سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

اليوم الثاني الأربعون للصوم الكبير

سهر


للإطلاع على الكلمات السابقة

7 6 5 4 3 2 1
14 13 12 11 10 9 8
21 20 19 18 17 16 15
28 27 26 25 24 23 22
35 34 33 32 31 30 29
42 41 40 39 38 37 36
49 48 47 46 45 44 43

   

 

مقدمة
لفظ سهر بالمعنى الحصري يفيد عدل عن النوم ليلاً. وقد يكون السهر بقصد مواصلة العمل (حكمة 6: 15)، أو لتحاشي العدوّ المفاجئ (مزمور 127: 1- 2). ومن هنا ينشأ المعنى المجازي: السهر هو اليقظة، والكفاح ضد الخمول والإهمال، من أجل بلوغ الغرض المستهدف (أمثال 8: 34). وبالنسبة إلى المؤمن، الهدف هو أن يكون مستعداً للقاء الرب، عندما في يومه. من أجل ذلك فهو يسهر ويكون يقظاً، حتى يعيش الليل وهو ليس من الليل.
أولاً: على أهبة الاستعداد لعودة الرب

1. في الأناجيل الإزائية:
نجد أنّ الحث على اليقظة هو التوصية الأساسية التي يبديها يسوع لتلاميذه في ختام حديثه إليهم عن الأزمنة الأخيرة، وعن عودة ابن الإنسان (مرقس 13: 33- 37). " فاسهروا إذاً، لأنكمٍ لا تعلمون أيّ يوم يأتّي سيّدكم" (متى 24: 42). وتعبيراً عن عدم إمكان التكهّن بعودته، يستخدم يسوع عدة تشبيهات وأمثلة تقوم أساساً لتصريف فعل سهر (أي امتنع عن النوم). فإنّ مجيء ابن الإنسان سيكون فجائياً، شأن مجيء لص الليل (متى 24: 43- 44)، ومثل السيد الذي يعود أثناء الليل دون إخطار سابق لخدمه (مرقس 13: 35- 36). والمسيحي شأنه تماماً شأن رب العائلة اليقظ أو الخادم الأمين، ينبغي ألا يترك نفسه وقد غلب عليها النعاس والنوم، بل ينبغي له أن يسهر، أي أن يمكث متأهّباً ويظل على استعداد لاستقبال الرب. فاليقظة إذن تميّز مسلك التلميذ على الرجاء، راقباً عودة يسوع، فتقوم قبل كل شيء على البقاء في حالة الحذر، ومن ثم تتطلّب الانسلاخ عن الملذات والخيرات الأرضية (لوقا 21: 34- 36). وما دامت ساعة العودة لا يمكن توقّعها، فلا بدّ أن تعدّ التدابير لمواجهة احتمال طول أمد انتظارها: وهذا هو التعليم في مثل العذارى (متى 25: 1 - 13).
2. في رسائل بولس الأولى:
التي يغلب عليها طابع التطلع إلى المصير في آخر الأزمنة، نجد الصدى لحثّ الإنجيل على اليقظة والسهر. وبخاصة في 1 تسالونيكي 5: 1- 7. "لسنا نحن من الليل ولا من الظلمات، فلا تنامنَّ كما يفعل سائر الناس، بل علينا أن نسهر وفي صاحون" (5: 5- 6). ولأن المسيحي قد اهتدى إلى الله، فهو "ابن النور". فلذلك ينبغي أن يظلّ في يقظة وأن يقاوم الظمات رمز الشرّ، حتى لا يتعرّض لأن يدهمه مجيء المسيح الثاني. وموقف اليقظة هذا يتطلّب القناعة، أي التخلّي عن الإفراطات "الليليّة". وعن كلّ ما من شأنه أن يلهي عن انتظار الرب. ويستلزم في نفس الوقت، حمل الدرع الروحي: "لابسين درع الإيمان والمحبة، وخوذة رجاء الخلاص" (5: 8). وفي رسالة لاحقة يخشى بولس أن يهجر المسيحيون تقواهم الأولى، فيدعوهم إلى النهوض والتيقّظ من نومهم، وإلى الاستعداد لاستقبال الخلاص النهائي (رومة 13: 11- 14).
3. وفي كتاب الرؤيا:
