سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

اليوم الثامن والأربعون للصوم الكبير

صليب


للإطلاع على الكلمات السابقة

7 6 5 4 3 2 1
14 13 12 11 10 9 8
21 20 19 18 17 16 15
28 27 26 25 24 23 22
35 34 33 32 31 30 29
42 41 40 39 38 37 36
49 48 47 46 45 44 43

   

 

مقدمة
لقد مات يسوع مصلوباً، فأصبح الصليب، الذي كان أداة للفداء، مع الموت، والألم، والدم، أحد الأركان الأساسية التي تساعد على تذكيرنا بخلاصنا". إنه لم يعد عاراً، بل أصبح مطلباً، وعنواناً للمجد، للمسيح أولاً ثم للمسيحيين من بعده.
أولاً: صليب يسوع المسيح

1. عثار الصليب:
ففأنا ننادي بمسيح مصلوب، عثار لليهود وحماقة للوثنيين (1 كورنتس أ: 23). بهذه الكلمات يعبر بولس عن رد الفعل الطبيعي لكل إنسان يجد نفسه أمام صليب الفداء. تُرى، أيأتي الخلاص للعالم اليوناني الروماني عن طريق الصلب، عن هذا العذاب المعد للعبيد (راجعٍ فيلبي 2: 8)، والذي لم يكن موتا وخشيا فحسب، بل عارا أيضاً (راجع عبرانيين 12: 2، 13: 13)؟ ترى أيحصل اليهود على الفداء عن طريق جثة، تلك النجاسة التي كان يتحتم التخلص مها في أقرب وقت (يسوع 26:10 27،2 صموئيل 21: 9- 11، يوحنا 19: 31)، بواسطة محكوم عليه بالموت، معلَق على خشبة التعذيب، يحمل علامة اللعنة الإلهية على عاتقه (تثنية 21: 22- 23، غلاطية 3: 13)؟ على المجلجلة، كان لهو الحاضرين استهزاءً به، يدعوه إلى أن ينزل من على الصليب (متى 27: 39 44//). وأما عن التلاميذ، فيمكنا أن نتصور ردَ فعلهم المتوجَ خوفاً. أما بطرس، فلم يكن، رغم اعترافه تواً بأن يسوع هو المسيح، يتحمل ولا حتى الإنجار عن آلامه وموته (متى 16: 21- 23//، 17: 22- 23//): فكيف كان بمكنه أن يقبل بالصلب؟ ولذا فإن يسوع في عيشة آلامه يعلن بأن الجميع سيشكون فيه (متى: 26: 31//)
2. سر الصليب:
إذا كان يسوع، ومن بعده تلاميذه، لم يخففوا من عثار الصليب، فلأن سر ما خفياً كان يضفي عليه معنى. فقبل الفصح، كان يسوع وحده الذي يؤكد ضرورته تحقيقاً لطاعة مشيئة الأب (متى 16: 21//). وأما بعد العنصرة فيعلن التلاميذ بدورهم وقد أنيروا بمجد القائم من بين الأموات عن هذه الضرورة، واضعين عثار الصليب في مكانه الحقيقي في تدبير قصد الله. وإن كان المسيح قد صلب (أعمال 2: 23، 4: 10)، و"علق على خشبة" (5: 30، 10: 39)، عن طريق معثرة (راجع تثنية 21: 23)، فقد كان ذلك على الأرجح بسبب بغض إخوته. أما بعد أن أوضحت النبوة هذا الحادث، فإنه يكتسب بُعداً جديداً: فإنه يتمم "ما كتب عن مصير المسيح" (أعمال 13: 29). من أجل ذلك فإن الروايات الإنجيلية عن موت يسوع تحوي بين طياتها إشارات كثيرة إلى المزامير (متى 27: 33- 60//، يوحنا 19: 24 و28 و36- 37): "كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام" وفقا للكتب المقدسة، كما سيوضح ذلك القائم من بين الأموات لتلميذي عماوس (لوقا 24: 25 - 26).
3. لاهوت الصليب:
لقد تلقَى بولس عن التقليد الأصلي أن "المسيح مات من أجل خطايانا كما جاء في الكتب" (1 كورنتس15: 3). إن هذا المعطى التقليدي يقدم لتأمله اللاهوتي نقطة انطلاق، إذ إنه باعترافه بأن في الصليب الحكمة" الحقيقية، لا يريد أن يعرف إلا يسوع مصلوباً (2: 2). فبذلك تضيء لمعاناً حكمة تدبير الله؟ التي سبق و أعلن عنها العهد القديم (1: 19- 20). فمن خلال ضعف الإنسان تظهر قوةِّ الله (1: 25). وبفضل توسعه في هذه النظرة الأساسية يكشف بولس معنى لأوضاع الصليب ذاتها. فإذا ما "علّق يسوع على عود شجر" كملعون، إنما كان ذلك ليشترينا من لعنة الشريعة (غلاطية 3: 13). وأما جثتـه المعروضة على الصليب، وهو حسد شَيبه بجسدّ الخطئة"، فقد أتاحت لله أن "يحكم على الخطئة في الجسد" (روت 8: 3)، وبذا فأن صك الشريعة فقد نفذ، إلا أن الله في الوقت نفسه قد "ألغى الصك بتسميره على الصليب،وخلع أصحاب الرئاسة والسلطة " (كولسي 2: 14 - 15). وعلى هذا النحو فإن الله قد صالح كل الكائنات "بدم صليبه" (1: 20)، مزيلاً كل الانقسامات القديمة التي كان سببها الخطيئة، وأقام السلام والوحدة بين اليهود والأمم، لكي لا يكونوا بعد إلا جسداً واحداً (أفسس 2: 14- 18). فيرتفع الصليب إذن فوق الحدود الفاصلة بين تدبيري العهد القديم والعهد الجديد.
4. الصليب ارتفاع نحو المجد:
إن الصليب في فكر يوحنا، لم يعذ مجرّد ألم أو مذلة فحسب -حتى ولو أنه كذلك تكون له قيمته بفضل تدبير الله ومفاعيله الخلاصية-، بل إنه منذ الآن يحقق مجد قد الله مقدماً. وعلى كل فإن التقليد السابق لم يكن لذكر الصليب، إلا ويشير بعده إلى تمجيد يسوع. ولكن بالنسبة ليوحنا، فإن يسوع ينتصر به فورا. وعندما يردّد للدلالة عليه نفس اللفظ الذي كان يشير حينئذ إلى رفع يسوع إلى السماء (أعمال 2: 33، 5: 31)، يوضح أن به أذنت اللحظة التي فيها "رفع " (يوحنا 8: 28، 12: 32- 33) ابن الإنسان،، كحية نحاسية!، علامة للخلاص (3: 14، راجع عدد 21: 4- 9). في رواية يوحنا للآلام، يبدو يسوع وكأنه يتقدّم لملاقاة آلامه بعظمة وعزة. إنه يصعد على الصليب منتصراً، لأنه بالآلام يؤسس كنيسته "لافظا لروح" (19: 30)، وجاعلاً الدم والماء يجربان من جنبه (19: 34). فمن الآن وصاعداً ينبغي "النظر إلى ذاك الذي طعنه" (19: 37)، لأن الإيمان يتّجه نحو ذلك المصلوب الذي جعل صليبه علامة حيّة للخلاص. وبهذه الروح نفسها، يبدو أن كتاب الرؤيا قد رأى من خلال هذه " الخشبة" المخلصة، "خشبة الحياة"، ومن خلال " شجرة الصليب " "شجرة الحياة" (رؤيا 22: 2 و14 و15).
ثانياً: الصليب علامة المسيحي

