كلَّ شعب من
شعوب الكون " على لغة ". بهذا التعبير الإيجابي يشير الكتاب المقدس إلى التنوّع في
الثقافات. وهذا التنوّع لا يعبّر فقط عن ثراء فكري للجنس البشري، إنه أيضاً سبب
لعدم التفاهم بين بني البشر، ووجه من سرّ الخطيئة، يوحي برج بابل (تكوين 11) بمعناه
الديني: فالكبرياء المدنّسة من قبل بني البشر، الذين يبنون مدينة خالية من الله،
كانت ثمرتها هذا الخلط فيما بين اللغات، وفي حدث العنصرة (أعمال 2: 1- 13)، تّم
التغلب على انقسام الناس بعضهم على بعض: فإن الروح القدس يتوزّع على شكل ألسنة من
نار على رؤوس الرسل، بحيث يكون من السهل سماع البشارة في لغات جميع الأمم. بذلك يتم
التصالح بين بني البشر بواسطة لغة الروح الواحدة الوحيدة التي هي المحبّة: فالموهبة
الروحية في " التكلّم بلغات " إنما تشكّل بالنسبة الى الرسل، في الوقت نفسه، صورة
للصلاة، لتمجيد الله بحماسة (أعمال 2: 4، 10: 46)، وصورة من لسان نبوّة تبشّر الناس
بعجائب الله (أعمال 2: 6 و11، 19: 6). وحتّى ينظّم في الكنيسة استخدام هذه الموهبة
الروحية، نجد بولس يمتدح الصورة الأولى منها، في حين أنه يعلن تفضيله للثانية،
لأنها مفيدة للجميع (1 كورنتس 14: 5) .
إن دلائل وشواهد العنصرة تبيّن أن الكنيسة، منذ ولادتها، هي جامعة، أي أنها تخاطب
بني البشر من سائر اللغات، وهي تجمعهم في مديح واحد، تمجيداً لعجائب الله (راجع
إشعيا 66: 18، رؤيا 5: 9، 7: 9...). فهكذا " يشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب
تمجيداً لله الآب " (فيلبي 11:2).
|