نجد أنّ الرسالة التي يوجهّها قاضي الأزمنة الأخيرة إلى جماعة سرديس، تقوم على حثّهم بإلحاح على اليقظة (رؤيا 3: 1- 3). وإذ تنسى هذه الكنيسة أن المسيح لا بدّ وأن يعود، فإن لم تستيقظ، فسوف يفاجئها على نحو ما يفاجئ اللص. وعلى نقيض ذلك "فطوبى للذي يسهر ويحرس ثيابه" (16: 15)، فسوف يستطيع أن يشترك في موكب انتصار الرب.
ثانياً: الحذر من التجارب اليومية
إن اليقظة التي هي مثابرة الانتظار لعودة يسوع، جديرة بأن تمارس طوال الحياة المسيحية، في الكفاح ضد التجارب اليومية التي تسبق الصراع الكبير في آخر الأزمنة.1. ففي اللحظة التي يزمع يسوع أن يحقق فيها مشيئة الآب الخلاصية، يكون عليه أن يواصل في جتسماني كفاحاً أليماً agonia، نزاعاً هو صورة مسبقة لكفاح نهاية الأزمنة. والنصّ الوارد في الأناجيل الإزائية يظهر يسوع نموذجاً بارزاً لليقظة في لحظة التجربة، بقدر ما يظهر تخاذل التلاميذ مهملين توصيات معلّمهم: "إسهروا وصلّوا لئلا تقعوا في التجربة " (متى 26: 41): فهذه التوصية تتجاوز إطار جتسماني، وتخاطب جميع المسيحيين عامة، وآخر طلب في الصلاة الربية ينطبق على ذلك: أو يلتمس العون الإلهي، لا لحظة صرا آخر الأزمنة فقط ولكن أيضاً على مدى كفاح الحياة المسيحية.2. إن الحث على التيقظ إزاء أخطار الحياة الحاضرة، يعود فيرد عدة مرات في الرسائل الرسولية (1 كورنتس 16: 13، كولسي 4: 2، أفسس 6: 10- 20)، فيرد التعبير عنه في صيغة معبّرة تعبيراً بارزاً، في مقطع يُقرأ كلّ ليلة في صلاة النوم. "كونوا متزهدين، أيقاظاً، إنّ إبليس خصمكم كالأسد الزائر، يرود في طلب فريسة له " (1 بطرس 5: 8). وهنا كما في أفسس 6: 10- 12، يعني العدوّ بوضوح: الشيطان ومعاونوه يرصدون التلميذ باستمرار، والحقد عليه تغلي فيهم أمواجه، ليحملوه على إنكار المسيح. فليكن المسيحي دائماً على حذر، وليصل بإيمان، وليتجنَّب بتجرّده مكائد العدو ! وهذه اليقظة موصى بها خصوصاً بالنسبة إلى القادة الذين يتولون مسؤوليّة الجماعة. فعليهم الدفاع عنها ضد "الذئاب الخاطفة " (أعمال 20: 28- 31).
ثالثاً: تمضية الليل في الصلاة
في أفسس 6: 18 وكولسي 4: 2، يشير القدّيس بولس على الأرجح إلى عادة في الجماعات الأولية. بعقد سهرات الصلاة: " أقيموا كلّ وقت، الصلاة والابتهال في الروح، وتنبّهوا لذلك، وأحيوا الليل في الدعاء... " (أفسس 6: 18). فالاحتفال بالبيرمون تحقيق إيجابي لليقظة المسيحية، واقتداء بما كان يفعله يسوع (لوقا 6: 12، مرقس 14- 38).
الخلاصة:
إنّ اليقظة باعتبارها من متطلبات الإيمان بيوم الرب، هي الطابع المميز للمسيحي الذي ينبغي له أن يقاوم الجحود في آخر الأزمنة، وأن يظلّ مستعدّاً لاستقبال المسيح الذي يأتي. ومن جهة أخرى، فما دامت التجارب في الحياة الحاضرة مقدّمة لويلات الدهر الآخر، فإنّ اليقظة المسيحية ينبغي أن تمارس يوماً بيوم في الكفاح ضد الشرير. فهي تطالب التلميذ بالصلاة والقناعة المتواصلتين: "إسهروا وصلّوا وكونوا قنوعين".

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English