1. صليب المسيح:
إن كتاب الرؤيا بإنبائه بأن الشاهدين قد استشهدا "حيث صلب المسيح" (رؤيا 11: 8)، يوحّد بين مصير التلاميذ ومصير المعلم. ذلك ما كان بتطلبه يسوع في حينه: "من أراد أن يتبعني، فليزهد في نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني" (متى 16: 24//). فينبغي للتلميذ ألا يموت في ذاته فحسب: فإن الصليب الذي يحمله هو العلامة على أنه يزهد في الدنيا أيضا، وأنه قد قطع كل علاقاته الطبيعية (متى 10: 33- 39//)، ويقبل وضعه كمضطهد قد تنزع منه الحياة (متى 2423، إلاّ أن الصليب في الوقت نفسه هو أيضاً علامة مجده المسبق (راجع يوحنا 12: 26)
2. الحياة المصلوبة:
إن صليب المسيح الذي يفصل، بحسب بولس، بين عالمي الشريعة والإيمان، يصبح في قلب المسيحي، الحد الفاصل بين عالم الجسدي وعالم الروح. إن تبريره الوحيد وحكمته الوحيدة. على أنّ المسيحي إذا كان قد اهتدى، فقد حدث ذلك لأنه قد ترسمت نصب عينيه صورة المسيح المصلوب (غلاطية 3: 1). وإن كان قد تبرر، فلم يكن ذلك بفضل الأعمال بحسب الشريعة، بلى بإيمانه بالمصلوب. لأنه هو ذاته قد صلب مع المسيح في المعمودية، إلى حد أنه قد مات عن الشريعة ليحيا لله (غلاطية 2: 19)، ولم يعد له أي تعلق بالعالم (6: 14). ومن ثم فإنه يضع ثقته في قوة المسيح وحدها، وألا فإنه سيظهر بمظهرين هو"عدو صليب المسيح " (فيلبي 3: 18).
3. الصليب عنوان مجد للمسيحي:
إن الإنساان القديم قد صلب" (رومة 6: 6)، في حياة المسيحي اليومية، إلى حدّ أنه قد صار يتمتع بحرية كاملة إزاء الخطيئة. إن حكمه قد تغير أيضاً بقوة حكمة الصليب (1 كورنتس 2). بواسطة هذه الحكة، سيصير على مثال يسوع، متواضعاً و"مطيعاً حتى الموت، الموت على الصليب" (فيلبي 2: 1- 8). وعليه بوجه عام أن يتأمل "مثال المسيح" الذي حمل خطايانا في جسده على خشبة الصليب، لكي نعرض عن خطايانا، فنحيا للبر (1 بطرس 2: 21- 24). أخيرا إذا صح أنه واجب عليه أن يخشى احتمال الردة، التي قد تقوده إلى "صلب ابن الله ثانية لخسرانه" (عبرانيين 6: 6)، فإنه يستطيع مع ذلك أن يصرخ بفخر مع بولس: "أما أنا فمعاذ الله أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح. وعندي أصبح العالم به مصلوباً، وأصبحت أنا مصلوباً به عند العالم". (غلاطية 14:6).

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English